نشر موقع "بوليتيكو" الأمريكى تقريرا يرجح ترشح الديمقراطية الخاسرة فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة "هيلارى كلينتون" فى الدورة الانتخابية القادمة بعد 4 سنوات.
التقرير أفاد أنه لم يتوصل إلى معلومة تؤكد تلك الاحتمالية، لكنه بالتدقيق على بعض المؤشرات يظهر جليا أن "كلينتون" تخطط لخوض الانتخابات الرئاسية لمرة ثالثة، رغم خسارتها الأخير أمام الرئيس الحالى "دونالد ترامب".
ويطرح التقرير المؤشرات التى ترجح ترشح "كلينتون" فى الدورة الانتخابية القادمة، أولها عدم إغلاقها لـ"مبادرة كلينتون العالمية"، وهى المؤسسة التى عرضتها للكثير من الانتقادات التى تزعم تلقيها مبالغ من حكومات أجنبية، مما جعل "كلينتون" عرضة لتهم مثل التضارب فى المصالح والفساد المالى.
وكانت المؤسسة قد أعلنت خطط إنهائها بعد خسارة نوفمبر، إلا أن "كلينتون" عدلت رأيها لاحقا، مقررة استمرار المؤسسة، مما أثار تساؤلات، ما جدوى استمرار تلك المؤسسة التى لم تثير سوى المتاعب لـ"كلينتون"؟ بالطبع هناك هدف سياسى لاستمرارها، وهو احتمالية استخدامها اذا حاولت "كلينتون" الترشح لمنصب ما فى المستقبل.
تقاعس "كلينتون" عن نفى الشائعات التى تروج ترشحها لمنصب عمدة "نيويورك"، رغم أن العمدة الحالى دعمها فى الانتخابات الرئاسية الماضية، أمر يثير التساؤل، ويفتح الباب أمام التكهنات التى ترى أن "كلينتون" لم تعتزل الساحة السياسية بعد، حسب ما ذكر التقرير.
وتطرق التقرير إلى خطاب "كلينتون" الذى اعترفت فيه بخسارتها أمام "ترامب"، مسجلا أن المرشحة الخاسرة لم تذكر أى جملة تفيد اعتزالها السياسة، أو توقف مساعيها لتولى منصب قيادى فى المستقبل، بل على العكس، الخطاب ترك أثر قوى باحتمالية ترشح "كلينتون" فى المستقبل.
وأشار التقرير إلى تعاقد "كلينتون" مع إحدى دور النشر مؤخرا لنشر كتاب جديد، مضيفا أن هذا الكتاب سيكون سابع عمل للمرشحة الخاسرة، مردفا أن "كلينتون" قد لا تحتاج إلى الأموال التى سيدرها عليها نشر الكتاب، لكنه سيجعلها تتصدر عناوين الصحف مرة أخرى، وسيجبرها على جولات توقيع ستكون مضطرة خلالها للإجابة عن السؤال المهين "لماذا خسرت أمام ترامب؟"، ويرى التقرير أن تلك الخطوة لا يقدم عليها فرد اختار أن يكون محجوبا عن المشهد السياسى.
لفت التقرير إلى سخريتها- أى "كلينتون"- الأخيرة عبر حسابها على موقع "تويتر" من خسارة "ترامب" لمعركته أمام القضاء الأمريكى لفرض قراره بحظر دخول مواطنى 7 دول إسلامية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكأنها لا تزال عالقة فى فترة الحملة الانتخابية.
ويقول التقرير أن عامل السن لن يمثل صعوبة كبيرة أمام "كلينتون" اذا أقدمت على الترشح فى الدورة الانتخابية القادمة، فهى ستكون فى 73 من عمرها، أى أصغر بعام من منافسها "ترامب" حينذاك.
وتطرق التقرير إلى نماذج مشابهة فى التاريخ السياسى الأمريكى، مثل الرئيس الأمريكى السابق "رونالد ريجان"، الذى ترشح فى انتخابات عام 1968، وخسرها ، وترشح مرة أخرى عام 1976، قبل أن يفوز فى عام 1980، كما أن الناشط البيئى "آل جور" ترشح فى انتخابات الرئاسة عام 1988، وعاود المحاولة عام 2000، وكاد أن يتغلب على الرئيس السابق "جورج بوش".
ويرى التقرير أن "كلينتون" لن تحتمل أن تطرح على نفسها السؤال "ماذا لو ترشحت للرئاسة؟"، وذلك فى حال عدم خوضها الانتخابات القادمة، مثلما يفعل حاليا السياسى الجمهورى "ميت رومنى"- حسب وصف التقرير- الذى ترى العديد من الدوائر السياسية أنه أهدر فرصة ذهبية للفوز بترشح الحزب الجمهورى فى الانتخابات الماضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة