هل أنجزنا شئيا من الشعارات الجوفاء التى خرجنا إليها فى العديد من العواصم العربية؟ الإجابة بالتأكيد بالنفى، لأننا ببساطة لم نحصل فى كل دول الربيع العبرى «العربى سابقا» لا على الحرية التى خرجنا من أجلها ولا أصبح لدينا المليارات من الدولارات لكى نتحول إلى غول صناعى ولم نأكل المن والسلوى، كما كان مراهقو يناير فى مصر أو المسلحين فى سوريا أو اليمن أو ليبيا يقولون لنا، وهو ما يعنى أننا فى دول الربيع العبرى لم نحصل إلا على مزيد من الإرهاب، ومزيد من الفقر، ومزيد من القتل، ومزيد من الديون والإفلاس، والدليل أن أغلب مشاريعنا فى مصر الآن تنفذ من الدين والقروض، وبسبب الربيع العبرى، تحولنا إلى أكبر دولة تقترض، وهو ما نعانى منه جميعا، وبالتأكيد الأوضاع فى العواصم العربية الأخرى لا تسر عدوا ولا حبيبا، والتقارير التى خرجت مؤخر ا تؤكد أن فاتورة ما تكبدته الدول العربية بسبب الربيع العبرى وصلت إلى 613,8 مليار دولار أغلبها فى الدول التى ابتليت بهذا الخريف، ولو صدقت التقارير الدولية حول الأموال التى أهدرت على يد هواة تخريب البلاد فيما عرف بالفوضى الخلاقة أو الربيع العربى فإننا علينا جميعا أن نلعن ألف مرة ما أحدثه مراهقو دول الربيع العربى بنا.
لقد صدمت من حجم الأموال التى تم حرقها على يد بهلوانات السياسية فى دول الربيع العربى، أموال لو تم استغلالها حتى مع ديكتاتور، لكن أفضل من إهدارها، لم ندفع فاتورة الربيع العبرى من أمننا فقط، بل من جيوبنا، ومليارات الدولارات التى خسرناها بسبب شلة من المراهقين على رأسهم محمد البرادعى.
المفاجأة أن هذا التقرير خرج من أدراج الأمم المتحدة حيث كشف بالأرقام أن ثورات الربيع العربى، التى بدأت نهاية عام 2010، كبدت المنطقة العربية بأكملها 613.8 مليار دولار أمريكى، ليرتفع بذلك العجز المالى فى الدول التى شهدت تلك الثورات إلى 243.1 مليار دولار، وأن تقرير مفوضية الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية فى غرب آسيا «الاسكوا» قد أوضح أنه فيما يتعلق بمصر فإن أكثر الفئات تضرراً من ثورات الربيع العربى، هم الشباب، موضحاً أن فى عام 2012، كان %91.1 من الشباب العاملين فى مصر يشغلون وظائف غير رسمية، وقال التقرير: إن اندلاع الاحتجاجات فى ليبيا، التى تطورات إلى قتال مسلح، تسببت فى نزوح غالبية المصريين الذين كانوا يعملون هناك، مما تسبب فى تفاقم أزمة البطالة داخل مصر، مشيراً إلى أن إجراءات بعض الدول من بينها مصر التى لجأت إلى خفض عملتها أمام الدولار، سببه ارتفاع معدلات التضخم فى أعقاب تلك الثورات، أرقام المليارات تؤكد أن البضاعة التى حضرت من مراهقى يناير هى بضاعة فاسدة أتلفها هوى هؤلاء المراهقين.
وحتى لا نجد الخلايا الإلكترونية من جماعة الإخوان ومراهقى يناير يهاجموننا ونجدهم يتهمونها بأننا عملاء الأنظمة الفاسدة، وأننا فلول وغيرها من المصطلحات التى عفا عليها الزمن، فإننى أتساءل هل تصدقون أنفسكم بأنكم صنعتم ثورة؟ ألم تخدعنا الملايين فى مصر والعواصم الأخرى بأن المن والسلوى سيكون الغذاء المفضل لشعوب هذه الدول؟ ألم تضحكوا علينا بشعارات كاذبة وخادعة ومزيفة؟ جميعا يدفع فاتورة تلك الأكاذيب خسائر فى الأموال والأرواح فقر هنا وإرهاب هناك، ألم أقل لكم أنه «الربيع العبرى»، وليس «العربى»؟! متى نستيقظ من الأوهام؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة