الذين لا يعترفون بالحرب المعلنة على مصر، عليهم أن يجيبونا عن مجموعة من الأسئلة الضرورية، أولها من أين يحصل الإرهابيون على الألغام الحديثة والمتفجرات التى يزرعونها فى طريق قوات الشرطة والجيش وحتى أمام سيارات الإسعاف؟
ولماذا الآن، يبدأ الإرهابيون فى استهداف إخواننا الأقباط فى العريش لإحداث نوع من الجدل القابل للمزايدة حول اضطهاد الأقباط أو عدم تأمينهم بشكل كامل وكأن الشرطة والجيش تفرق فى انتشارها وأدائها لواجبها بين المواطن المسلم أو المسيحى وكأن الدولة تحمى المسلمين دون المسيحيين، وكأن هناك أحياء مخصصة للمسلمين وأخرى للمسيحيين؟
ولماذا لا يراجع المزايدون أنفسهم، ويدركون أن الدولة تواجه حربًا حقيقية مدفوعة من قوى خارجية؟ ولماذا لا يسأل أحد من المتبجحين الذين يتطاولون على مؤسسات الدولة «عمال على بطال» فى محاولة منهم للظهور، ماذا يعنى استخدام العصابات الإرهابية فى شمال سيناء للألغام؟
الألغام تحديدًا إحدى وسائل الحروب التى لا يمكن لجماعة أو لمجموعة صغيرة تصنيعها محليًا، كما أنها تكتيك قتالى لابد أن يتم التدريب على استخدامه من قبل جنود محترفين أو عناصر متخصصة، وهنا لابد أن نسأل سؤالين جوهريين: كيف وصلت الألغام المستخدمة ضد مدرعات الجيش والشرطة إلى الإرهابيين؟ ومن نصحهم باستخدامها وزرعها فى طريق القوات بشمال سيناء، ودربهم على طريقة زرعها وتفجيرها عن بعد؟
وصول الألغام إلى العصابات المتطرفة فى شمال سيناء لابد أن يمر عبر طريق من ثلاثة، تمامًا مثل المخدرات، إما البحر فى العريش، أو أنفاق غزة التى تحفر الآن لمسافات تزيد على كيلومترين، أو عبر المدقات التى تصل الصحراء الشرقية بسيناء، وتمتد حتى الجنوب فى السودان.
وإدراك السؤالين، والبحث عن إجابة لهما مرتبط بتلك الجهات التى لا تترك مجالًا ولا طريقًا للإضرار بنا وبمصالحنا إلا وسلكته، وتعمل بلا هوادة على وضع العراقيل فى سبيلنا، ومنعنا من تحقيق أهدافنا، ومن إحدى وسائلها للإضرار بنا إمداد الجماعات الإرهابية فى شمال سيناء بالألغام، وتدريبهم عليها، ومحاولة ضرب علاقاتنا الاقتصادية مع الدول الأوروبية المؤثرة.
يحتاج البلد لتأييد ودعم جميع أبنائه، حتى ممن لا يدركون طبيعة الحرب الشرسة التى نخوضها، لكن الفرز الضرورى فى هذه المرحلة لابد أن يقوم على أساس واحد، من يعمل على تقوية ورفع الروح المعنوية للمصريين، ومن يعمل العكس، من يؤمن بضرورة الانتصار فى هذه الحرب الشاملة ويوظف طاقته من أجل تحقيق هذا الهدف، ومن يوظف طاقته وموقعه وقلمه للاستعراض الفارغ الذى لا يخدم إلا أعداء هذا البلد؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة