بعد أعوام من الاعتماد على "الذئاب المنفردة" التى منحته القدرة على اجتياز الحدود، وإحراز أهداف مدوية فى شباك أعتى الأجهزة الأمنية، رصدت تقارير أمنية مختلفة لجوء تنظيم "داعش" الإرهابى فى الفترة الحالية لتجنيد الأطفال والمراهقين فى دول أوروبية، مستغلاً عدم وجود قوانين كافية تمكن السلطات من تعقب ومراقبة الأطفال والمراهقين كما هو الحال مع البالغين.
وبحسب ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" فى تقرير لها اليوم الأحد، فإن التنظيم الذى بدأ يعانى مشكلات واضحة وانتكاسات على أرض المعركة فى سوريا والعراق، بدأ منذ فترة اللجوء إلى تجنيد ودس مراهقين فى الدول الغربية، فى وقت يفتقر فيه المسئولين للسلطات القانونية التى تسمح لهم بتعقب الأطفال، مثلما يفعلون فى مراقبة البالغين، وهو ما يخلق تحديًا هائلًا لمكافحة الإرهاب.
وقالت الصحيفة، إن التهديد الذى يمثله داعش يتخذ شكلًا جديدًا، وهو الإرهابيون الأطفال، سواء هؤلاء على اتصال مباشر بداعش أو المتأثرين بالجماعة الإرهابية. حيث يزرع داعش مراهقين فى الغرب، ويطلب منهم البقاء فى بلدانهم، وضرب أهداف بأى أسلحة متاحة مثل السكاكين أو القنابل البداية.
واستشهدت "واشنطن بوست" بواقعة اعتقال فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا بين أربعة أشخاص تم القبض عليهم فى جنوب فرنسا للاشتباه فى تخطيطها عملًا إرهابيًا، بحسب ما أفادت السلطات الفرنسية يوم الجمعة.
وفى تصريحات نقلتها الصحيفة، قال دانيال كوهلر، مدير المعهد الألمانى لدرسات التطرف واجتثاث التطرف، إن كمية الفيديوهات والدعاية الموجهة من داعش إلى الأطفال قد قفزت حقًا فى الأشهر الأخيرة، ولم نشهد أمرًا مثل هذا من قبل، ليس بهذا النطاق وبهذه النوعية.
وفى سبتمبر الماضى، اعتقلت السلطات الألمانية طالب لجوء سورى عمره 16 عامًا كان على صلة بشخص من داعش كان يعلمه كيفية صنع قنبلة.. وفى ديسمبر، اتصل طفل عراقى ألمانى عمره 12 عامًا بشخص من داعش فى الشرق الأوسط، الذى رحب به كأخ، وتواصل معه عبر تطبيق الرسائل المشفرة "تليجرام"، وحثه على محاولة زراعة قنبلة قرب مركز تسوق فى مدينة بغرب ألمانيا، ولم تنفجر القنبلة. ووقع الصبى فى يد داعش، كما يقول المسئولون بعد البحث فى المواقع المتطرفة على الإنترنت. وتم اعتقال شريكه البالغ من العمر 17 عاما لاحقا فى النمسا.
وفى الشهر الماضى، حُكم على فتاة عمرها 15 عامًا، هى ابنة ألمانى تحول إلى الإسلام وأم مغربية، بالسجن ستة سنوات لهجومها على ضابط ألمانى فى هانوفر، وطعنه فى الرقبة بسكين ما تسبب له فى جروح خطيرة، وذلك بعد أن صادقت شخصًا من داعش قام بتوجيهها عن طريقة خدمة الرسائل النصية.
وواصلت الصحيفة عرض أمثلة أخرى من بينها واقعة تورط 10 قصر على الأقل فى خمس مخططات فى الـ12 شهر الماضية، وكان أغلبهم مولود فى ألمانيا.
والأسوأ من ذلك، كما يقول المسئولون، إن مجتمع الاستخبارات غالبًا ما يكون غافلًا عن التهديدات التى يمثلها هؤلاء المراهقين. ويفتقر المسئولون للسلطة القانونية لتعقب الأطفال بالطريقة نفسها التى يراقبون بها البالغين، ما أدى إلى خلق ما تصفه السلطات الألمانية بواحد من أكبر التحديات التى تواجههم فى مكافحة الإرهاب. . وقد حددت أجهزة الاستخبارات 120 قاصرًا على الأقل أصبحوا متطرفين بشكل خطير، وبعضهم لا يمكن مراقبته بشكل مكثف بسبب القوانين التى تحمى الأطفال.
وكانت تعديلات قد أجريت على القانون الألمانى العام الماضى ليسمح بجمع معلومات عن المشتبه بهم الصغار حتى عمر الرابعة عشر، لكن المسئولين يقولون إن هذا السن ليس صغيرًا بما يكفى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة