شهد الإعلام الأمريكى أسبوعًا مليئا بالصدامات مع الرئيس دونالد ترامب، الذى لطالما انتقده ببث الأخبار الكاذبة والوهمية عن الملياردير الذى دخل البيت الأبيض منذ شهر، ولم يترك مجالًا أو مؤتمرًا إلا وتضمنت تصريحاته مهاجمة للصحافة "غير الأمينة"، على حد قوله، بل ووصل الأمر بنهاية الأسبوع المنقضى أن يصفه بأنه "عدو الشعب الأمريكى" الذى لا يخدم مصالح بلده ولكن مصالحه الخاصة، فرجل الأعمال الذى ظل يدير إمبراطوريته الاقتصادية لأعوام لم يدرك بعد حجم المنصب الذى سعى لتقلده والضريبة التى عليه تحملها بوصوله للمكتب البيضاوى، كما أن مهاجمته لمنتقديه لن توقف الانتقادات، كما أنها قد لا تحوِّل الأنظار بعيدًا عن تساؤلات حول سياسته الخارجية والداخلية.
فبالرغم من اعتياد الاعلام والصحفيين على هجوم ترامب ضدهم، إلا أن التصريحات الأخيرة المتتالية قد أثارت قلقهم وجعلت عملهم أصعب، فيستهل كاتب صحفى تحليله على صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بـ:"نحن، الإعلام، مررنا بأسبوع صعب".
ويقول الكاتب "كريس كيليزا": إن الأمر زاد صعوبة بسبب شن الرئيس ترامب اعتداءات واسعة على الصحافة الحرة والمستقلة مرتين متتاليتين.
وتابع "كيليزا" بقوله إن المرة الأولى كانت خلال إعلان مرشح وزارة العمل "أليكس أكوستا"، حيث قال ترامب إنه موجود هذا اليوم ليخبر الصحفيين، وكل من يشاهد، مدى سوء وسائل الإعلام.
واستشهد باقتباس من تصريحات الرئيس الأمريكى فى ذلك اليوم: "كثير من صحفيى بلدنا لن يقولوا لكم الحقيقة.. فإن الصحافة بصراحة أصبحت خارج السيطرة.. أن مستوى عدم الأمانة أصبح خارج السيطرة".
ولم يكن ليكتفى ترامب حتى يصف الإعلام بأنه "عدو الشعب الأمريكى" فى تغريدة، الجمعة الماضية، قبل توجهه لفلوريدا.
ويضيف التحليل: أن الكثير من الرؤساء، بل كلهم تقريبًا، كان لهم علاقات عدائية مع وسائل الإعلام، ولكن "لم يذهب أحد من قبل لتشويه سمعة الإعلام او الإصرار على أنه يعمل ضد رغبات الأمريكيين والرأى العام الأمريكى".
وأكد التحليل على أن الإعلام ليس بعيد من أن يلام لأنه يخطئ وعليه أن يعترف بذلك بطريقة شفافة تمامًا.
ولكن الكاتب "كيليزا" رأى فى هجوم ترامب على الاعلام "استراتيجية" يتبعها الرئيس الأمريكى "لتقريع وسائل الإعلام علنًا وبلا هوادة، آملًا أن يشتت الانتباه عن التساؤلات حول علاقة إدارته بروسيا، المشاكل القانونية التى تحيط بقراره بحظر السفر والفوضى العارمة التى تسود البيت الأبيض".
فإن هجوم ترامب على الإعلام يهدف لجعل من الصعب على الصحفيين القيام بعملهم، أو بالفعل هو نجح فى القيام بذلك.
وقد عارض جمهوريون تصريحات ترامب ضد الإعلام، إذ قال السناتور "جون ماكين": "إذا أردت أن تحافظ على الديمقراطية التى نعرفها، يجب أن يكون لديك صحافة حرة...وبدونها، أخشى أن نفقد الكثير من الحريات الفردية بمرور الوقت – هذه هى الطريقة التى يبدأ بها الديكتاتوريين".
واستطرد قائلًا إنه لا يريد أن يقول إن الرئيس ترامب يحاول أن يكون ديكتاتورًا ولكن أن هناك حاجة لتعلم دروس من التاريخ، فإن أول شىء يقوم به الطغاة هو أن إخراس الصحافة.
بينما برر كبير موظفى البيت الأبيض "رينس بريباس" تعليق ترامب عن الإعلام بأنه عدو الشعب الأمريكى، مشيرًا بأن هناك العديد من القصص الخبرية التى تستند إلى مصادر مجهولة ضد ترامب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة