"المواطنة فريضة الوقت" شعار رفعته الندوة التى استضافها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والقس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر.
"الاعتداء على أى مسيحى أو ممتلكاته اعتداء علينا جميعًا، كما أن الاعتداء على الكنائس كما المساجد، والدفاع عن ذلك جزء من الإيمان بعقيدة المسلمين"، هكذا استهل وزير الأوقاف كلمته، واستشهد بقول ابن حزم الذى أكد وجوب الدفاع عن المسيحيين بالسلاح إن اعتدى عليهم أحد، مشيرًا إلى أن البابا تواضروس أغلق الباب على دعاة الفتنة، وأكد أن ما جرى لأقباط العريش ليس تهجيرًا بل ظروف نعيشها جميعًا.
وأضاف: "الدول التى قامت على الخلافات المذهبية أو الدينية أو العرقية لم تستقر ولم تتقدم بل وقعت فى براثن فوضى لن تنتهى، كما أن الأعداء لن يستطيعوا القضاء على الدول إلا من خلال التفرقة".
وقال وزير الأوقاف: "إن المواطنة لم تعد نزهة ولا من نوافل القول بل هى فريضة الوقت"، مضيفًا: "فى الظروف التى تمر بها مصر فى مواجهة الإرهاب إن لم نكن على قلب رجل واحد لحدثت التفرقة". واستطرد: "حين بدأنا مشروع صكوك الأضاحى تبرع القس الدكتور أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بخمسين صكًا للأضحية، لتوزع على الفقراء دون تمييز بين مسلم ومسيحى".
ومن جانبه قال القس الدكتور أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية: "إن الربيع العربى أدخل المنطقة العربية العديد من الصراعات وحاصرتنا عوامل تفتيت المجتمعات، لذلك إن لم نكن واعين لذلك سنقع فى الفرقة"، مؤكدًا أن مصر هى النموذج الوحيد الذى يقدم تجربة العيش المشترك فى العالم العربى حاليًا، لذلك لدى المتآمرين رغبة صادقة فى كسر هذا النموذج، معتبرًا أن الرهان الوحيد فى المنطقة العربية هو استقرار مصر.
واستكمل زكى: "لا بد من تفعيل دور المجتمع المدنى فى مصر، حيث يضم عددا ضخما من الجمعيات الأهلية والخيرية، وعددا قليلا من الجمعيات الحقوقية"، مؤكدًا أن الجمعيات الأهلية تلعب دورًا كبيرًا فى قضية المواطنة.
ودعا زكى لطرح مفاهيم جديدة للولاء والتماسك، مؤكدًا أن المواطنة عملية شاملة تتجاوز المساواة لتصل إلى العدالة بربط الحقوق السياسية بالاقتصادية والاجتماعية. واعتبر القس زكى أن المواطنة ليست منحة من الحاكم، بل إنها لا تتحقق إلا إذا شارك الجميع فى بناء وطنهم، مؤكدًا أن المواطنة نتيجة للكفاح المشترك، مطالبًا المجتمع المدنى بلعب دور جديد فى قضية المواطنة، مشيرًا إلى ضرورة الرقابة على تمويله واعتباره حرًا قادرًا على الحَرَكَة.
فيما أكد الدكتور بكر زكى عوض، عميد كلية أصول الدين السابق، أن الإسلام حرم الاستقواء على الوطن بالخارج، مذكرًا بما فعله اليهود حين ألبوا الأحزاب على أهل المدينة المنورة قبيل غزوة الأحزاب، ضاربًا المثل بمن استقوى بالخارج فى العراق وسوريا وما فعلوه بأوطانهم.
وأورد عوض، خلال كلمته بندوة المواطنة بحضور وزير الأوقاف، الكثير من آيات الإنجيل بينها، الاصحاح الخامس والسادس من إنجيل متى التى تفرض السلم الاجتماعى، مستشهدًا ببشارة المسيح فى الإنجيل: المجد لله فى الأعالى وعلى الناس السلام وبالناس المسرة، وكذلك ما قاله المسيح فى موعظة الجبل من سألك ثوبك فاعطه الرداء وأمر تلاميذه بتحية الناس بالسلام.
وذكر عميد أصول الدين بالكثير من وصايا المسيح فى موعظته على الجبل، مؤكدًا ضرورة إبراز نصوص مسيحية فى المناهج التعليمية ليحدث التقارب بين أطفال المدارس.
من جانبه، رأى الدكتور سامى الشريف، وزير الإعلام السابق، أن نزوح أقباط العريش ليس قضية دينية بل هى قضية وطنية، مضيفًا: "الإرهاب قتل العشرات من جنودنا فى سيناء دون النظر لدينهم". واتهم الشريف الإعلام بارتكاب بعض الأخطاء فى معالجة قضايا شديدة الحساسية مثل قضية أقباط العريش، مؤكدا: "المواطنة ليست كلمة بل سلوك يراه الناس فى المسجد والكنيسة ووسائل الإعلام".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة