تمر اليوم ذكرى خروج المناضل الجنوب أفريقى نيلسون مانديلا من السجن فى 11 فبراير 1948 بعد 27 عاما من السجن، لكن لماذا دخل السجن وكيف خرج.
فى عام 1948 استلم الحزب الوطنى السلطة فى جنوب أفريقيا، وكان لهذا الحزب سياسة معادية للعرق الأسود، فقد اعتمد فى حكمه على سياسة الفصل العنصرى بناء على لون البشرة فى كلِّ تعاملات ومرافق الدولة، مما أدّى إلى ظهور حركات شبابية وطلابية مناهضة لسياسة الفصل العنصرى، اتصفت هذه الحركات بدايةً بالسِّلمية والدعوة إلى نبذ العنف للوصول إلى الهدفِ المنشود الذى يتجسّد فى القضاء على النظام العنصرى، وانضم نيلسون مانديلا فى منتصف الأربعينيات إلى هذه الحركات التى نظمتها أحزابٌ معارضة، وأصبح بعد عدة سنوات رئيسًا لحزب المؤتمر الوطنى المعارض.
ويعود تاريخ سجن نيلسون مانديلا الأول إلى سنة 1952 بعد أن تم اعتقاله من سلطات الفصل العنصرى بسبب دعواته وقيامه باحتجاجات عامة اكتسحت مناطق السكان ذوى العرق الأسود فى جوهانسبرج، حيث تم إيقافه تسعة أشهرٍ وأفرج عنه بعدها.
وفى عام 1955 بدأت مُحاكمته وعَددٍ من زملائهِ بتهمة الخيانة العظمى، وتمَّ سجن نيلسون مانديلا فى سجن جوهانسبرج، وأخذت قضيته تزداد حدة فى أوساط الأحزاب المدنية والحقوقية فى البلاد، إلى أن تم إصدار حكمٍ بالبراءة عام 1961.
فى عام 1962 تمَّت إعادة اعتقاله بتهمة قيامه بنشاطٍ عسكرى لقلبِ نظام الحكم والقضاء على حكومة التمييز العنصرى، والسّعى لإحداث فوضى فى البلاد عن طريق دعم تنظيمات مسلحة، وصدر فى عام 1964 حكم ينص على سجن نيلسون مانديلا مدى الحياة، وتم نقله إلى سجن يقع فى جزيرة روبين، حيث قضى مدة 18 سنة، مُعظمها كانت فى الأشغال الشاقة.
فى سنة 1982 تم نقل نيلسون مانديلا إلى سجن بولسمور وهكذا باتت تُمثل قضية سجن نيلسون مانديلا رمزا للنضال والكفاح فى عيون الرأى العام العالمى. تدهورت حالة مانديلا الصحية كثيرا ولكنه مع ذلك لم يضيع فرصة للتفاوض مع أعضاء الحكومة التى قابلته بالرفض مراراً، حتى كان عام 1988 عندما بدأت جهود المفاوضات تؤتى ثمارها بسبب الضغط على حكومة التميز العنصرى من قبل حركات التسلح الوطنية بزعامة حزب مانديلا، وبسبب ضغوطات كبيرة من المجتمع الدولي، اضطر على إثرها رئيس الحزب الوطنى "دى كليرك" إلى دعوة مانديلا إلى الحوار عام 1989، فتم إطلاق سراح مانديلا وزملائه بدون قيد أو شرط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة