على نفس المقعد الذى جلس عليه منذ 30 عاما ليشاهد لأول مرة عصام الحضرى ذلك الناشئ الذى لم يكمل عامه ال 14 يجلس سميح بلبولة مدرب نادى غزل دمياط الحالى ومركز شباب استاد دمياط سابقا يبحث بين عشرات اللاعبين عن حضرى آخر ولكنه لم يجد حتى الآن صورة أخرى للحضرى قائلاً: "ده ربنا خلقه يكون حارس مرمى".
سميح بلبولة لا يعد مدرب عصام الحضرى الذى رسم له بداية طريق النجومية ولكنه بمثابة الأب الروحى له الذى يحرص على التواصل الدائم معه بصفة مستمرة.
اليوم السابع إلتقى بالكابتن سميح بلبولة مكتشف النجوم بدمياط وأول من درب الحضرى والوحيد الذى يرتبط بعلاقة وثيقة معه فهو بمثابة الآب الروحى له والذى يستشيره فى كل كبيرة وصغيرة تخص مستقبله الكروى.
حسيت إنى أسعد واحد فى الدنيا كلها عندما تمكن الحضرى من التصدى لضربتى جزاء خلال مباراة بوركينا فاسو بالدور قبل النهائى بكأس الأمم الإفريقية ليصعد بمنتخب مصر للنهائى هكذا بدأ بلبولة حديثه عن الحضرى إبنه الذى لم يلده.
وتابع قائلاً : جاءنى وعمره 14 عاما كان جسمه نحيلا ولكن تبدو عليه الموهبة واستمر بالتدريب معى كحارس مرمى لفريق مركز شباب استاد دمياط تحت 16 عاما وظل أسبوعين ثم ذهب ولم يعد مرة أخرى.
واستطرد قائلاً: بعد فترة من الوقت جاءنى الكابتن عزت عبد الرازق مدرب حراس مرمى نادى دمياط وقال لى شفت واد لقطة أثناء مشاركته فى إحدى الدورات الرمضانية بالملاعب الخماسية وعندما جاء به مرة أخرى تذكرته وقولت له سبتنى ورحت فين ياعصام.
وعلى الفور قمنا بإجراءات ضمه لفريق مركب شباب استاد دمياط ووقع بالفعل على استمارة الانضمام لمركز الشباب وعصام طول عمره صانع بطولات أول سنة شارك معى فزنا ببطولة المنطقة وصعدنا للقسم الثالث وانتقل لدمياط شارك موسم وصعد بالفريق للدورى الممتاز حتى وهو طالب فى مدرسة الثانوية الزراعية حصل على بطولة الجمهورية للمدارس فى كرة الطائرة، موضحا أن الحضرى مفيش حد شافه إلا لما قال إنه هيكون أفضل حارس مرمى فى مصر ومفيش عين شافته إلا وأبدت إعجابها بموهبته وجرأته تحت الثلاث خشبات.
وتابع: أول من تنبأ بأن الحضرى سيكون له مستقبل كبير وسيحرس مرمى منتخب مصر كان الكابتن سيد شارلى مدرب ناشئ نادى الاسماعيلى وذلك عقب فوزنا بدورى القطاع وتوجهنا لأداء مباراة ودية مع ناشئ الإسماعيلى، مؤكدا أنه كتب خطابا إلى المرحوم جلال رخا رئيس النادى يطلب فيه ضم الحضرى، مؤكدا أنه سيكون حارسا مميزاً وعقب هذا اللقاء وكلمات الثناء من شارلى بدأت الأنظار تتوجه للحضرى وبالفعل خطف أنظار مسئولى نادى دمياط.
وأكمل بلبولة ذكرياته عن الحضرى قائلاً : ياما قاسى وكانت ظروفه صعبه وقاسية، ورغم ذلك مفيش حاجة كانت بتبعده عن تحقيق حلمه وهذا هو من ميز الحضرى عن غيره لأنه يعشق رقم واحد ولا يحب رقم اتنين ولا يتحمل أن يكون احتياطياً ولذلك ربنا بيعطيه على قدر نيته، وعن أول راتب حصل عليه الحضرى قال بلبولة كانت 5 جنيهات منى.
وعن أحلام الحضرى التى لا تتوقف قال بلبولة: "حلم عصام الحضرى المشاركة فى كأس العالم وهيفضل يلعب لحد إن شاء الله ما هيلعب فى كأس العالم".
وعن حياته المستقبلية قال: "عمره ماكلمنى هيعمل إيه عندما يعتزل الكرة أوقات كنا نجلس نخطط، وفى الفترة القليلة الماضية كانت أول مرة يصارحنى بمستقبله بعد الاعتزال، قائلا: سأعمل مديرا فنيا لأحد المنتخبات بالمراحل السنية المختلفة أو أى نادى من الأندية موضحا أنه اختار أن يكون مديرا فنيا وليس مدربا لحراسة المرمى.
وعن حلم العودة للأهلى قال بلبولة متنهدا "آه ده الحلم اللى مبيخلصشى ولا بينتهى، عصام حلمه أن يعود للأهلى مرة أخرى وهذا أعلنه ويعلنه فى كل وقت وشايف أن ممكن يرجع والحمد لله إذا اعتذر ومفيش حد مبيغلطش والراجل اعتذر بدل المرة ألف مرة.
وكشف بلبولة أن عصام حدثت له عدة مشكلات مع مسئولى الأهلى وأجهزته الفنية وكنت دائما أتدخل لحلها لأن العلاقة التى تربطنى بالحضرى تسمح لى بذلك لأننى أفهم ما يدور برأسه.
وتابع، أريد أن أقول لك شىء لأول مرة أعلن عنها أن علاء وجمال مبارك تحدثوا معى عن التوسط لإقناع الحضرى للعودة من سيون السويسرى والانتظام مع الأهلى مرة أخرى وبالفعل تدخلت وعاد الحضرى ولكنه شعر بأنه سيتم تجميده حتى يجبرونه على الاعتزال من خلال المعاملة التى لاقاها.
وعن ذكرياته التى لا ينساها، عشقه وإصراره على الزواج من زوجته الحالية لأنه كان يرتبط بها عاطفيا حيث أنهما كانوا زملاء فى مدرسة الزراعة ومن المواقف التى لا أنساها للحضرى عقب فوزنا على فريق الشهداء وصعودنا للدورى الممتاز ووسط احتفالات الفريق الذين استقلوا السيارات ليجوبوا الشوارع للاحتفال مع الجماهير فرحا بالصعود للدورى الممتاز وأصر أن زفة السيارات تجوب من شارع فكرى زاهر عدة مرات كل هذا حتى أرى البنت التى يحبها ويريد أن يخطبها لانها كانت ماشية فى الشارع والجماهير ماشية ورانا وبتهلل ومش فاهمين إحنا بنلف فى الشارع ده ليه.
وعن مثله الأعلى فى حراسة المرمى قال بلبولة: "الحضرى كان يعشق حاجة إسمها ثابت البطل لأن له مواقف إنسانية كثيرة معه ووقف بجواره كثيرا، وكذلك الراحل صالح سليم الذى كان له دور كبير فى وصول الحضرى لما هو عليه الآن، وكذلك الكابتن عزت عبد الرازق ومجدى المصرى وهما من المدربين الذين كانوا له دورا هاما فى تأسيس الحضرى.
وكذلك الكابتن أحمد ناجى، الذى احتوى عصام كثيرا فى ظروفه الصعبة وكذلك الكابتن فكرى صالح مدربه فى المنتخب وفى نادى وادى دجلة.
وعن عودته للأهلى ومن الذى يستطيع أن ينهى تلك المشكلة الكبيرة قال بلبولة "محمد عبد الوهاب هو صاحب مفتاح عودة الحضرى من بوابة الأهلى وهو مهندس عودة الحضرى لبيته إن شاء الله .
وعن رسالته التى يريد أن يوجهها للحضرى قال بلبولة للحضرى "منتظر لحظة حصولنا على البطولة ومتلهف لرؤيتك تحمل الكأس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة