68 عاما مرت على مقتل أول مرشد لجماعة الإخوان، ومؤسسها حسن البنا، الذى أسس الجماعة فى عام 1928، ولم يكن يعلم أنه بعد 89 عاما على تأسيس الجماعة أن تمر بهذه المرحلة من الأزمات الداخلية الطاحنة، وصلت إلى حد نشر فضائح الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعى.
البنا يعد الأب الروحى للتنظيم، حيث شهدت الجماعة فى حقبة أول مرشد لها الاتجاه للعنف وتدشين النظام الخاص، الذى يؤكد مراقبون أنه تم إنشاءه فى منتصف ثلاثينيات القرن الماضى، حيث يعد هذا التنظيم هو الفاعل الرئيسى لعمليات الاغتيال التى شهدتها مصر فى نهايات اربعينيات القرن الماضى، ابرزها اغتيال الخازندار، وكذلك النقراشى.
كوارث البنا داخل جماعة الإخوان، كشفها أحمد السكرى، شريك البنا فى مرحلة تأسيس الجماعة، والذى كان يعد الرجل الثانى فى الجماعة فى بدياتها، حيث كشف فى مذكراته عن حسن البنا، فضيحة فساد عبدالحكيم عابدين، صهر مؤسس الجماعة، الذى تولى التنظيم السرى، بعد عبدالرحمن السندى، وتورط فى فضائح جنسية مع نساء من الجماعة، فتستر عليه البنا، ورفض إقصاءه، وكل ما فعله البنا هو طرد صديقه أحمد السكرى من الجماعة، بعدما كشف عن القصة.
وكشف السكرى، طريقة مبايعة الإخوان لحسن البنا، قائلا له:"إن قلت أن مبايعة الإخوان لك تقتضيك التصرف الفردى فى شؤون الدعوة وشؤونهم، فإن الحق يرد عليك بأن البيعة فى حدود ما أنزل الله وما رضى عنه، لا تحكيم الهوى والخروج على المبادئ، ومسايرة أهل الدنيا على حساب الدعوة".
أما عن صلة الإخوان بالمخابرات البريطانية، فإن كتاب بريطانى يدعى "العلاقات السرية"، كشف هذه العلاقة، للكاتب مارك كيرتس، والذى صدر عام 2010، حيث أكد وجود صلات قوية بين الإنجليز، والجماعة فى النصف الأول من القرن الماضى، بدأت فى الحرب العالمية الثانية، وأكد أن جماعة الإخوان شهدت نموا ملحوظا بقيادة حسن البنا، والذى يسعى لتأسيس مجتمع إسلامى ليس فى مصر فقط، ولكن فى كل أقطار الدول العربية؛ ولذلك أنشأ العديد من الفروع لجماعته، فى كل من السودان والأردن وسوريا وفلسطين وشمال إفريقيا.
وأضاف فى كتابه:"الإخوان فى عهد البنا قدمت نفسها للمجتمعات الأوروبية ومن بينها بريطانيا على أنها بديلا للحركات الدينية وحركات القومية العلمانية والأحزاب الشيوعية فى مصر والشرق الأوسط، وذلك لجذب انتباه كل من بريطانيا العظمى والولايات المتحدة، وهما القوتان الموجودتان على الساحة فى تلك الفترة".
جماعة الإخوان بدورها سعت لإحياء ذكرى مقتل حسن البنا تحت مبدأ السمع والطاعة، عندما أصدرت بيانا، زعمت فيه أن مؤسسها أصبح محور للتاريخ، وأن الجماعة فى عهده كانت واضحة كل الوضوح، بينما تجاهل بيان الجماعة الدور الذى قام به حسن البنا فى تأسيس النظام الخاص. وزعم بيان الجماعة، أن التنظيم يسير فى ضرب منهج البنا، وأن قواعد الجماعة على استعداد تام لتحمُّل نتائج منهجه مهما كانت.
من جانبه سعى يوسف القرضاوى، رئيس ما يسمى "الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين" إحياء ذكرى مقتل حسن البنا، عندم ااستشهد بمقولته بأنه سائح يبحث عن الحقيقة"، محرضا انصار الجماعة على اتباعه.
ومن جانبه أكد ثروت الخرباوى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن حسن البنا ندم فى نهاية حياته على إنشاء التنظيم الخاص للإخوان، لأنه وجده سلاح ذو حدين، إما أنه يخدم الجماعة ويدافع عنها، أو أنه يورطها فى احداث اغتيالات وعداء مع باقى الفصائل السياسية.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، لـ"اليوم السابع" أن الملك فاروق، والبوليس السرى لم يقتلا حسن البنا، لأن الملك فاروق كان يمكنه أن يقتله ويعلن عن ذلك لأن البنا كان مؤسس لجماعة محظورة بحكم القانون، ومتورط فى قضية اغتيال النقراشى، موضحا أن هناك أطراف اخرى هى من تورطت فى مقتله.
من جانبه قال طارق أبو السعد، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن حسن البنا ورط العالم العربى والإسلامى بالإخوان المسلمين أنفسهم، كما ورط الإسلام بأن تم اختصاره فى فهم حسن البنا، وورط جماعة الإخوان بأنه جعلهم يؤمنون بفكرة مصابة بعيوب، وسمع أن يتولد من خلالها العنف.
وأضاف أبو السعد لـ"اليوم السابع" أن حسن البنا ورط نفسه بأنه جعل من نفسه معيار للفهم وأنه مرشد فى حين أنه لم يكن يتجاوز فى علمه الا القليل ولم يتجاوز فى قدراته إلا القليل، وإن كانت طموحاته عالية جدا وقدرته على الخطابة فائقة إلا أن هذه الصفات لا تكفى لأن تكون مرشدا وعالما وفقيها.
واستطرد: "ورط حسن البنا كل التنظيمات الإسلامية بأطيافها المختلفة بان جعل الإخوان هى رمز للحراك الإسلامى ورط حسن البنا حركة التجديد الفقهى بأن زعم أنه وريث التجديد من الأفغانى إلى محمد عبده إلى رشيد رضا، فى حين أنه كان يخلط ما بين هذا وذاك ليصنع كيانا من مزيج مختلط من أفكار متنوعة فصنع هذه الحالة المستعصية عن التفكيك والتى تستنزف قدرات الأمة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة