عبد الفتاح عبد المنعم

انهيار أمريكا القريب.. هل تتحقق النبوءة؟

الثلاثاء، 11 أبريل 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أروع ما فى الأمريكان أنه رغم تفوقهم فى كل المجالات، فإنهم يخرجون يوميًا بعشرات الأبحاث، ولا أبالغ إذا قلت مئات الأبحاث تتنبأ بأن أمريكا ستنهار، فى الوقت الذى توجد فيها عشرات الدول منهارة وتزعم أنها قوية.. والحقيقية أنه لا يستطيع أحد أن ينكر الدور الكبير الذى لعبته الولايات المتحده الأمريكية فى الدفع بعجلة الحضارة الإنسانية، حتى ولو اختلفنا جميعًا على طريقة إدارتها للعالم، ولكن ما قلته هو الحقيقة، ولدىّ أسباب كثيرة، وبالرغم من ذلك هناك من يرى أن أمريكا بداخلها عوامل الفناء، وهو ما يحاول الباحث الدولى يونان سعد الوصول إليه من خلال دراسة حديثة حملت عنوان «انهيار أمريكا القريب». 
 
دراسه يونان سعد ترى أن نحو 50 ألف مصنع توقفت عن العمل فى الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة الأخيرة، ونحو 25 مليون مواطن أمريكى تعجز الدولة عن منحهم فرصة عمل لائقة.
 
هذه الأرقام عرضها مؤخرًا المخرج الأمريكى بيتر نافارو فى فيلم وثائقى شهير يحمل عنوان «الموت بأيدٍ صينية Death by China». ويقدم نافارو مجموعة أخرى من الحقائق، كارتفاع مديونية الولايات المتحدة للصين «حاليًا نحو 1.3 تريليون دولار من أصل نحو 19 تريليون دولار»، ويعتبر أن هذه الأرقام هى نتيجة الغزو الممنهج للبضائع الصينية غير القانونية والمدعومة حكوميًا للسوق الأمريكية منذ عام 2001.
 
بيتر نافارو ليس الوحيد الذى تحدث عن مؤشرات تدل على أضرار جسيمة لحقت بالاقتصاد الأمريكى، وتهدد ازدهاره بسبب الصعود السريع والمستمر لجمهورية الصين الشعبية.
هناك أيضًا ويليام كريستول، الكاتب المعروف بتوجهاته الفكرية التى تنتمى إلى معسكر المحافظين الجدد، فقد سبق له أن وصف فى جريدة «ويكلى ستاندارد» الصين الشعبية بالبربرية المنظمة التى يجب أن يتخذ السياسيون فى أمريكا مواقف أكثر شدّة تجاه مخاطرها على بلادهم.
 
ينتمى ويليام كريستول وبيتر نافارو إلى فئة المفكرين الأمريكيين الذين يُطلق عليهم لقب الـ«بلو تيم»، وهى فئة تحذّر من التوسع المتسارع للاقتصاد الصينى على حساب نظيره الأمريكى، ومن تزايد القوة العسكرية الصينية، باعتبارها ستكون خطرًا قد لا يمكن احتواؤه، وستوثر على المصالح الأمريكية فى دول العالم الثالث.
 
وكانت صحيفة «هافنجتون بوست» قد نشرت مقالًا يعرض 11 كتابًا لمفكرين غربيين منذ ثمانينيات القرن الماضى حتى الآن، يتحدثون فيه عن الانحسار المتزايد للطبقة الوسطى فى أمريكا.
 
حتى أنه صدر كتاب بعنوان «أمريكا كدولة من العالم الثالث Third World America» لأريانا هافنجتون، وفكرته المحورية هى أن أكثر ما يميّز دول العالم الثالث هو تضاؤل حجم الطبقة الوسطى أو اختفاؤها، وهذا ما بدأت الولايات المتحدة تنحدر نحوه منذ عهد الرئيس الأسبق رونالد ريجان.
 
ومنذ عدة سنوات أكدت نان مونى فى كتاب بعنوان «Not keeping up with our parents» أن الأعمال النموذجية المناسبة لأفراد الطبقة الوسطى فى أمريكا، كالعمل فى الفنون والتعليم، والوظائف الخدمية، لم تعد تدرّ على أصحابها مداخيل لائقة، فى حين صار الحصول على مثل هذه الوظائف يتطلب من الفرد دفع تكاليف باهظة فى التعليم العالى. 
قبل عشر سنوات من انهيار الاتحاد السوفيتى تنبّأ المفكر الأوروبى إيمانويل تود بذلك، وعام 2003 أصدر كتابًا تحت عنوان «ما بعد الإمبراطورية After the Empire» تحدث فيه عن سقوط القوة الإمبريالية الأمريكية، وفقدانها خاصية كونها أهم المتحكمين بالسياسات الدولية.
 
يؤكد تود فى خاتمة كتابه أنه ليس من الضرورى أن يعنى انهيار أمريكا اختفاءها من على خريطة العالم، أو تفككها جغرافيًا، أو حتى تحوّلها إلى دولة فقيرة، بل يعنى أن تنفلت خيوط اللعبة السياسية الدولية من بين أيديها، أو بمعنى آخر أن تتحول من المهيمن الأول إلى مجرد طرف فاعل، مثلها مثل دول أخرى.
 
ويشير تود إلى أن أمريكا كانت تتوقع أن تتحول إلى قوة عظمى وحيدة تسيطر على الكوكب، وتتحكم فى شؤونه بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، لكن ما حدث هو أن قوى أخرى صعدت، خاصة بعد تكوّن الاتحاد الأوروبى، والتطور الصناعى الكبير الذى أحرزته اليابان، وهذا حال دون ظهور عالم أحادى القطبية.
 
ورأى أن الصعود المستمر لهذه القوى واحتمالات تحالفها مع قوى أخرى مناهضة للولايات المتحدة كروسيا والصين، يجعل من الصعب استمرار الحال على ما هو عليه، فإذا أخذت أوروبا- على سبيل المثال- فى اعتبارها تعزيز القيمة العالمية لليورو أكثر، فربما تصبح عملتها فى يوم ما ندًًا قويًا لسيطرة الدولار على الأسواق الدولية.. وللحديث بقية.. فإلى الغد إن شاء الله تعالى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة