لم يكن مفاجئا لى أن يعترف الشرير صفوت حجازى، فى تسريباته التى أذاعها أحمد موسى، بأن الكذب وتعذيب الناس وتلفيق التهم لهم، واجب إسلامى مقدس وفرض على الجماعة، ويا ويلنا وسواد ليل مصر، لو استمر هؤلاء الأشرار فى الحكم، فما فعلوه إبان 25 يناير صورة طبق الأصل، من اعتى عصور الظلم والهمجية، فقد انهارت مؤسسات الدولة وضاع القانون، وانتحرت العدالة تحت الأقدام، والضرب والصفع وتجريد الأبرياء من ملابسهم، وإطفاء السجائر فى أجسادهم العارية، والكتابة على أجسادهم بدوكو السيارات، ويا هول ما شاهدناه بالصوت والصورة.
الجلاد صفوت حجازى لم يفعل شيئا غريبا على جماعته، فالكذب عندهم فريضة واجبه، وحجازى هو خليفة يوسف ندا، والأخير أدلى باعترافات هائلة ومذهلة، بعد اختطاف الإخوان الحكم، وأنه هو مؤلف أهم وثيقة فى تاريخهم عن التعذيب، كتاب «أيام فى حياتى» لزينب الغزالى، الذى روت فيه أهولا عن تعذيبها وانتهاكها فى السجن الحربى، على أيدى زبانية عبدالناصر، وكيف كانوا يدخلون الكلاب الجائعة عليها فى زنزانتها فى صلاة الفجر، ويعلقونها من أقدامها فى عز البرد، ويسكبون عليها المياة المثلجة، وغير ذلك من حفلات التعذيب.
اعترف يوسف ندا لـ«أبو العلا ماضى» فى مقالات نشرتها الأهرام يوم 1 أبريل 2014، للكاتب المحترم الدكتور محمد سعيد إدريس، بأنه هو نفسه مؤلف كتاب زينب الغزالى، لتشويه نظام عبدالناصر وجذب التعاطف، وقال «الحرب خدعة» و«اللى تغلب به العب به»، ويوسف ندا هو أحد أكبر قادة وممولى الإخوان، ومفوض العلاقات الدولية لتنظيم الإخوان، وحاصل على الجنسية الإيطالية ومؤسس بنك التقوى، وأحد المتهمين فى قضية محاولة اغتيال جمال عبدالناصر عام 1954، والهارب خارج مصر لسنوات طويلة.
لم يستطع إخوانى واحد أن يزعم أنه جرى تعذيبه بعد 30 يونيو، العكس هو الصحيح تماما ويظهورن فى محاكماتهم بصورة جيدة، ويضج الرأى العام من تدليل القتله منهم فى السجون، ولنفكر دقيقة واحدة: كيف هى مصر وأحوال شعبها لو استمرت هذه العصابة فى الحكم؟، وماذا كان سيفعل داعية الكذب والتلفيق صفوت حجازى وأمثاله، بخصومه السياسيين وعقيدته أن الكذب فريضة وواجب، وشهادة الزور عنده مشروعة، ويمنهج إكراه الأبرياء لاعترافات كاذبة على أنفسهم، بسلخهم وتعريتهم وإطفاء السجائر فى أجسادهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة