قد يختلف العرب حول كل شىء فى القمة العربية القادمة فى الأردن أواخر مارس الجارى، ولكن يجب ألا يختلفوا حول شىء واحد، هو القدس والمسجد الأقصى، لا تكفى إدانة الجامعة العربية لقرار محكمة الصلح الإسرائيلية، باعتبار القدس والمسجد الأقصى المبارك مكانا مقدسا لليهود، وعدم فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض بمنطق القوة ، ولا تكفى مناشدة المجتمع الدولي بكافة هيئاته ومنظماته وعلى رأسها الأمم المتحدة، بسرعة التحرك لضمان حماية المقدسات الإسلامية بالحرم القدسي الشريف، وإجبار إسرائيل كقوة احتلال التراجع عن مخططاتها، التي تستهدف تهويد القدس والأراضي الفلسطينية واستهداف الحرم القدسي الشريف.
المأمول أن تطلق القمة العربية تحركًا عربيا ودوليا لإنقاذ القدس، وحماية المسجد الأقصي من الاجتياح الإسرائيلي، وتحريك الصمت الذى يخيم علي العواصم العربية، التي عزَّ عليها حتي إصدار بيانات الشجب والإدانة ، وتحذير إسرائيل من مخاطر استفزاز المشاعر العربية والإسلامية ، والإقدام علي عدوان جديد يعرض أمن واستقرار المنطقة للخطر ، وانذار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو بعدم الاقتراب من المقدسات الإسلامية التي لن يقبل المسلمون التفريط فيها.
مطلوب من القمة العربية أن تطرق أبواب المصالحة الفلسطينية بشدة ، فإسرائيل هي المستفيد الوحيد من الانشقاق الفلسطيني ، وتستثمر هذا الوضع لتثبيت مخططات التهام الأراضي الفلسطينية وإقرار الأمر الواقع ، والخلافات الفلسطينية هي البوابة الرئيسية التي تعبر منها لإفشال جهود التسوية السلمية ، ووضع العراقيل أمام استئناف جهود السلام ، على أساس قرارات الأمم المتحدة ومرجعية مدريد، وإسرائيل تعلم جيدًا أن الوقت في صالحها ، وتستثمره بشكل جيد في تكريس الأوضاع القائمة، وجعل الاحتلال أمرًا واقعًا، و تسوف وتماطل وتبذل قصارى جهدها لاستمرار بقاء القضية الفلسطينية فى ثلاجة حفظ الموتى .
الفلسطينيون يعطون إسرائيل رقبتهم علي طبق من ذهب ، ويقدمون لها الذرائع والمبررات لرفض استئناف مفاوضات السلام ، وتتذرع مع من تتفاوض ومن الذي يلتزم بتنفيذ الاستحقاقات ؟، هل هو الرئيس أبومازن الذي يفقد السيطرة والقرار علي نصف دولته المفترضة ؟، ام تجلس مع حماس التي انقلبت علي السلطة، ولن يقبل الغرب الاعتراف بها أو الجلوس معها ، إلا إذا قدمت تنازلات كبيرة لن يقبل قادتها التسليم بها ؟
الظروف بالغة الصعوبة والتعقيد ايضا بسبب التشرذم العربي، والخلافات المعلنة والصامتة ، والآمال منعقدة على أن تتبنى القمة العربية مبادرات لرأب الصدع وتحقيق المصالحة وتهيئة الأجواء للعمل العربي المشترك ، والتوصل الى حد ادنى للاتفاق حول الملفات الخلافية، فما لا يدرك كله لا يترك كله ، والخطر يقترب و يقترب ، والعرب تائهون فى دوامات الجحيم العربى ، فهل يشهد الاردن بداية فصل الربيع ؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة