نعم، كنا نحن المصريين نتمنى فوز فريقنا الوطنى بكأس الأمم الأفريقية وحسم المباراة النهائية أمام الكاميرون، خاصة أننا كنا قاب قوسين أو أدنى من الكأس بعد تقدمنا بهدف فى الشوط الأول وسيطرتنا على المباراة ، إلا أن تراجعنا وهبوط مستوانا أدى إلى وقوع أخطاء فى الشوط الثانى وتأخرنا بهدفين لهدف.
لكننا لو نظرنا إلى مسار فريقنا الوطنى فى البطولة الأفريقية عموما وما استطاع تحقيقه فى المجمل، سنجد أنه حقق لبلدنا مكاسب كبيرة رياضية وغير رياضية، فعلى المستوى الرياضى يكفى أنه تأهل للمباراة النهائية فى أول مشاركة له بعد غياب لثلاث بطولات متتالية خلال سبع سنوات، كما يكفى أنه عاد كما كان منتخبا كبيرا تحسب له جميع الفرق التى تواجهه ألف حساب.
أما البطولة الحقيقية للمنتخب الوطنى، فهى بطولة لم شمل المصريين من جديد حول العلم المصرى وكلمة مصر، فالمصريون، باستثناء مجموعات الإخوان الكذابين الخونة الذين تمنوا الخسارة لمنتخبنا فى كل مباراة، اجتمعوا فى المقاهى ومراكز الشباب وشاشات العرض فى كل مكان وبداخلهم شعور رائع بالانتماء ومحبة الوطن، ومع كل مباراة للمنتخب الوطنى كان الشعور بالانتماء ومحبة الوطن يرتفع ، حتى عدنا إلى ما كنا عليه قبل أن نبتلى بالفصائل السياسية وتجار المذاهب الذين أرهقوا المجتمع بالاستقطاب والانقسام والفرقة.
الفضل الكبير للمنتخب الوطنى أنه جمع المصريين حوله فى مشوار البطولة بالجابون، وجعل كل واحد فينا ينسى مصالحه الشخصية وأهدافه الخاصة ويقدم عليها برضى ومحبة تمنياته لبلده بالانتصار والفوز، ولو سألت أى مصرى ساعة مباريات المنتخب، كيف تخدم بلدك؟ ستجده يبادر بأمواله وجهده وما يملك طوعا واختيارا تعبيرا عن انتمائه ومحبته، ولو سألت أى مواطن ماذا تتمنى لبلدك؟، سيجيبك على الفور، أريدها فى المراكز الأولى ولو استطعت لحفرت بأظافرى طريقها إلى البطولة فى كل مجال.
ما حققه المنتخب الوطنى على صعيد الانتماء والتماسك المجتمعى سيظهر أثره الإيجابى بعد انتهاء البطولة وفى مجالات بعيدة كل البعد عن الرياضة وكرة القدم، وبلدنا ستتقدم وتنهض بفضل هذه الروح الوطنية وستهزم مشاكلها وأزماتها، أما دعاة الطائفية والانقسام وأصحاب منصات الشائعات والأخبار السلبية الموجهة، فهؤلاء سينكسرون على صخرة التماسك والصلابة الوطنية للمصريين.. شكرا يا رجال المنتخب، أنتم أبطال بصرف النظر عن نتيجة المباراة النهائية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة