عاد عادل المحاسب فى بنك بالجيزة من عمله مرهقا، وإذا به يرى زوجته تفترش الأرض وتضع أمامها مقداراً من مادة الهيروين ليستفيق من صدمته على واقع أنها أصبحت مدمنة وحياته وطفله محمد فى خطر.
وقص "عادل .ر" فى دعوى إسقاط الحضانة عن زوجته"رضوى .ح" التى حملت رقم 346 لسنة 2017 أمام محكمة الأسرة بإمبابة المعاناة، وقال:" ظننت فى البداية أن زوجتى مريضة بسبب الحمل وعندما طلبت منها الكشف الطبى لمعرفة سر مظهرها الغريب أصرت على الرفض وذهبت بمفردها وخلال تلك الفترة لاحظت اضطرابها الشديد وطلبها المال بشكل مبالغ فيه وضياع الأموال من حافظة نقودى وزعمها سرقة مصوغاتها من قبل الشغالة التى تعمل لدينا وانتهت مأساتى بولادة طفلتى جثة مع رفضها الخضوع للعلاج ومغادرتها المصحة عدة مرات ومحاولة قتل ابنى الصغير بعد أن ضربته على رأسه بآلة حادة بسبب رفضى إعطائها مال.
حالة عادل ضمن مئات الحالات التى اضطر فيها الازواج إلى اللجوء لمحكمة الأسرة بامبابة للمطالبة بإسقاط الحضانة والنشوز والطاعة، وكان من أهم الاسباب لذلك أن الزوجات مدمنات للمخدرات.
"هادى .ع" تعرض للطعن على يد زوجته "نعمات .م"وفقا لمحضر حرره فى نهاية 2016 بقسم شرطة الطالبية وذلك عندما حاول انتشالها من مستنقع الإدمان ودخولها عالم الترويج بغرض الحصول على جرعاتها مجانا.
وذكر الزوج الذى فقد استقراره الأسرى وطفلته ندى:" حماتى وحمايا المدمن هما السبب فزوجتى طوال عمرها كان سلوكها منضبطا لكن أمها ضيعت حياتنا فبدلا من أن تسعى لإنقاذ ابنتها عرفتها على تاجر وشغلتها معاه وقالت لها عايزه توفرى لنفسك المخدرات هاتيها من عرقك ومتمديش أيدك ليا ".
وطالب الزوج فى دعوى رقم 156 أمام محكمة الأسرة بالجيزة بحمايته وطفلته وزوجته من جبروت والدتها ووالدها".
المأساة الكبرى كانت فى حالة الطفل" كريم.ط" البالغ من العمر 12 عام والذى كانت تستغله أمه لشراء المواد المخدرة دون علم والداه حتى تم القبض عليه ، وبتوقيع كشف طبى عليه تبين أنه مدمن، إذ يشارك والدته تعاطى المواد المخدرة مقابل عدم أخبار أحد عن جريمتها.
قص الزوج "طارق .ع" فى دعوى المطالبة بحضانة أبنه رقم 635 لسنة 2017:" لم أتوقع أن تنتهى قصة تعاطى زوجتى الحبوب المنومة والمهدئات بحقنها طفلنا الصغير بالماكس ليكتم سرها ويتوسط لها فى جلب المواد السامة من البلطجية وقطاع الطرق ليصبح مع الوقت فردا منهم وتتدهور أخلاقه ويقف رغم صغر سنه متهما ويضيع مستقبله".
وكاد الزوج المسكين"سامى .ص" يفقد عقله ويقتل زوجته المدمنة بعدما أكتشف هتكها عرض أبنته وفق ما اثبته فى المحضر رقم 6785 قسم شرطة الوراق لسنة 2017.
ولم يكتفى الزوج بالبلاغ بل توجه لإحدى المؤسسات الحقوقية لمساعدته فى الحصول على حق طفلته شذى البالغة من العمر 7 سنوات، وأقام دعوى إسقاط حضانة عن زوجته ووالدتها أمام محكمة الأسرة بإمبابة حملت رقم 823 لسنة 2017 قال فيها: "تزوجتها منذ 8 سنوات وانفصلنا بالطلاق مرتين بشكل رسمى بسبب سوء أخلاقها.
مكاتب تسوية محكمة أسرة إمبابة كشفت من خلال رصد عشوائى للقضايا المقامة أمامها خلال الشهر الأول من 2017 شكوى 976 رجلا من إدمان زوجاتهم
وأشارت الإحصائية إلى أن سنوات الزواج تراوحت فى الطلاق المبكر من 3: 12 شهرا وسنوات الزواج فى الانفصال المتأخر من 7: 20 سنة.
وبدورها قالت فاطمة عزت فهمي استشارى الصحة النفسية إن المجتمع المصري شهد الكثير من التغيرات التي أثرت على التركيب النفسي لأفراده وأصبح من الواضح ، ظهور الجرائم داخل الاسرة الواحدة فإن التفكك المعنوي أو النفسي يتمثل فى ظهور خلافات أسرية وقد يكون ارتفاع معدلات الجريمة لدى المتزوجين مؤشرا على العنف فى الاسرة وعلى تفشى الصراعات الأسرية ,مما أدى الى انحراف الزوجات بفعل تراكم الإحباط و الضغوط النفسية.
وتابعت: بعض الحالات التى تشتد فيها الخلافات بين الزوجين يلجأ الزوج الى سب وإهانة الزوجة كما قد يتطور الأمر الى اعتدائه عليها بالضرب، ومع تكرار هذا الموقف تتكون لديها قيم سلبية تجاه زوجها أو يشتد فى نفسها الحقد والرغبة فى رد الاعتبار والانتقام منه، وقد يتخذ هذا الانتقام صورا كالعصيان أو طلب الطلاق والخلع أوالخيانة الزوجية أوالقتل وبالتالي تحاول الزوجة الهروب من الواقع المحبط من المجتمع أو الزوج والقوانين غير المنصفة إلى تعاطي المخدرات .
وأضافت أن هناك أسباب كثيرة تدفع المرأة إلى العنف مع زوجها فأحياناً تشعر الزوجة بالعجز عن إيصال صوتها أو الاعتراف بكيانها وقيمتها سواء كان ذلك في مجتمعها أو في بيتها ومع زوجها ما يؤدي بها إلى استخدام العنف، والخيانة أيضاً أحد الأسباب التي تدفع الزوجة للعنف فهي تشعر في هذا الوقت أن كرامتها أهينت وتريد أن تعيد كرامتها إلى نفسها فتلجأ إلى ذلك ظناً منها أنه الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تحقق بها ذلك.
وأوضح هيثم حمد الله المحامى المختص فى شئون محاكم الأسرة أن الطفل لا ينتزع من الأم المدمنة طبقا لقانون الأحوال الشخصية إلا اذا خيف عليه ولم تكن لها صلاحية الحضانة، ولكن فى حال صدر حكم قضائى بحق الزوجة بتهمة التعاطى من محكمة الجنايات تسقط عنها الحضانة طبقا للقانون رقم ٢٨ لسنه ٢٠٠٥.
وتابع: لا يحق للأب أن يطالب بالحضانة إلا إذا أثبت أن الأم غير أمينة على أبنائها وبناتها أو غير قادرة على تربيتهم وصيانتهم صحيّا وخلقيا، وفي حال أثبت عدم قدرة الأم على الرعاية وانتفاء أمانتها لا تعود الحضانة إليه، بل تكون لأم الأم، وإذا لم توجد، فأم الأب ثم أخت الأم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة