ضحية التفاصيل الصغيرة

مرة أخرى تعطينا الهند دروسًا فى التفكير، بعيدًا عن مسلسلاتها وأفلامها التى تسبب البلاهة، فبالأمس أعلن وزير السياحة الهندى عن منح السائحين القادمين بتأشيرات إلكترونية شريحة محمول مجانية فى المطار، بها أرقام محلية للمساعدة بـ12 لغة محلية.. تفصيلة صغيرة لكنها ذكية، فالسائح لم يعد مجرد ضحية نستنزف أموالها، ونتركها ترحل بانطباع سيئ، لكنه فرصة ذهبية للاستثمار والدعاية، شريطة أن يشعر بالرضا والاهتمام، وإذا كان بعض المصريين يشعرون بالقلق والغربة عند وصولهم للعاصمة، لأنهم يجدون الإشارات مربكة والخرائط مغطاة بإعلانات مراكز الدروس الخصوصية، فما بالك بالسائحين الذين لا يعرفون لغة البلد.. وقد انتهى عصر السائح المنبهر، حتى لو كان لديك ثلثا آثار العالم، لأنه سيراها أفضل على الإنترنت بجودة أعلى، بعيدًا عن الطرق المزدحمة، وإلحاح طالبى البقشيش، وفهلوة سائقى التاكسى.

عمرو جاد