فى يوم من أيام شهر مارس سنة 1941، والجزائر لا تزال تدافع عن حقها فى الاستقلال من الاحتلال الفرنسى الذى يفرض وجوده المادى والثقافى على الأرض تعرض المناضل الجزائرى مصالى الحاج للمحاكمة.
وحكمت المحكمة العسكرية لمدينة الجزائر على "الحاج" بتهمة "التظاهر والمس بأمن الدولة" وحكم عليه بـ16 عاما مع الأشغال الشاقة و20 عاما منعاً من الإقامة وحرمانه من الحقوق المدنية، لكنه قال "هذه الأرض الجزائر ليست للبيع".
وسُجِن مصالى الحاج فى حبس لامبيز بباتنة، كما ذكر الدكتور أحمد حسين السليمانى، وأطلق سراحه فى عام 1943م ووُضِع فى الإقامة الجبرية بقصر البخارى، وبعد مدة من الإقامة لمصالى فى قصر البخارى، قام الجيش الفرنسى بحط الرحال فى قصر الشلالة التى حُوِّل إليها مصالى، وفى 18 أبريل 1945م جرى تحويل الزعيم إلى القليعة (وهى المنيعة اليوم جنوب غرداية) فى الجنوب الجزائرى، وبعد ذلك نُقل إلى الكونغو.
المناضل مصالى الحاج
يلقب مصالى الحاج بـ "أبو الأمة" وقد ولد بمدينة تلمسان فى 16 مايو 1898، وتوفى بالعاصمة الفرنسية باريس فى 3 جوان 1974، ودفن بمقبرة الشيخ السنوسى بمسقط رأسه.
تمسك "الحاج" بالنضال السياسى ومحضرا للنشاط المسلح، جند فى الحرب العالمية الأولى ثم استقر فى فرنسا حيث أسس عام 1926 مع إخوانه حزب نجم شمال أفريقيا ثم حزب الشعب الجزائرى فى 11 مارس 1937. سجن مرات عديدة فى فرنسا والجزائر، كما نفى إلى برازافيل عام 1945 أسس فى نوفمبر 1946 نادى باستقلال الجزائر منذ العشرينات، مات بفرنسا فى 3 جوان 1974.
فى عام 1926 أسس مصالى الحاج حزب نجم شمال أفريقيا، وتولى كتابته العامة وآلت إليه رئاسة الحزب فى العام الموالى 1927، وكان حزب النجم مفتوحا أمام دول شمال إفريقيا الثلاثة.
عندما اندلعت الثورة المسلحة فى 1 نوفمبر 1954 ضد الاستعمار الفرنسي، كان موقف مصالى الحاج معارضا للكفاح المسلح متمسكا بالعمل السياسى، وفى هذا الإطار أسس عام 1954 حزب الحركة الوطنية الجزائرية الذى كان الحزب الوحيد الذى لم ينخرط فى الثورة وحصلت مواجهات دامية بين هذا الحزب وحزب جبهة التحرير الوطنى سواء بالجزائر أو بفرنسا، وقد وضع مصالى الحاج فى تلك الفترة تحت الإقامة الجبرية فى فرنسا.
مصالى الحاج
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة