تفتكروا تغيير بعض الوزراء كل عدة أشهر هو الحل الأمثل للأزمات والمشاكل التى تواجهنا؟! بالقطع لا وألف لا .. لأن المسألة أكبر وأعمق بكثير جدا من تغيير الأشخاص، بل نحن فى أمس الحاجة إلى سياسة حكومة وفق رؤية واضحة لأن عندنا فى مصر للأسف الشديد تتغير السياسة فى أى وزارة بتغيير شخص الوزير، حيث يأتى الوزير الجديد ليمحو تقريبا كل مابدأه سابقه، الأمر الذى يتسبب فى حدوث حالة من الارتباك قد تستمر عدة أشهر داخل الوزارة نتيجة غياب الرؤية والإستراتيجيات، عكس الحكومات الأخرى فى كل دول العالم حيث يأتى الوزير الجديد لتنفيذ سياسة حكومته الموضوعة سلفا للنهوض بالبلاد..
وبالتالى علينا أن ندرك أن الحكومة تحتاج إلى مراجعة سياساتها فى العديد من الوزارات الخدمية، لأن تغيير الأوجه فقط ليس هو الحل دائما، بمعنى وجود سياسة واضحة المعالم يتم تطبيقها فى مدة زمنية محددة بكل وضوح وشفافية فى ظل غياب التخطيط داخل الحكومة لأن المسألة "ماشية " بالبركة ونتعامل فى أحيان كثيرة مع الأزمات والمشكلات يوم بيوم.. وكل وزير بيقول كلام ثم نسمع عكسه تماما من وزير آخر فى نفس المشكلة والأمثلة كثيرة وصارخة، ويضطر الرئيس إلى التدخل بنفسه فى كثير من القضايا والملفات لحسمها، وبالتالى الحل لا يكمن فى التغييرات دون عمل دائم ومشروع مفهوم ومستمر، فهل نطمح من الحكومة وضع برامج ورؤية واضحة تستشرق آفاق المستقبل وفق سياسات عامة تعلنها على الرأى العام ويقرها البرلمان الموقر، بحيث يأتى الوزير أى وزير ليطبقها وفق الأسلوب الأمثل فى إطار من التكامل والتناغم بين سائر الوزارات الأخرى ليتم المحاسبة فى نهاية المطاف على الإخفاقات قبل الإنجازات من ممثلى الشعب تحت قبة البرلمان.
الأخطر أن ما يحدث فى الوزارات يتكرر بشكل أسوأ فى سائر المحافظات، حيث يأتى المحافظ الجديد ليمشى " بأستيكة " على الخطوط التى رسمها زميله المحافظ السابق، ليضع بصمته على كل كبيرة وصغيرة فى المحافظة، الأمر الذى يتسبب فى تعثر وتعطل الكثير من المشروعات الخدمية وفى النهاية يدفع المواطن الغلبان الفاتورة وللأسف حملة المباخر من أصاغر الموظفين يلتفون حول المحافظ الجديد لإيهامه بانه أفضل محافظ فى تاريخ الإقليم من باب النفاق ليس إلا ...المهم ان كل محافظ يدير المحافظة وفق رؤيته الشخصية وسياسته الخاصة وليس وفق رؤية وسياسة الحكومة .. علشان كده نحن نريد سياسة حكومة مش سياسة وزير .. يارب نفهم ؟!
همسات:
•الأدهى ليس فى غياب السياسات الحكومية وحسب وإنما فى بعض القوانين العتيقة التى تشكل نوعا من البيروقراطية البغيضة والمحصلة فى النهاية قرارات متخبطة وتعطيل للاستثمارات ...فهل نتخلص من الروتين والبيروقراطية اللذين يعششان داخل الدواوين والمصالح الحكومية .... إنا لمنتظرون ؟!
•بالمناسبة التغيير الوزارى الجديد لن يكون مجديا طالما هناك غياب للرؤية السياسية وإستراتيجية واضحة المعالم من الحكومة بشأن المستقبل ...نقول تانى و لاكده كفاية ؟!
•مطلوب منح الوزراء الجدد الصلاحية اللازمة والسلطات الكاملة لأداء مهامهم مع نسف سياسة الجزر المنعزلة التى أصابت الحكومة وأنتجت قراراتها المرتبكة.
•على فكرة ملايين المصريين لا ينتظرون تغييرا فى الاشخاص وحسب إنما فى الرؤية والمنهج والأسلوب لمواجهة التحديات بأفكار من خارج الصندوق ... ولكم فى تجربة الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة عبرة يا أولى الألباب.
•القدرة على الإبداع وابتكار الأساليب والطرق غير التقليدية لحل المشاكل بأسلوب علمى ...أهم عوامل النجاح للوزراء الجدد .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة