دفعت الفضيحة التى اندلعت حول زوجة فرانسوا فيون، المرشح الأوفر حظا فى انتخابات الرئاسة الفرنسية، القوى اليمينية فى البلاد إلى وضع خطة "ب" فى حال رفضه مواصلة السباق الرئاسى.
وتعود الفضيحة حول الزوجة بينيلوب فيون، إلى التقرير الذى نشرته صحيفة " لو كانار اونشينيه" وتحدث عن حصول السيدة الأولى المحتملة على رواتب غير شرعية عن وظيفة وهمية كـ"مساعدة" لزوجها فى البرلمان الفرنسى بين العامين 1998 و2002، والتى على أثرها طالبت عريضة وقعها عبر الإنترنت حوالى 150 ألف شخص، بعنوان "السيدة فيون، أعيدى لنا 500 ألف يورو"، وهو مجموع ما حصلت عليه من المال العام بطريقة غير شرعية.
ومن هنا بدأ أن يظهر فى الصفوف اليمينية ميل شديد لانتخاب آلان جوبيه، عمدة مدينة بوردو، خليفة لفيون، حال رفض الأخير مواصلة المشاركة فى السباق الرئاسى، وذلك رغم خسارته أمام المرشح اليمينى الحالى فيون فى الانتخابات التمهيدية وإعلانه أنه لن يترشح مرة أخرى لمنصب الرئيس.
لكن المعسكر اليمينى يأمل فى أن يغير جوبيه، الذى يعتبر سياسيا ذو خبرة كبيرة، وخاصة أنه تولى مثل فيون فى وقت سابق، منصب رئيس الوزراء الفرنسى، قراره من هذه المسألة، ويترشح بدلا من فيون.
وفى حديث لصحيفة "لو موند" الفرنسية، قال أحد أعضاء حزب الجمهوريين، الذى يعود إليه فيون ويعد أكبر قوى سياسة معارضة فى فرنسا: "أعتقد أن المعنى الوحيد بخطة "ب" هو جوبيه، لأنه لا يوجد أحد سواه يملك قدرات كافية".
من جانبه، أشار وزير التعليم الفرنسى السابق، لوك فيرى، فى تغريدة نشرها على حسابه فى موقع التدوينات القصيرة"تويتر"، إلى أن "اليمينيين لن يتأهلوا دون جوبيه إلى الجولة الثانية من الانتخابات".
وتابع فيرى: "من الممكن أن تنتصر مارين لوبان، فى مثل هذه الظروف الجنونية، على كل من هامون وماكرون (المرشحان من المعسكر اليسارى)، ولنكون صريحين فإن جوبيه هو السياسى الوحيد فى فرنسا القادر على التغلب بثقة على لوبان".
ومن الجدير بالذكر أن تقدير فيرى تؤكده نتائج استطلاع الرأى الجديد الذى أجراه معهد " إيلاب" للأبحاث والاستشارة بالتعاون مع صحيفة " ليزيكو"، والتى قالت أن فيون سيتكبد هزيمة فى الجولة الأولى من الانتخابات.
وأشار الاستطلاع إلى أن 19% فقط من الناخبين الفرنسيين مستعدون حاليا للتصويت لصالح فيون، وذلك فى وقت تحظى فيه مارين لوبان، زعيمة "حزب الجبهة الوطنية" اليمينى المتطرف، بدعم 26-27 بالمئة من الناخبين، فيما سيؤيد نحو 22-23 % من المشاركين فى التصويت إيمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد السابق من حزب الاشتراكيين.
وتدل هذه الأرقام بوضوح على أن مستوى شعبية فرانسوا فيون يستمر بالانخفاض الحاد بسبب الفضيحة حول زوجته، الأمر الذى تؤكد مرة أخرى التنبؤات بلجوء القوى اليمينية إلى الخطة "ب" قريبا من أجل إنقاذ حظوظها لوضع مرشحها فى منصب الرئيس الفرنسى.
الجدير بالذكر أن مرشح اليمين الفرنسى للانتخابات الرئاسية، قال أمس الخميس خلال تجمع سياسى، فى شارلفيل-ميزيير، (شمال شرق) ضم نحو ألف شخص، "لا يريدون احقاق العدالة، بل الحاق الضرر بى، وفيما يتجاوز شخصى، الحاق الضرر باليمين وجعله يخسر أصوات الناخبين".
وأضاف "هذه الهجمات ليست من باب الصدفة، لقد تم التحضير لها بدقة والإعداد لها فى كواليس سنكتشفها فى يوم من الأيام"، مضيفًا: "أتحمل مسئولية خيارى فى الاعتماد على زوجتى وأقربائى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة