وافق البرلمان البرتغالى اليوم السبت على قرار يعتبر المجاعة التى حدثت فى أوكرانيا فى الفترة (1932 - 1933) إبادة جماعية للشعب الأوكرانى، ونقلت قناة (روسيا اليوم) الإخبارية عن البرلمان البرتغالى شجبه - فى بيان - المجاعة فى أوكرانيا، واعتبارها "إبادة جماعية" لشعب أوكرانيا قام بتنظيمها وتنفيذها نظام "ستالين الشيوعى الشمولى الاستبدادى"، ودعا البرلمان إلى "إدانة كل أشكال الاستبداد والجرائم ضد الإنسانية، مثل تلك التى حدثت فى الثلاثينات من القرن الماضى فى أوكرانيا عندما كانت ضمن الاتحاد السوفيتى".
فى المقابل، صوت نواب الحزب الشيوعى البرتغالى ضد القرار، مشيرين إلى أن تلك المجاعة حصدت أرواح الكثير من الروس والبولنديين، وليس الأوكرانيين وحدهم، يشار إلى أن مجاعة (1932 - 1933) اجتاحت جميع مناطق إنتاج الحبوب الرئيسية فى الاتحاد السوفياتى وليس فقط أوكرانيا، بل كذلك شمال القوقاز وحوض (الفولجا السفلي) والأوسط وقسما كبيرا من مناطق التربة السوداء الوسطى وكازاخستان وسيبيريا الغربية ومنطقة الأورال الجنوبية.
ووفقا للتقديرات المختلفة، قتل الجوع فى تلك الفترة 7 - 8 ملايين شخص، بينهم 3.5 مليون فى أوكرانيا، ومليونان فى كازاخستان وقيرغيزستان، و2 - 2.5 مليون فى روسيا الاتحادية، وأقرت أوكرانيا قانونا يعتبر المجاعة إبادة للشعب الأوكرانى، وطلب برلمان كييف من برلمانات دول العالم المختلفة الاعتراف بهذه الإبادة، وتنظر روسيا إلى هذه التصرفات من قبل أوكرانيا كمحاولة لـ"تسييس التاريخ" وزرع بذور عدم الثقة والعداء بين روسيا وأوكرانيا.
يشار إلى أن أسباب مجاعة الثلاثينات موضع جدل علمى وسياسى كبيرين، فبعض المؤرخين يعتبر المجاعة مدبرة من قبل السلطات السوفييتية لاستهداف النزعة الوطنية الأوكرانية، فيما يرى آخرون أنها نتيجة غير مقصودة للمشكلات الاقتصادية التى سببتها التغييرات الاقتصادية فى حقبة تحويل السوفييت إلى الاقتصاد الصناعي. كما أن هناك من يعزو المجاعة بالأساس إلى أسباب طبيعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة