النجاح "غية"..

رحلة أصغر مترجم فى الوطن العربى من ضعف السمع لترجمة الروايات العالمية

السبت، 11 فبراير 2017 04:00 م
رحلة أصغر مترجم فى الوطن العربى من ضعف السمع لترجمة الروايات العالمية أحمد مجدى
كتبت سلمى الدمرداش - تصوير محمود فخرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ليس من الضرورى أن يظهر الجواب دائمًا من عنوانه، فكثيرًا ما تكون العناوين صادمة وأول السطور مؤلمة لكن الأقدار يمكن أن تجعل النهاية باسمة، وهذا ما حدث مع أحمد مجدى منجود الشاب العشرينى، الذى كُتب عليه أن يكون من ضِعاف السمع فور إتمامه السنة الثانية من عمره، بعدما أصيبت والدته بحمى شديدة أثناء حملها به وأثرت عليه، فارتدى أحمد السماعة لتميزه بين الصغار، وتضعه فى أزمة كبيرة مع اللغة العربية التى لم يستطع التعامل مع نطقها ومن ثم كتابتها، وهى الأزمة التى حولها أحمد بسنوات من الإصرار لنعمة كبيرة نقلته من صفوف ضعاف السمع لصفوف كبار المترجمين للكتب والروايات العالمية الإسبانية على وجه التحديد.

"الأسبانى اللى اختارنى مش انا اللى اختارته"هكذا بدأ أحمد أو "أصغر مترجم فى الوطن العربى" حكايته لـ اليوم السابع عن عمله فى مجال ترجمة الكتب والروايات العالمية الإسبانية إلى العربية بالمركز القومى للترجمة و بعض دور النشر، رحلة طويلة من التعب والإصرار قطعها "أحمد منجود" بصحبة سماعته الصغيرة، يلتقط الكلمات من فوق شفاه ناطقيها، يحفظ حركات الحروف ويحاول ترديدها، يعود مرة أخرى لكتابتها حتى أتقن اللغة العربية ثم الإسبانية أثناء دراسته بكلية الألسن.

أحمد مجدى منجود

أحمد مجدى منجود

أحمد مع روايته

أحمد مع روايته

يحكى أحمد لليوم السابع عن تفاصيل الرحلة قائلاً: "كنت أعانى من أزمة حقيقية فى اللغة العربية، لكن استمرارى 8 سنوات فى القراءة بنهم لأهم وأبرز الأدباء ساعدنى كثيراً، فى الوقت الذى التحقت فيه بكلية الألسن أقدمت على اختيار عدة لغات لكن الأسبانى اختارنى بفعل التنسيق الداخلى، وبسبب ضعف سمعى كنت أحضر المحاضرات دون أن أسمع كلمة واحدة من أساتذتى، مشيرًا إلى إنه لا يسمع الأغانى والأحاديث فى التلفزيون أو الراديو بشكل واضح.

الدكتورة "ياسمين عزمى" معيدة اللغة الإسبانية بكلية الألسن، اسم يذكره "أحمد" جيداً، وصفها "بالعون" أثناء حديثه عن رحلة التعلم، ويتذكر جيداً كيف وقفت بجانبه ليقطع أميال طويلة من رحلة أكثر طولاً.

أحمد مجدى

أحمد مجدى

أحمد يتحدث عن رحلته مع الترجمة

أحمد يتحدث عن رحلته مع الترجمة

لم تكن "ياسمين عزمى" هى الاسم الوحيد الذى يذكره، فعلى غير العادة يذكر أحمد جيداً اسم والدته التى تمثل رموزاً مظلمة فى فصول قصته، لم تكن له أماً داعمة كما اختار أن يصفها، يحكى عنها بنبرة خفيضة لا تخلو من حسرة، "أمى سابتنى وأنا صغير، أنا جعان حنان"، جملة واحدة قاسية كفيلة بسرد ما عاشه "أحمد" من طفولة موجعة، كان له الأب عوناً أكبر من مفهوم الأمومة المشوه بعقله، دفع للقراءة، فاختار له عمالقة الأدباء مثل نجيب محفوظ، ويحكى عنها قائلاً "روايات نجيب محفوظ كانت تسرقنى للحياة بداخلها، اتعايش مع الأحداث فأراها فى أحلامى، وهو ما دفعنى لترك روايته لفترة بعد انتهائى من قراءة "الشيطان يعظ" لأنها عاشت معى فى كوابيسى لفترة لا بأس بها، ثم عدت مرة أخرى لالتهام رواياته بعد فترة.
محررة اليوم السابع مع أحمد

محررة اليوم السابع مع أحمد

وعن عمله بالترجمة قال "لا أريد أن يقول الناس عنى مترجم بل مؤلف، لأنى أستخلص الفكرة من الرواية وأعود لتدوينها مرة أخرى باسلوبى، مشيرًا إلى أن أول كتاب ترجمه كان رواية "مستكشفوا الهاوية" الذى ظل 4 سنوات حتى رأى النور فى يونيو 2015، وأكد أحمد أن تأثره بالأدباء كان بشكل خاص فهو يحفظ لزمات كل كاتب وكذلك أى شخص يعلق فى ذهنه"، وعن روايته الثانية التى حازت شهرة واسعة "الحب فى زمن الكوليرا" قال"الوراية لماركيز وهو أصعب من كتب الإسبانية من جيله، واستغرقت منى الرواية للترجمة 7 شهور و10 أيام، وكنت أتواصل مع بعض الأشخاص فى كولومبيا حتى أعرف منهم بعض المصطلحات العامية الدارجة حتى أتعمق أكثر فى الرواية وأنقلها بنفس الجمال وأشكر الدكتورة"انٌا" الإسبانية التى ساعدتنى كثيرًا، والآن أحلم بأن أتزوج لأنى "جعان حنان" وأوصل للناس"
أحمد يتحدث عن رواية الحب فى زمن الكوليرا

أحمد يتحدث عن رواية الحب فى زمن الكوليرا










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة