تنتظر منطقة الشرق الأوسط، واحدة من أهم الأحداث السياسية خلال الأيام القليلة القادمة، حيث يستعد الرئيس عبد الفتاح السيسى لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية فى إبريل المقبل، فى أول زيارة رسمية للرئيس للبيت الأبيض.
الزيارة تأتى فى توقيت هام، تشهد فيه المنطقة تغيراً كبيراً فى منعطف الصراعات المستمرة منذ أكثر من 6 سنوات، كما أنها الزيارة التى من المتوقع أن ترمم ما أفسدته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
العرابى: الزيارة ستضع حجر أساس للعلاقات المصرية الأمريكية الجديدة
محمد العرابى وزير الخارجية السابق وعضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، أكد فى تصريحات لــ"اليوم السابع"، أن هذه الزيارة لها أهمية بالغة إذ تمثل اللقاء الأول بين الرئيس السيسى والإدارة الأمريكية الجديدة، التى سيكون لها استراتيجية مختلفة فى تناول كثير من الملفات وعلى حد كبير فإن هناك توافق فى الرؤى فى عدد لا بأس به من الملفات والقضايا المختلفة.
وأضاف العرابى، أن هناك كثير من المشاكل التى تمر بها المنطقة، والتى من المتوقع أن يتناولها اللقاء، كما سيتم تناول الملفات الاقتصادية بين البلدين، حيث ستؤدى الزيارة إلى دعم العلاقة الاقتصادية بين مصر وواشنطن.
ورأى العرابى أن تلك الزيارة يجب أن تتسم بالتفاؤل الحذر فحتى الآن لم تتضح السياسة الخارجية للولايات المتحدة فى عهد الرئيس الجديد، ولكن من المهم أن تكون هناك ترتيبات ومناقشات لوضع حجر أساس هذه العلاقة.
طارق فهمى: الزيارة ستخلق إطارا حقيقيا للشراكة المصرية الأمريكية
من جانبه أكد طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية، أن هذه الزيارة لها طابع خاص وسيكون لها مردود قوى تجاه الكثير من القضايا والملفات، فهى أول زيارة لرئيس مصر إلى البيت الأبيض بعد انتخاب الإدارة الجديدة، وبالتالى ستكون مختلفة طبقا لما تمثله العلاقة بين مصر وأمريكا من أبعاد واستراتيجيات جديدة.
أضاف فهمى، أن هذا اللقاء سيخرج برؤى موحدة حول الكثير من الملفات والقضايا، وسيخلق إطاراً حقيقياً للشراكة المصرية الأمريكية، مما سيتطلب استجابة واشنطن لعدد من المطالب المصرية، منها فى المقام الأول ضرورة إعلان الإدارة الامريكية الجديدة استئناف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، فكلنا يعلم أن قائد المنطقة المركزية الأمريكى كان فى زيارة لمصر منذ عدة أيام، وأعلن عن استئناف المساعدات، إلا أن الإعلان الأهم يجب أن يأتى من رأس السلطة فى أمريكا وهو دونالد ترامب.
وأكد فهمى، أن اللقاء سيتطرق بالضرورة إلى تطوير المؤسسات المشتركة، مثل المجلس الأمريكى المصرى، وغيرها من باقى المؤسسات والجمعيات المشتركة بين الدولتين، فى حين سيبنى الطرفان مقدمة جيدة لحوار استراتيجى بين البلدين، يجرى بصورة دورية حول كثير من الملفات والقضايا المشتركة بين الدولتين.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أنه فيما يخص التعاون الاقتصادى فمصر قد تجاوزت بالفعل مرحلة المساعدات الاقتصادية وإنما يبقى لنا أن نطور من علاقتنا الاقتصادية بامريكا، إذ يجب أن يتم تطوير كثير من الاتفاقيات السابقة فى هذا الإطار، ومن بينها اتفاقية الكويز بين مصر وأمريكا وإسرائيل، والتى بمقتضاها يجب أن يتم فتح الباب للمنتجات والسلع المصرية لدخول الأراضى الأمريكية وبالتالى ستكون هناك مرونة اقتصادية فى التبادل التجارى والصناعى بين الدولتين.
فهمى: على الولايات المتحدة استئناف مناورات النجم الساطع مع مصر
وأشار فهمى إلى أن أمريكا عليها أن تعلن إعادة استئناف مناورات النجم الساطع بين القاهرة وواشنطن مرة أخرى، والتى توقفت خلال السنوات السابقة، خاصة وأن مصر لها دور استراتيجى فى المنطقة، وطبيعة خاصة، بالإضافة إلى الحرب التى تخوضها القاهرة على الإرهاب نيابة عن العالم كله.
وأكد فهمى، أن زيارة الرئيس محمود عباس لمصر ستكون مقدمة لطرح وجهة مصر خلال لقاء ترامب فيما يخص القضية الفلسطينية، وكيفية إنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وإقامة الدولتين على أساس عادل يضمن السلام فى منطقة الشرق الأوسط وبالتالى سيتم رسم رؤية واضحة لواحدة من أكثر الملفات تعقيدا فى المنطقة.
واستطرد فهمى:" اللقاء سيتناول الحديث حول ما طرحه الأمريكان ، بشأن إمكانية إنشاء حلف ناتو عربى، وبالتأكيد ستكون مصر والأردن من أهم الدول التى سيتم طرح الفكرة من خلالها، وهنا يجب أن ننوه أن مصر مستعدة للمشاركة بشرط ألا تقحم نفسها فى صراع مذهبى أو أن يكون له علاقة بإيران.
أنيسة حسونة: الفترة المقبلة ستشهد زخما واضحا فى العلاقات المصرية الأمريكية
من جانبها قالت أنيسة حسونة عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن الزيارة سيكون لها رد فعل طيب على العلاقات المصرية الأمريكية، فبالرغم من أن العلاقات شهدت صعودا وهبوطا خلال السنوات السابقة، إلا أن هناك إشارات ودلالات عدة على أن الفترة المقبلة ستشهد زخما واضحا فى العلاقة المصرية الامريكية.
وأضافت حسونة، أن الولايات المتحدة لها مصلحة فى التعاون مع مصر لإدارة كثير من القضايا والملفات العالقة فى منطقة الشرق الأوسط، وتسوية كثير من النزاعات فأمريكا تدرك أن مصر شريك أساسى لا يمكن الاستغناء عنه.
غادة عجمى: مصر تتعامل مع أمريكا بإدارتها الجديدة بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين
فيما أشارت غادة عجمى عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إلى أن مصر دولة محورية هامة وتحتاج أمريكا للتنسيق معها فى كثير من القضايا، كما أن الرئيس السيسى سيعقد مع نظيره دونالد ترامب تفاهمات مشتركة حول كثير من الملفات ، وأوضحت عجمى، أن مصر تتعامل مع أمريكا بإدارتها الجديدة بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين، ويساعد فى تطوير ودعم العلاقات الثنائية بين الطرفين.
أيمن أبو العلا: الزيارة ستتناول قضايا "سوريا واليمن وليبيا وفلسطين"
فيما أكد الدكتور أيمن أبو العلا، عضو مجلس النواب، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للولايات المتحدة الأمريكية فى إبريل المقبل، لها طبيعة خاصة وستفتح مجالا واسعا للتعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن أمريكا أصبحت تدرك جيدا قيمة الدولة المصرية ومدى تأثيرها فى كثير من القضايا الدولية وتحديدا ما يجرى داخل الشرق الأوسط.
وأضاف أبو العلا، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى استطاع أن يبنى علاقة جيدة مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب وهى العلاقة التى بدأت قبل تولى الإدارة الأمريكية الجديدة، حيث كان لقاء الرئيس بترامب خلال زيارته الأخيرة لأمريكا قبل الانتخابات أثرا جيدا ساهم بشكل كبير فى تقريب وجهات النظر حول كثير من الملفات.
وأشار أبو العلا إلى أن مصر ستستثمر هذه الزيارة فى مساعدة بعض الدول العربية فى حل قضاياها مثل الأزمة السورية، وما يجرى فى اليمن وليبيا وكذلك ستتناول الزيارة القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الرئيس سيطرح وجهة نظر مصر خلال لقائه بترامب.
من جانبه وصف الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، زيارة "السيسى" لواشنطن المرتقبة بالمهمة، والتى ستضع النقاط فوق الحروف بشأن علاقة "القاهرة بواشنطن".
اللاوندى: زيارة الرئيس لأمريكا ستضع الحروف على النقاط بشأن العلاقة بين البلدين
وقال "اللاوندى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع":" زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى مهمة للغاية وستدشن صفحة جديدة من العلاقات بين مصر وأمريكا، لأن طوال الفترة التى كان فيها الرئيس السابق أوباما على سدة الحكم لم يوجه دعوة للرئيس السيسى، بالإضافة إلى أن هيلارى كلينتون كانت تدعو جماعة الإخوان الإرهابية لزيارة الكونجرس مما أكد أن الإدارة القديمة لأمريكا كانت تتخذ موقفا مناوئا لمصر، وسياسة معادية لرئيس عبد الفتاح السيسى بالترويج أن ما حدث فى 30 يونيو هو انقلاب وليس ثورة شعبية".
وأضاف "اللاوندى" :" دعوة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لرئيس عبد الفتاح السيسى لزيارة مصر تؤكد تقارب وجهات النظر بين البلدين فى عدد من الملفات أهمها مواجهة الإرهاب، مضيفًا :" زيارة السيسى لأمريكا ستناقش ملف مواجهة الإرهاب باعتبار أن مصر تتفق مع الرئيس الأمريكا فى أهمية معالجة آفة الإرهاب الذى أصبح آفة عالمية تتطالب مكافحته".
وأضاف " زيارة الرئيس لأمريكا ستضع الحروف النقاط بشأن العلاقة بين البلدين، وسوف تؤكد على أن العلاقة بينهما صداقة وليست علاقة عداء، وخاصة أن الإدارة الجديدة بقيادة "ترامب" تبحث عن اصدقاء يواجهون الإرهاب، ومعروف للجميع جهود مصر فى هذا الملف".
وتوقع "اللاوندى" أن تناقش الزيارة المرتقبة الجانب الاقتصادى وملف تصدير المنتج المصرى للسوق الأمريكى، وأيضا مناقشة المساعدات العسكرية التى شهدت نوعا من التوتر إبان ثورة 30 يونيو.
جدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسى سيزور الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأسبوع الأول من شهر أبريل المقبل، وهى أول زيارة رسمية للرئيس السيسى إلى واشنطن منذ تنصيبه رئيسا للجمهورية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة