سعيد الشحات

عبقرية التأليف العربى «2»

الأربعاء، 15 مارس 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يواصل المثقف الكبير، الأستاذ أسامة أبوحليمة، الحديث فى رسالته لى عن كتاب «عبقرية التأليف العربى»، للدكتور كمال عرفات نبهان، الذى اختاره معهد المخطوطات العربية كتاب العام لسنة 2015، ويدور حول نظرية جديدة تقترح نظام ببليوجرافى جديدًا لوصف الإنتاج الفكرى العربى، بحيث لا تقتصر إتاحة البيانات على العنوان المطلوب، بل يتوسع إلى التعريف بالعناوين والمؤلفات الأخرى التى لها علاقة به إذا أراد الباحث.
 
ومن الأمثلة التى يدلل بها المؤلف على نظريته، أنه قد يحتاج البحث فى تاريخ الأندلس، وتراجم علمائها إلى كتاب بعنوان «الموصول» أو «تاريخ علماء الأندلس»، تأليف ابن الفرضى، المتوفى 403 هجرية، وسيكون الباحث راضيًا عندما يتوصل إليه عن طريق الفهارس أو الببليوجرافيا، ولكن هذا الباحث ينبغى أن يعلم أن هناك كنوزًا مخبوءة وراء هذا الكتاب، ومن الضرورى علميًا ومنهجيًا أن يتوصل إليها، فكتاب «الموصول» له عائلة من الكتب، إذا علم بها الباحث توفر لديه خبرًا وفيرًا، ومن نماذج العائلة: جاء يعد ابن الفرضى بنحو 175 عامًا مؤلف اسمه ابن بشكوال، المتوفى عام 578 هجرية، وألف كتابًا يزيل به- أى يكمل به- كتاب «الموصول»، وعنوانه «الصلة فى تاريخ أئمة الأندلس»، ثم جاء بعد ابن بشكوال بنحو 60 عامًا مؤلف اسمه المراكشى، المتوفى عام 674 هجرية، وألّف كتابًا جديدًا يعمل به على الكتابين السابقين، أى «الموصول» و«الصلة»، وكان عنوانه: «الذيل والتكملة لكتابى الموصول والصلة»، وهكذا تمتد التغطية التاريخية فى هذه الكتب الثلاثة بدءًا من نهاية القرن الرابع الهجرى إلى منتصف القرن السابع الهجرى.
 
يوضح «أبوحليمة»: يقع كتاب «عبقرية التأليف العربى» فى خمسمائة صفحة من القطع الكبير، وحظى بمقدمة للعلامة الراحل الدكتور مصطفى الشكعة، أشاد فيها بأصالة البحث، وعظمة الاضطلاع بتأليفه على هذا النهج الدقيق الأمين الرصين، بحيث يعد فاتحة للتأليف الأصيل فى فرع دقيق من فروع المعرفة الإنسانية الراقية، هو فرع التأليف العربى، ويعتبر «الشكعة» الكتاب فتحًا فى مجال التعاون مع النصوص، إذ يتناول موضوع التأليف كظاهرة اتصالية، واستجابة لحاجات علمية وتعليمية وثقافية، من أجل ذلك ظهرت آليات وأصول فى صنعة تكوين النصوص فى التأليف العربى الإسلامى عمل المؤلف على استكشاف جذورها، وتتبع مفاصلها، وتجسيم رؤاها، وتأطير مساحاتها وفروعها الشاسعة.. ونواصل غدًا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة