فى الحروب والكوارث الكبرى، يدفع المدنيون فاتورة الحاضر من أرواحهم، بينما يتم ترحيل التزامات أخرى يؤديها أهل المستقبل من أطفال اليوم، ففى الموصل، لم يعترف أحد بالمسؤولية عن كارثة مقتل مئات العزل فى غارات مجهولة، لا التحالف ولا القوات العراقية، ولا داعش أيضًا، حتى العدد الحقيقى للضحايا لا يمكن تأكيده، ربما خجلًا من أن مجرد ذكر الرقم ستهتز له السماوات، لكن المشهد الأكثر بشاعة كان من نصيب أولئك الأطفال النازحين مع أهليهم والنظرة فى أعينهم علامة استفهام كبيرة تبدأ بالحيرة وتنتهى إلى المجهول، حيرة مصدرها عملية التحرير التى تحولت لسباق سياسى مذهبى، ومجهول يمثله حاضر ملىء بالغيوم التى تمنع هؤلاء الناس من بلوغ شمس الصباح حتى ولو فى مخيمات اللاجئين، من حقنا أن نتساءل منذ هذه اللحظة: أى مستقبل ينتظر هؤلاء الأطفال بعدما تنتهى المعارك؟ هذا إذا انتهت أصلاً.
عمرو جاد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة