أعزائى القائمين على مبنى الإذاعة و التليفزيون العريق كفاكم عبثا و كفانا اندهاشا من قراراتكم التى تخطت حدود الغرابة !
فقد توقفت أمام. هذا الخبر العجيب غير مصدقة عيناى :
"شدد مسئولو القطاع الاقتصادى بماسبيرو على جميع رؤساء القطاعات والقنوات بعدم استضافة الأطباء أو أصحاب المهن الحرة فى البرامج التى يقدمها التليفزيون والإذاعة بدون مقابل مالي.
وجاء ذلك تنفيذا لقرار مجلس الأعضاء المنتدبين فى ٢١ ديسمبر من العام ٢٠١٦، والذى أقر ضرورة سداد مبالغ مالية لأصحاب تلك المهن حال رغبتهم بالظهور على شاشات وإذاعات المبنى، واعتبار ذلك إعلانا صريحا.
ورفض مجلس الأعضاء المنتدبين طلب رئيس قطاع المتخصص حسين زين باستثناء برنامجى "طبيب العيلة" و"لايف كلينك" من ذلك القرار، وتم تكليف مسئولى القطاع الاقتصادى بتسويقهما وتطبيق القرار عليهما".
لك أن تتصور عزيزى القارئ ما يعنيه هذا القرار الطائش الذى لا أعلم تحديداً من هو هذا العبقرى الذى تصور أنه الفارس المغوار الذى جاء ليخلص المبنى العتيق مما يثقل كاهله من ديون طائلة ، فاتخذ من هذا القرار ذريعة لجمع بعض الأموال لربما تنقذ ماسبيرو الجريح من أزمته !!
ألا تعلمون أعزائى العباقرة الأفذاذ أن كلمة المهن الحرة هى كلمة مطاطية سيندرج تحتها قائمة طويلة ممن ينطبق عليهم هذا التصنيف فتتسع لتضم المهندسين و الموسيقيين و الفنانين و الكتاب و الشعراء إلى آخره من أصحاب المهن الحرة !!
أى أن القرار الميمون سيطيح بكافة مصادر اللقاءات التليفزيونية بشكل جماعى غير مسبوق
فهل يُعقل أن يقوم معدى البرامج سواء كانت طبية أو علمية أو فنية أو ثقافية بطلب السادة الضيوف الذين يعدون عنصراً أساسياً لا غنى عنه فى تلك البرامج. ثم يطالبونهم بدفع المبلغ المالى المقرر نظير الإستضافة ؟؟
ألا تعلمون أن القنوات الخاصة التى لا تُعد و لا تُحصى و التى سحبت جمهور المشاهدين من تحت أقدام ماسبيرو هى التى تدفع المقابلات المادية للضيوف الذين تتم استضافتهم وخاصة المشاهير منهم ؟
وحتى إن كان هناك قطاعاً لا يتم الدفع له نظير الظهور فعلى الأقل لا يتحمل عبء الدفع ؟
ألم يدرك بعد السادة المسؤولون أننا بحاجة شديدة إلى إعادة جذب المشاهد المصرى والعربى إلى شاشات التليفزيون المصرى ، و التى لن تعود إلا بصدور حزمة كبيرة من القرارات الإصلاحية و التطويرية و التطهيرية و ليست التطفيشية ؟؟
هل من رجل رشيد يضيق صدره بما يحدث من عبث بمقدرات الدولة وأهم رموزها التى تهاوت و تلاشى وجودها بفعل الافساد و الإستنزاف و انعدام الضمائر و تكسير عظام كل من يجرؤ على المناداة بالتطوير و التجديد ؟؟
نهاية : عذراً أعزائى إن كانت كلماتى تحمل بعض القسوة و لكنها قسوة الغيور على رمز هام من رموز مصر و كيان أهتم كثيراً لأمره و أعلم جيداً أنه يمتلئ بالكثير من الزملاء الأفاضل الذين أعرفهم جيداً و أعلم مدى إخلاصهم و غيرتهم على هذا الصرح الكبير .
لكننى أعلم كذلك أنهم لا يملكون التصرف إلا فى أضيق الحدود المتاحة و أن هناك من يغل أيديهم و يهبط من عزائمهم بالبيروقراطية المعتادة كلما تمرد أحدهم و حاول أن يقوم بدوره فى عملية الاصلاح .
أتمنى على السادة الأفاضل المسؤولين عن هذا القرار الخاطئ الذى جاء فى غير وقته مراجعة أنفسهم قبل أن يقع ما لا يُحمد عقباه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة