القارئ والمتأمل جيدا فى حكم محكمة القضاء الإدارى الأخير بشان حل حزب النور السلفى يدرك من الوهلة الاولى أنه لا يعنى شرعية الحزب على الإطلاق وإنما الحكم يرفض حل الحزب، استنادا على نقطة هامة وهى عدم الاختصاص فى تحريك الدعوى من غير ذى صفة، على اعتبار أن هذا الأمر يخص لجنة شئون الأحزاب وحدها فهى صاحبة الحق فى هذا الأمر، وهذا يعنى أن الكرة الآن فى ملعب اللجنة بل والدولة التى تواجه الإرهابيين ولا تواجه الأفكار المتطرفة والدليل وجود هذه الأحزاب الدينية التى تأسست فى أعقاب 25 يناير بدءا من حزب الوسط ومرورا بالحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان والنور الذراع السياسى للسلفيين والفضيلة والأصالة والنهضة ونهاية بالبناء والتنمية وكلها أحزاب دينية بحتة تضم أسماء وشخصيات إرهابية بارزة تورطت على مدار تاريخها الأسود فى أعمال العنف والقتل والتخريب، ويظهر هذا بجلاء من أسماء مؤسسيها أمثال صفوت عبد الغنى وعبود الزمر وعاصم عبد الماجد وحازم صلاح أبو إسماعيل وغيرهم من الأسماء التى شاركت فى قتل المصريين سواء بالداخل والخارج وساندوا الإخوان جهارا نهارا فى اعقاب ثورة 30 يونيو ودعوا علنا إلى حمل السلاح فى مواجهة الجيش والشرطة ولازالت هذه الأحزاب حتى الآن تطل علينا برأسها الأسود دون تحرك لا من جانب لجنة شئون الأحزاب ولا من جانب الدولة برغم الموبقات التى ارتكبتها فى حق الوطن والمواطن وبرغم أن الدستور الجديد الذى وافق عليه المصريون نص على عدم جواز تأسيس الأحزاب والمؤسسات المدنية على خلفية عقائدية أو وفق انحياز دينى أو ثقافى أو جغرافى أو اجتماعى إلا أن أجهزة الدولة ممثلة فى لجنة الأحزاب صامتة بشكل مريب عن مواجهة هذه الأحزاب بالقانون.
الأخطر أن لدينا الآن فى مصر 6 أحزاب دينية بحتة بعد حل الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان الإرهابية برغم ولائها المعلن والواضح لدى الكافة بدعم الإرهاب والإخوان، بل إن هذه الأحزاب لا تعترف أصلا بالشرعية الحالية ولا حتى بثورة 30 يونيه ولازالت تمارس العنف ولا يتورعون فى إصدار الفتاوى السامة للشباب بمواجهة الشرطة والجيش سواء داخل سيناء أو خارجها والمكافأة التى يعدون بها الشباب المغرر بهم معروفة سلفا وهو نيل الشهادة بزعم أنهم يحاربون كفارا وطواغيت فأين لجنة شئون الأحزاب الموقرة من هذه الأحزاب الدينية التى تدعم العنف والإرهاب خاصة بعد أن ألقى الحكم الأخير الكرة فى ملعبها بأنها الجهة الوحيدة المنوط بها حل الأحزاب.
يا سادة ليس خافيا على أحد الجرائم الإرهابية التى شاركت فيها بعض هذه الأحزاب الدينية فهل تتحرك أجهزة الدولة فى تقديم ملف وثائقى يتضمن كافة الأخطاء والخطايا التى ارتكبوها فى حق الوطن وتضعها أمام لجنة شئون الأحزاب لتتولى هى بنفسها دون غيرها اتخاذ إجراءاتها القانونية تطبيقا لنص حكم محكمة القضاء الإدارى الاخير... إنا لمنتظرون ؟!
همسات:
· بالمناسبة على بلحاج رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر قال عقب الفوز فى الانتخابات البرلمانية لقد جئنا بالديمقراطية لكى نقول وداعا.... يارب نفهم ؟!
· الإخوان استولوا على السلطة فى مصر باسم الدين وألقوا بسلم الديمقراطية فى الشارع حتى لا يصعد غيرهم وإن كنتوا نسيتوا اللى جرى هاتوا الدفاتر تنقرى !!
· قيادات الجماعات المتطرفة التى ظهرت على السطح مؤخرا وشاركت فى تأسيس هذه الأحزاب الدينية لازالت ترى أن مواجهة الدولة المصرية جهاد فى سبيل الله برغم أن جهادهم من أجل الوصول للسلطة
· الدولة تحارب الإرهابيين لكنها لا تحارب الأفكار المتطرفة والدليل وجود هذه الأحزاب الدينية حتى الآن ؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة