بالفيديو والصور.. "فن الكف".. فلكلور "الجنوب" الذى أثرى الفنون الشعبية.. تاريخ يتوارثه الأجيال ويتهافت عليه أبناء الصعيد.. أبرز نجومه رشاد عبد العال وياسر رشاد.. وباحث: الفن يعود للقدماء المصريين

السبت، 18 فبراير 2017 05:53 ص
بالفيديو والصور.. "فن الكف".. فلكلور "الجنوب" الذى أثرى الفنون الشعبية.. تاريخ يتوارثه الأجيال ويتهافت عليه أبناء الصعيد.. أبرز نجومه رشاد عبد العال وياسر رشاد.. وباحث: الفن يعود للقدماء المصريين فن الكف الصعيدى تاريخ يتوارثه الأجيال
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

بحركات تهز كيان الجسد تتمايل أجسادهم يميناً ويساراً ويتجمعون فى صفوف جانبية لتحية القائد والفنان والبدء فى الحركات والرقص والتصفيق بحركات لا تختلف مع مرور السنين، وذلك على أنغام فن "الكف الصعيدى"، الفن الذى يعتبر من الموروثات الشعبية الأصيلة فى محافظات الأقصر وقنا وأسوان جنوب مصر، حيث يتهافت أبناء المحافظات الثلاث على حجز نجوم فن الكف الصعيدى فى الأفراح والليالى السعيدة والموالد والاحتفالات المختلفة.

ويعد فن "الكف الصعيدى" من أبرز العادات الصعيدية فى المناسبات، حيث يجلس الفنان المعروف فى الصعيد بأكمله على "دكة" مرتفعة قليلة عن الأرض وهى بديل "الأنتريه" فى عدد كبير من منازل الصعيد، ويتجمع أمامه عدد من الشباب من 10 لـ30 شابا فى صف متوازن حسب موقع الاحتفالية، ويقومون بالتصفيق بطرق معينة ويبدأون فى إلقاء مقطع صغير من إحدى الأغانى الشهيرة فى هذا الفن، وهم يصفقون كنوع من التشجيع للفنان للبدء فى سرد الأغنية بأكملها.

فن الكف الصعيدى تاريخ يتوارثه الأجيال ويتهافت عليه أبناء الأقصر وقنا وأسوان
فن الكف الصعيدى تاريخ يتوارثه الأجيال ويتهافت عليه أبناء الأقصر وقنا وأسوان
 

ويرجع إطلاق اسم "الكف" على هذا الفن الصعيدى الأصيل، هو استخدام المشاركين من حضور الاحتفالية لكفوف أيديهم فى التمايل والرقص والغناء على أنغام القصائد المختلفة، ويبدأ الفنان أولى كلماته فى الاحتفالية بمقطع صغير بحكم العادات يشمل فى مجملة الصلاة على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فمنهم من يقول: "أبدأ كلامى بالصلاة على النبى"، وآخر يقول "صلوا بينا على الهادى نبينا"، وثالث يقول "خير الكلام الصلاة على خير الأنام".

ويضم مسرح الفن الصعيدى الأصيل الفنان فى الوسط والذى يرتدى فى الغالب جلبابا صعيديا وتعلو رأسة عمة تدل على التراث الصعيدى الذى مازال منتشر حتى الآن، ولا تفارق أيدى بعض الفنانين السيجارة حسب مزاج الفنان، وعلى يمينه ويساره الطبال عازف العود وعازف الناى والربابة فى الغالب ما تستخدم، وكذلك مجموعة من أصحاب الاحتفالية الذين يطلبون أغنيات معينة يطلقها الفنان فى الحفل، والتى تتمثل فى الأغانى المختلفة من المواويل والقصائد والأشعار الشهيرة والمغمورة أو التى تم تأليفها من المغنى بنفسه، والتى ترصد بطيعية الحال كافة جوانب الحياة وتطورات المجتمع قديما وحديثاً والفرق بين العادات الحالية والسابقة وخلافه مما يدخل أجواء من التناغم والتناسق فى الكلمات والبهجة بين الحضور لملائمة صدى الأغانى مع حياتهم، فمنها ما يحدث عن الأحوال المادية والأحوال الاقتصادية والصحية والفنية والسياسية وتطور علاقة الشباب بالفتيات والزواج وخيراته على العريس.

ومن تلك الأغانى التى تطلق فى "ليالى الكف الصعيدى" ما يلى: "غدار يا زمن غدار النسوين مش عايزة عمار - تقلك أى كلمة زيادة أخد العيال وأسيب الدار - البنت وقت الخطوبة بتكون رقيقه وحبوبة - تمسك القسيمة المكتوبة تقلك خلاص مفيش أعذار - مراتك لم تكون غاوية عكننه تغزلها بشعر - أو بغنا تقلك غور مش وقت هزار - يلى مجوزتش بد اليوم زى العقرب واسئل - اللى جرب قبلك على الجواز أوعى تقرب - الحريم عايزه ضربها بالنار"، و"والله أنا سايبك ومش ندماااان هوووووى - سايبنى وباصص لجنيه أنت إلى قلبك عليك - إلى جنى ومش راح توصلنى للجنة - والله أنا سايبك ولا ندمان"، و"ليه المال ياناس دايما للقلوب هدام - وكان بينا وداد لكن للأسف مادام - أدوها للغشيم والبكر صبحت مدام - حراام القلب الرهيف تحكم عليه إعدام".

الفنان رشاد عبد العال الريس أشهر فنان كف بالصعيد
الفنان رشاد عبد العال الريس أشهر فنان كف بالصعيد
 

وفى هذا الصدد يقول عبد المنعم عبد العظيم باحث أقصرى، أن فن "الكف الصعيدى" هو فن وموروث شعبى صعيدى مميز للغاية، وله أصول فرعونية قديمة، حيث عثرت البعثات ورجال الآثار على الكثير من النقوش على جدران المعابد والمقابر وخاصة مقابر "الإشراف" بالبر الغربى لمدينة الأقصر، لمثل تلك الرقصات فى حفلات الكف، وأبرزت تلك النقوش والرسومات وقوف الشباب فى صف واحد ويرقصون على أنغام الموسيقى وهم يصفقون بكفوفهم بصورة مميزة تشبه كثيراً ما يحدث حالياً.

ويقول على عبد السلام أحد المطربين المشهورين فى هذا الفن أن "الكف الصعيدى" قائم على فن "الارتجال"، فالمطرب يذهب إلى الفرح دون أن يعلم ماذا سيقدم، موضحا أن الراقصين هم الذين يبدأون الرقصة بمقطع بقافية معينة ويجب على المطرب الرد عليهم بنفس القافية والمعنى دون أن يتردد فى الغناء.

ومن أبرز نجوم فن الكف الصعيدى من أسوان والأقصر وقنا ممن ذاع صيتهم وشهرتهم من بين عشرات الفنانين الفنان التاريخى "رشاد عبد العال"، وهى يعد أكبر وأقوى من أحيا فن الكف، فهو يأتى على رأس هؤلاء الفنانين، ويطلق عليه لقب "الريس"، هو من أحيا فن الكف فى الصعيد، وحبب أجيال من بعده فى هذا الفن، وهو مواليد قرية الرغامة بأسوان، وكان فى البداية يغنى بأفراح القرية، حتى استطاع أن يطور من فن الكف ويُدخل عليه الطبول، وصدر له 12 ألبوما غنائيا، ويعتبر حب متابعيه له لا يوصف فهو بالنسبة لهم "فنان الكف"، وكان حتى آخر لحظات حياته يُحيى حفلا بقرية منيحه بأسوان لتتوفاه المنية فى طريق عودته من الحفل إثر انقلاب سيارته بإحدى الترع.

وجاء من بعد الفنان رشاد عبد العال، ابنه الفنان "ياسر رشاد"، والذى ذاع صيته خلال فترة وجيزة بجميع أنحاء الصعيد لشهرة والده، وإنطلق فى الحفلات والمناسبات والإفراح بمختلف أرجاء الأقصر وقنا وأسوان، وأطلق عليه أبناء الصعيد لقب "إمبراطور الكف"، نظراً لما يتمتع به من موهبة مميزة ورثها عن والده فى هذا المجال.

الفنان الثالث فى "الكف الصعيدى" هو "عبد النبى الرنان" والذى ولد فى عام 1950 وكان يلقب بـ"عاشق النبى"، نظراً لما يقدمه فى الغالبية العظمى من حفلاته واليالى الساهرة التى يحييها من مديح وإنشاد دينى بمختلف أرجاء الصعيد، وتوفى عام 2009، والفنان الرابع هو محمد أبو درويش من مواليد أسوان، فجانب شهرته الواسعة بفن الكف إلا أنه يعد أول فنان صعيدى يدخل آلة "العود الوترية" فى فن الكف الصعيدى والذى توفى منذ سنوات قليلة.

أما الفنان جابر العزب فهو من قبيلة الهلايل بمركز إسنا بالأقصر، الذى يلقب بـ"السلطان" وله باع وصيت كبير فى كافة أنحاء الصعيد، حيث إنه بدأ مسيرته الفنية بالأفراح والمناسبات المختلفة بفن الكف الصعيدى، ثم مارس هوايته المفضلة وهو السيرة الشعبية والأغانى التى ترصدها فيما بعد، وكذلك الفنان "يونس البرسى" الذى كان تلميذ لرشاد عبد العال وشارك معه فى مختلف حفلاته واشتهر معه، وهو من مواليد دراو بأسوان، ويعرف نفسه بأنه فنان كف شعبى أسوانى جعفرى.

ومن أشهر نجوم فن الكف الصعيدى "ربيع البركة"، وهو من قرية السباعية فى إدفو بأسوان، حيث أنه بدأ مسيرته الفنية التى يتغنى بها حتى الآن عدد كبير من الفرق الحديثة فى العاصمة والوجه البحرى، فهو كان يلقب بـ"الأسطورة"، وتميز فى فن الكف فى بداية حياته وكذلك له ألبومات عديدة فى التراث الشعبى الصعيدى، ومن أشهر أغانيه "بتنادينى تانى ليه" التى اشتهر بها فنانى حديثاً ويطربون بها فى كافة المحافل الفنية.

أما الفنان الذى يكتسح الساحة حالياً محمود الإدفاوى وهو فنان كف شعبى، من أبناء محافظة أسوان، ويلقب بـ "غزال أسوان"، وكذلك "سفير الكف الأسوانى"، ويعتبر من جيل الشباب فى هذا الفن التراثى المميز.

 

الأهالى يتهافتون على حجز النجوم للمناسبات السعيدة لإحيائها بالكف
الأهالى يتهافتون على حجز النجوم للمناسبات السعيدة لإحيائها بالكف

 

الفنان محمود الإدفاوى أشهر شباب فن الكف بالصعيد
الفنان محمود الإدفاوى أشهر شباب فن الكف بالصعيد

 

الفنان ربيع البركة صاحب أغنية بتناديلى تانى ليه
الفنان ربيع البركة صاحب أغنية بتناديلى تانى ليه

 

رقصات فن الكف الصعيدى
رقصات فن الكف الصعيدى

 

فن الكف الصعيدى طراز فريد من الموسيقى الشعبية بالصعيد
فن الكف الصعيدى طراز فريد من الموسيقى الشعبية بالصعيد

 

جانب من حفلات فن الكف الصعيدى
جانب من حفلات فن الكف الصعيدى

 

نجوم فن الكف ينتشرون بالأقصر وقنا وأسوان
نجوم فن الكف ينتشرون بالأقصر وقنا وأسوان

 

نجوم الكف الصعيدى يلهبون حماس الشباب فى المناسبات
نجوم الكف الصعيدى يلهبون حماس الشباب فى المناسبات









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة