السلفيون يحرمون والمصريون يحتفلون.. فتوى لـ"برهامى": عيد الأم بدعة مستوردة من الكفار والمشاركة فيه حرام.. وأزهريون يردون: تشدد وغلو .. ومظهر شاهين: كمبيوتر برهامي مستورد من الكفار وكذلك محموله ونظارته

الأحد، 19 مارس 2017 04:35 م
السلفيون يحرمون والمصريون يحتفلون.. فتوى لـ"برهامى": عيد الأم بدعة مستوردة من الكفار والمشاركة فيه حرام.. وأزهريون يردون: تشدد وغلو .. ومظهر شاهين: كمبيوتر برهامي مستورد من الكفار وكذلك محموله ونظارته برهامى ومظهر شاهين
كتب كامل كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل أيام قليلة من الاحتفال بعيد الأم، جدد التيار السلفى معركته مع ملايين المصريين، عبر إعادة نشر فتوى قديمة للشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، يصف فيها عيد الأم، بعيد الكفار، معتبرا أن الاحتفال به حرام ولا يجوز للمسلمين المشاركة فيه، الأمر الذى انتقده بشدة أزهريون وباحثون فى شئون حركات التيار الإسلامى، مؤكدين أن فتاوى التيار السلفى فى هذه المسألة تميل للتشدد والغلو، مستغلين المناسبة فى تقديم التهنئة لكل الأمهات قائلين "كل سنة وست الحبايب بخير"، مؤكدين أن أغلبية المصريين لا يعولون على هذه الفتاوى ويقدمون هدايا للأمهات.


كان الموقع الرسمى للدعوة السلفية قد أعاد نشر فتوى قديمة، للشيخ ياسر برهامى حول حكم الاحتفال بعيد الأم.

وأجاب "برهامى" على سؤال عن حكم الاحتفال بفتوى نصها كالتالى: "بر الأم من الواجبات العينية، ولا يعرف عند المسلمين هذا العيد، فهو من البدع المستوردة من الكفار، وقد نهينا عن التشبه بهم، وفى الحديث: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ)".
 

عميد أصول الدين السابق: فتوى برهامى نوع من التشدد والغلو 

الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم عميد كلية أصول الدين السابق جامعة أسيوط، وصف فتوى برهامى بأنها نوع من التشدد والغلو، فلا يجوز تشبيه المسلمين بالكفار، مضيفا أنه من المعروف ان الإسلام لم يعرف يوما يسمى بعيد الأم، فعيدها فى كل يوم وقت، وعلى كل إنسان أن يبر أمه وأبيه، وعلى الجميع أن يعرف أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر".

وعن تعارض عيد الأم مع الدين الإسلامى كما يروج التيار السلفى، قال "مرزوق":" الإنسان إذا شارك فى مثل هذه الأشياء –عيد الأم- وقدم هدية لأمه أو وصلها بأى نوع عن الأنواع الزائدة عن الأمور العادية فإن الإسلام لا يمنع ذلك".

باحث: تحريم عيد الأم لا يلتزم بأى أدلة فقهية ومرتبط بأدبيات التيار السلفى
 

واتفق مع هذا الرأى محمد جاد الزغبى الباحث فى شئون التيار الإسلامية ، قائلا :"ما يغفله الناس فى الغالب عند مطالعة بعض الفتاوى من التيارات الدينية المختلفة، أن هذه الاتجاهات فى مجملها هى تيارات يحكمها أيديولوجيا محددة، وبالتالى فالفتاوى التى تخرج من العلماء المنتسبين إلي تلك التيارات لا يلتزمون بالأدلة الفقهية وحدها وإنما هناك التزام بما تفرضه أدبيات التيار ذاته".

وأضاف "الزغبى" :"رأينا هذا فى أدبيات التيارات الصوفية والطرق، وأدبيات وفتاوى الشيعة، وفقهاء وعلماء المعتزلة وغيرهم ، ولم يخرج التيار السلفي السياسي عن هذا، فقام بتقنين بعض الفتاوى واعتبرها من الثوابت العقائدية، رغم أنها لا تمس العقيدة فى شئ باعتبارها فتاوى فقهية محضة، بعضها متفق عليه فى الفقه والبعض الآخر فيه خلاف سائغ لكن لا يعترف السلفيون بهذا الخلاف".

وتابع قائلا :"تعتبر من أدبيات وثوابت التيار السلفي مسألة التحريم المطلق لما يسمى بأعياد أو ما يطلق عليه كلمة ( عيد )، طالما أنها تجاوزت الوصف التشريعي للأعياد الثابتة بمقتضي القرآن والسنة ، وعليه امتد التحريم عندهم للأعياد البدعية التى يمكن قبول القول فيها بعدم الجواز باعتبارها أعياد لا تمت للمسلمين بصلة كالفلانتين والهالوين وما شاكل ذلك من استيراد الغرب ".وأضاف: لكن غير المفهوم هو مد التحريم واستخدام لفظ التحريم بكل ما يحمله عند الفقهاء من ثقل باعتبار أن التحريم يتطلب نصا صريحا أو قياسا معتبرا لا شك فيه، استخدموه على تحريم عيد الأم مثلا واعتبروه من البدع التى تقدح فى العقيدة باعتباره من مستوردات الغرب" مضيفًا :"الحقيقة أن إثارة هذه القضايا شديدة الفرعية وربطها بالعقيدة من السلفيين هو من الأمور التى تقدح فى ثوابت السلف أنفسهم، فمن الغريب مثلا على من يطلق هذه الفتاوى كل عام، وينادى بعدم التشبه بالغرب فى أمثال هذه الأمور الفرعية، هم بأنفسهم من يسكتون عن مصائب تتصادم بالعقيدة تصادما مباشرا مثل الاستعانة بدول الغرب ــ وهم كفار حربيون ــ فى أمور الدفاع عن بعض البلاد، أو السماح لهم بإقامة قواعد عسكرية فى قلب تلك الدول!، مؤكدا أن الشعب المصرى يحتفل بعيد الأم ويعتبرها مناسبة اجتماعية.
 

مظهر شاهين: الاحتفال بعيد الأم مباح ولم ينرد نص بحرمانيته
 

فيما أكد مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، أن الاحتفال بالأم وجعله يوم مخصوص بهذه المناسبة لا يتعارض مع الاحتفال بالعيدين الفطر والأضحى لأن ذلك من قبيل المناسبات الاجتماعية وليس التعبدية وهو أمر مباح طالما لم يرد نص بحرمته لأن الأصل في الأمور الإباحة.

ورد "شاهين" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" على "برهامى" قائلا :"التشبه المنهي عنه هو التشبه الذي يمس جوهر العقيدة أو العبادة، وليس التشبه في الأمور الاجتماعية أو الشكلية، وإلا فالأكل سيكون حراما لأننا نأكل كما يأكلون، واللباس سيكون حراما لأننا نلبس كما يلبسون، وركوب السيارات سيكون حراما وهكذا.

وأضاف: ولو أن علة التحريم كما ذكر وهو أنه مستورد لكانت جل حياتنا حرام لأننا نستورد منهم مالا تحصيه الكلمات، هذه وأولها نظارته التي يلبسها وجلبابه القصير الذي يرتديه وهاتفه المحمول الذي يتكلم فيه بل والكمبيوتر الذي نشر فيه فتواه بالتحريم.

وتابع إمام وخطيب مسجد عمر مكرم قائلا: البدعة ليست حكما شرعيا وإنما هي وصف يسري عليه الأحكام الشرعية الخمسة وبالتالي فقد تكون البدعة حراما أو حلالا أو مندوبة أو مكروهة أو مستحبة وليس كل بدعة حرام كما فهم هو ومن علي دربه وعلي ذلك فعيد الأم وإن كان بدعة إلا أنه حلال لأنه يطابق ما أمر الله تعالي به من بر الأم وإكرامه،  ونحن ننظر إلي الفعل من حيث مصادفته لما أمر به الشرع وليس إلي من صدر عنه الفعل.. فقد يكون الفعل حلالا وشرعيا في حين أن فاعله غير مسلم فنأخذ بالفعل وقد يكون الفعل حراما وفاعله مسلم كالقتل الذي يفعله داعش، فنترك الفعل بل ونحرمه ونتصدي له، فالعبرة عندنا بالفعل وليس عقيدة فاعله،

واختتم شاهين حديثه قائلا:"وأخيرا أقول لأمي و لكل أمهات العالم كل عام وأنتن بخير وسلام، بالعند في ياسر برهامى".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة