وائل السمرى

الأهم من معركة السياسة والتبعية فى نقابة الصحفيين

الأحد، 19 مارس 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهت معركة نقابة الصحفيين، التى شغلت الوسط الإعلامى، وأخذت حيزًا كبيرًا من الاهتمام الجماهيرى، أغلقت الصناديق بالشمع الأحمر، وصارت المعركة فى ذمة التاريخ، وفى الأفق معركة أهم من تلك المعركة التى يحلو للبعض وصفها بالتاريخية، هى معركة المستقبل، ولا وجود فى المستقبل لمن لا يتحسس موضع قدمه، ولمن لا ينظر إلى آخر الطريق وهو مازال فى أوله، ولا أبالغ إذا قلت إن مهنة الصحافة كلها فى خطر حقيقى، خطر لا يتعلق بتحويل النقابة إلى بوق من أبواق السياسة، ولا يتعلق أيضًا بتحويلها إلى تابع من تابعى السلطة، خطر «وجودى» تتعرض له مهنة الصحافة لأول مرة منذ نشأتها، خطر يهدد مصيرها ويكسر شوكتها، هذا الخطر هو «السوشيال ميديا» التى تغولت فى حياتنا وصارت عند الكثيرين أهم مصادر الإعلام، وأهم مرجعياته، وهو أمر لا يهدد الصحفيين وأقواتهم فحسب، بل يهدد السلم الاجتماعى أيضًا، ويهدد المصداقية، ويهدد البلاد والعباد.
 
وفقًا للصيغ الإسلامية فقد انتهى الجهاد الأصغر وأصبحنا فى مواجهة حتمية تستلزم منها إعداد العدة للجهاد الأكبر، وهنا لابد أن نقول إن على مجلس النقابة الجديد أن يعى دوره جيدًا، باعتباره مؤسسة من مؤسسات الدولة، لا باعتباره جزيرة منعزلة عن المجتمع، فللنقابة دور كبير فى حماية المجتمع من الأخطار المحيطة به لكنها للأسف لا تنتبه إليه، فمهمة النقابات فى كيان الدولة هى حماية فئة من الشعب، وأهم وسائل حماية هذه الفئة هى خلق توافق عام على أهمية هذه الفئة أو ضرورة بقائها، وبهذا الشكل تصبح مسؤولية الحماية فرض عين على كل مواطن يدرك مسؤولياته، لا فرض كفاية على المنتمين إلى هذه الفئة فحسب.
 
نريد نقابة تسهم فى حل مشكلات المجتمع، نريد استعادة الهيبة المفقودة لمهنة الصحافة، نريد تطهيرًا حقيقيًا، نريد التنوع ولا نريد التنازع، نريد تسييد ثقافة الإنجاز بدلًا من إفشاء أساليب العرقلة، نريد تحركًا إيجابيًا من أجل حماية المجتمع من الشائعات المنتشرة على المواقع الصفراء وصفحات التواصل الاجتماعى، نريد نقابة تدرك أنها أهم حصون «الرأى» لا يوجد تحصين للرأى الحق أفضل من تطهير المهنة من موبقاتها، نريد تعميمًا لميثاق الشرف الصحفى، وعقوبات رادعة على كل من يخالفه، نريد تفعيلًا للقانون، واستبصارًا بالمستقبل، نريد نقابة حرة تضم تحت عباءتها جميع الأطياف بلا تمييز أو تشتيت أو اختلاف، لتصبح النقابة فى أحد عوامل قوة المجتمع لا أحد أهم منغصاته.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة