قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن تفجيرات "أحد السعف" التى استهدفت كنيستين فى طنطا والإسكندرية، وأسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات، تكشف مؤامرة تنظيم داعش الإرهابى لتقسيم مصر من خلال استهداف الأقباط بشكل انتقائى.
وأضافت الصحيفة فى تقرير على موقعها الإلكترونى الاثنين أنه بينما يواجه تنظيم داعش الإرهابى الحصار فى العراق والضعف فى سوريا فضلا عن تراجعه فى ليبيا، فإنه بات فى حاجة ماسة لإيجاد أرض جديدة يمكنه أن يعلن من خلالها عودة انتصاراته، ومن ثم فإنه ذهب إلى قلب الشرق الأوسط، حيث يوجد أكبر عدد من مسيحى المنطقة ساعيا لإيجاد حل لأزمته.
ونقلت الصحيفة عن خبراء، قولهم إن هناك دوافع عديدة وراء تلك الحملة الوحشية التى يشنها التنظيم داخل مصر، وهى رغبته فى إيجاد موطئ قدم بعيدا عن صحراء سيناء البعيدة، فضلا عن الرغبة فى إشعال صراع طائفى شرس للنيل من استقرار مصر الذى تحقق خلال الفترة الماضية.
وقال مختار عوض، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية المتطرفة فى جامعة جورج واشنطن، إن هناك عامل دعائى كبير فى هجمات داعش ضد المواطنين المسيحيين فى مصر. فداعش يريد أن يظهر أن بإمكانه شن هجمات داخل واحدة من أكثر بلدان العالم العربى سكانا.
واستبعدت الصحيفة الأمريكية نجاح داعش فى تنفيذ مؤامرته الجديدة فى مصر، مشيرة إلى أن الطبيعة الديمغرافية تعرقل أى نجاح للتنظيم على غرار ذلك الذى حققه فى العراق من إشعال التوترات بين الشيعة والسنة، مضيفة أن تلك الحملة الدموية ضد الأقباط لا تلقى دعم وسط المسلمين فى مصر.
وحذرت الصحيفة أنه ما لم تعمل الحكومة المصرية سريعا على غلق الفجوات الأمنية لديها، فإن المسيحيين سيتحملون وطأة طموحات داعش فى بلدهم.
وقالت نيويورك تايمز أن هجمات هذا الأسبوع يبدو أنها تم تنسيقها من قبل خلية تابعة لداعش منفصلة عن تلك التى توجد فى سيناء، وربما تكون على علاقات مباشرة بمركز التنظيم فى سوريا والعراق.
واختتمت نيويورك تايمز تقريرها مؤكدة ضرورة اصلاح منظومة جمع المعلومات لتحقيق المزيد من التقدم فى اختراق خلايا داعش داخل مصر، وتنفيذ ضربات استباقية لتلك الخلايا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة