كشف المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية عن معلومات ووثائق تتعلق بمعسكرات خاصة بـ"فيلق قوات القدس" الإرهابى، الذى يتزعمه قاسم سليمانى، والتابع للحرس الثورى الإيرانى، داخل إيران، لتدريب عناصر الميليشيات الطائفية الإرهابية من دول عربية وإسلامية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
وقدم نائب رئيس ممثلية المجلس فى أمريكا على رضا جعفر زادة، فى مؤتمر صحفى بمقر المجلس فى واشنطن، شرحا مفصلا بالخرائط الموثقة لهذه المعلومات والوثائق، مشيرا إلى أن هذه المعلومات والوثائق جرى تجميعها وتوثيقها من خلال شبكات منظمة مجاهدى خلق داخل إيران.
وتشمل الوثائق صورا ومواقع هذه المراكز والمحميات العسكرية داخل إيران وأسمائها المشفرة وطبيعة التدريب التى توفرها وأسماء قادتها، وأماكن نشر عناصرها بعد انتهاء التدريبات.
وأضاف "زادة"، أن المعلومات التى حصلت عليها شبكات منظمة "مجاهدى خلق الإيرانية" من داخل نظام الملالى، تبين أن الحرس الثورى الإيرانى أنشأ إدارة كبيرة لذراع عملياته فى الخارج بهدف توسيع عمليات تدريب عناصر المليشيات الإرهابية، فى إطار استراتيجية النظام الإيرانى لمضاعفة تدخلاته الخارجية فى سوريا والعراق واليمن والبحرين وأفغانستان وفى مناطق أخرى، وبارك على خامئنى هذه الخطوات.
وتابع على زادة، أن هذه المعلومات التى جرى جمعها خلال أشهر عبر مصادر مختلفة لشبكة "منظمة مجاهدى خلق" من داخل وحدات مختلفة من الحرس الثورى الإيرانى، وبشكل خاص من قوات فيلق القدس، تشير إلى أن هذه المديرية تضم عدداً كبيراً من مراكز التدريب فى إيران .
وأوضح "زادة" أنه جرى تقسيم هذه المعسكرات، بناءً على جنسيات المتدربين ونوعيتهم، مشيراَ إلى توفير التدريب الإرهابى والتدريب العسكرى لهذه الميليشيات فى هذه المعسكرات لتمكين أفراد هذه الميليشيات من الاختراق والتقدم لتحقيق أهداف النظام الإيرانى الإقليمية.
وبين أن المئات من المقاتلين من العراق وسوريا واليمن وأفغانستان ولبنان يتلقون تدريبات عسكرية فى إيران ومن ثم يعودوا إلى هذه البلدان لإشعال الحروب والإرهاب، فيما تتلقى مجموعات صغيرة تدريبات أيضا فى بلدان أخرى من أجل القيام بعمليات إرهابية.
وقال على زادة، "لقد اتسعت منذ عام 2012 م عمليات تدريب المرتزقة الأجانب فى المعسكرات التى تديرها "قوات فيلق القدس" التابعة للحرس الثورى الإيرانى".
وأوضح "زادة"، أن الوثائق الداخلية للحرس الثورى الإيرانى تضع الاسم الحركى لهذه المديرية بالرقم 12000 فى مراسلاتها الخاصة بهذه المديرية وأنشطتها.
وأشار إلى أن المركز الرئيسى للمديرية يقع فى قاعدة "إمام على" العسكرية التى تبعد 20 كيلو مترا من طريق طهران- خاراج السريع، وفيها مجمعات سكنية ضخمة وعدد من ثكنات الحرس الثورى الإيرانى وأهمها ثكنة "إمام على".
وأوضح "زادة" أن المعلومات التى استطاعت حركة المقاومة الإيرانية الحصول عليها تؤكد تحديد 14 مركزا للتدريب تابعة لمديرية التدريب فى فيلق قوات القدس، وآمر المديرية ومجموعة التدريب لفيلق قدس هو العميد راحيمى الذى يرتبط مباشرة بقاسم سليمانى.
وأشار إلى أن التكوين فى ثكنة "إمام على" ينقسم إلى نوعين، الأول تدريبات مدتها 45 يوما وهدفها توظيف عملاء نظام الملالى من السوريين فى المهمات العسكرية على غرار أعمال ونشاطات تقوم بها قوات التعبئة (البسيج الإيرانى) لقوات الحرس.
كما أن هناك دورات تدريب عسكرية كاملة متخصصة ومخصصة للأفراد الذين يوظفهم "فيلق قوات القدس" بشكل دائم، بالإضافة إلى دورات فى الأعمال الإرهابية تستغرق ما بين 9 إلى 12 شهرا".
وأضاف "بالإضافة إلى التدريب العسكرى والذى يأتى ضمن مخطط النظام الإيرانى العام فى التدخل فى شؤون المنطقة فإن وحدات الإرهاب لفيلق قوات القدس تحصل على تدريبات فى مواقع منفصلة وسرية يجرى بعدها نقلهم إلى عدد من الدول فى الخليج وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية".
وأضاف "بالنسبة للأفراد الذى يتلقون تدريبات على العمليات الإرهابية فإنه يجرى إبقائهم فى أماكن سرية وبشكل منعزل عن بقية المتدربين، فيما تستوعب ثكنة "إمام علي" ما بين 10 إلى 100 فرد يتلقون التدريبات الإرهابية على شكل فرق تضم كل فرقة فردين.
وأشار على زادة إلى أن الحرس الثورى الإيرانى أعاد قبل سنوات عددا من مرتزقته فى فنزويلا وأورجواى وباراجواى وبوليفيا إلى ثكنة "إمام على" للتدريب.
وأوضح أن التدريبات التى توفرها ثكنة "إمام على" تتضمن التدريب المتخصص على الأسلحة الثقيلة والصواريخ والطائرات من دون طيار وصيانة الأسلحة الثقيلة، وإطلاق الصواريخ والأنشطة البحرية والمظلات وأمن كبار الشخصيات.
وفيما يتعلق بهوية المتدربين فى ثكنة "إمام على"، أوضح أن غالبيتهم من سوريا بالإضافة أفراد من العراق واليمن ولبنان والبحرين، مبينا أن أعداد المتدربين فى هذه الثكنة قد زادت لتشمل أفرادا من مجمع المصطفى فى قم مع تدخل النظام الإيرانى فى سوريا.
كما تحدث على زاده عن عدد آخر من مراكز التدريب التابعة لفيلق قدس، وهى أكاديمية "إمام" على فى تجريش فى طهران التى توفر التدريب النظرى على الإرهاب والأصولية، ومركز بادينده الخاص بالتدريب على حرب المدن والعصابات مثل استخدام الدراجات النارية فى الأعمال الإرهابية ودورات متخصصة فى قيادة السيارات وتحرير الرهائن، ومركز مالك أشتر للتدريب على المعيشة فى الظروف الصعبة مثل الغابات.
كما تحدث عن "مركز سمنان" للتدريب على إطلاق الصواريخ، ومركز مشهد والمعد خصيصا لتدريب العناصر الأفغانية، و"مركز بازوكى" وهو أيضا لتدريب العناصر الأفغانية قبل إرسالهم إلى سوريا، مبينا أن هذا المركز يرسل أسبوعيا إلى سوريا ما بين 200 إلى 300 عنصر أفغانى، وثكنة لوشان التى تضم مركز عمليات كبير للحرس الثورى الإيرانى يعرف باسم قاعدة الإمام الخمينى، وثكنة شامران وهى أيضا تركز على العناصر الأفغانية قبل نقهلم إلى سوريا، وثكنة محور تيلى كابين للتدريب على أعمال الكوماندوز، ومركز عبدان للتدريب على أعمال الغوص والأنشطة البحرية، ومركز الأحواز للأعمال البحرية أيضا، ومحور جزيرة قشم للدورات البحرية كذلك، وثكنة شاهريار".
وأوضح أن هذه المعلومات جرى نقلها للإدارة الأمريكية الجديدة، مؤكدا أن أنشطة الحرس الثورى الإيرانى تتطابق مع معايير الإدارة الأمريكية فى تصنيف المكونات الخارجية كمنظمات إرهابية.
وقال على زادة، "أمريكا تصرف حالياً مليارات الدولارات فى حربها ضد تنظيم داعش الإرهابى، فيما تحظى قوات الحرس الثورى الإيرانى بحرية العمل فى العراق"، مشيرا إلى أن أنشطة الحرس الثورى الإيرانى فتحت الطريق أمام داعش فى سوريا والعراق.
وأوضح أن تجريم فيلق القدس من جانب مجلس الأمن الدولى فى السابق يجب أن يشمل أيضا قوات الحرس الثورى الإيرانى بأكملها.
وأشار إلى أن قوات الحرس الثورى تعد العامود الفقرى للمنظومة التى أسسها النظام فى إيران لحفظ بقائه، فيما تفرض قوات الحرس الثورى سيطرتها عن طريق وحدتها الاستخباراتية على الشبكات الاجتماعية والجيش السايبرى (الأنشطة الالكترونية) والباسيج مبينا أن هذه القوات ضالعة بأكملها فى الحرب فى سوريا والعراق.
وبين على زاده أن ركائز قوات الحرس الثورى الإيرانى تعتمد على القمع فى داخل إيران، وتصدير الإرهاب وتصنيع الصواريخ والأسلحة النووية.
وقال أن قوات الحرس الثورى الإيرانى تعمل على التدخل الإرهابى والعسكرى فى دول المنطقة وتؤسس لشبكات وأعمال إرهابية، مؤكدا ضرورة عدم الفصل بين فيلق القدس وقوات الحرس الثورى كون فيلق القدس جزء من هذه القوات.
وخلص على زاده فى مؤتمره الصحفى إلى التأكيد أن مكافحة الإرهاب تتحقق من خلال مواجهة خطر النظام الإيرانى وقوات الحرس الثورى الإيرانى التابعة للنظام.
وقال "يجب اتخاذ كل الإجراءات والخطوات العملية الضرورية لاستئصال قوات الحرس الثورى من سائر دول المنطقة بشكل عام ومن سوريا والعراق واليمن على وجه الخصوص".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة