لا تتخيل مقدار السعادة التى أشعر بها كلما طالعت أخبارًا تفيد باهتمام الدولة بالسياحة العلاجية واستثمار نجاح مصر فى علاج فيروس سى لتعميم التجربة لاستفادة البشرية كلها منها، ومنبع سعادتى هو أنى كنت قد طالبت فى مقال سابق نشر منذ شهر تقريبا بالاستفادة من هذا النجاح واستثماره فى إفادة اقتصاد مصر ومرضى العالم، وبعدها بأيام خرج الكثير من التصريحات الرسمية التى تبرز اهتمام الدولة بهذه القضية، ثم بعدها بدأت إحدى الشركات حملة إعلامية كبيرة لترويج فكرة علاج فيروس سى فى مصر، بقيادة نجم الكرة العالمى «ميسى»، وفى الحقيقة فإن سعادتى هنا تتضاعف، سواء كان صناع هذه الأحداث قد اطلعوا على ما طالبت به أم لا، لكن ما يسعدنى حقا هو أننا أصبحنا نفكر حقا «خارج الصندوق» بعد أن فشلنا فى التفكير داخله.
هنا أود أن أشير إلى أن هناك العديد من المصادر الأخرى للسياحة، فالغرض العام من أى نوع من أنواع السياحة هو أن يتم ضخ المزيد من الأموال فى سلال العملات الأجنبية، ومن هنا يصبح أى وافد مصدرا من مصادر الرزق، والأمر يزداد أهمية إذا ما كانت مدة مكوث هذا الوافد كبيرة، ومن هنا أشير إلى أهمية ما يمكن أن نسميه السياحة «البحثية»، فمصر تتميز بالعديد من المميزات التى يرغب فيها الباحثون والعلماء، فلديها تاريخ ممتد، ولديها آثار نادرة، ولديها اتساع جغرافى وعمرانى شاسع، كما أن لديها العديد من الجامعات العامة والخاصة التى من الممكن أن تصبح ذات أهمية كبيرة إذا ما اهتممنا بها، ولا يوفر هذا النوع من السياحة مدخلا مهما من مداخل العملات الأجنبية فحسب، وإنما يوفر أيضا جيلا من الباحثين والمثقفين المغرمين بمصر وتاريخها وشعبها، وهو ما سيكون له أكبر الأثر فى تعديل أو تجميل الصورة الذهنية لمصر.
نوع آخر من السياحة هو سياحة الحفلات أو سياحة المهرجانات، ويدر هذا النوع من السياحة قدرًا كبيرًا من السائحين، مضيفا إلى مصر ميزة أخرى، ولا أعرف لماذا لا تقيم شركات السياحة تعاقدات مع الشركات الفنية وأشهر المطربين المصريين اتفاقا لجلب الأفواج السياحية إلى حفلة ما، على أن تقيم هذه الحفلة فى مكان أثرى أو ترفيهى، فيصبح السائح العربى أو الأجنبى متلهفا لزيارة مصر ولقاء مطربه المفضل، سواء فى حفلة غنائية أو مهرجان كمهرجان الموسيقى العربية، ولا يحتاج هذا الأمر سوى بعض من التنسيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة