بدعوة كريمة من المسئولين عن مكتبة نادى الجزويت الثقافى بالإسكندرية، الباحث أحمد سعد زايد، والقاص محمد عبد العظيم، قمت والدكتور جان ماهر بطرس ـ حفيد عريان يوسف ـ بمناقشة كتاب "مذكرات عريان يوسف سعد، الصادرة عن دار الشروق . البطل عريان يوسف من أبطال ثورة 1919، وفدائيوها المنسيين، فى عام 1919، وبينما كان يوسف وهبة باشا رئيس الوزراء "القبطي" يمر فى شارع سليمان باشا، ألقى عليه طالب الطب "القبطي" عريان يوسف سعد عضو منظمة "اليد السوداء" قنبلتين ولكن يوسف وهبة نجا وحكم على عريان يوسف بالسجن عشرة سنوات أشغال شاقة، وقد اعترف عريان بأنة أراد كقبطى، أن يغتال عميل الاستعمار، حتى لا يتحول الأمر إلى فتنة طائفية بعد أن اغتال الوردانى بطرس غالى الكبير 1910، ويتم تشويه الحركة الوطنية، وتتناول مذكرات أول سجين سياسى مصرى فى العصر الحديث، تاريخ ثورة 1919، من رؤية أحد أبطالها، وتلقى المذكرات الضوء على أحداث جمهورية زفتى المستقلة، كما تسرد المذكرات صفحات حول منظمة "اليد السوداء"، والتى كانت تستهدف قتل جنود وضباط الاحتلال البريطانى، والتى كان يقودها أحد أبرز أبطال ثورة 1919 عبد الرحمن فهمى، يتضمن الكتاب خطة الاغتيال والأسباب ويوميات السجن فى سلاسة وإثارة .
تحدث الدكتور جان ماهر عن طفولة عريان كابن لأسرة من كبار الملاك، وكيف تطوع للمنظمة من أجل اغتيال يوسف وهبة، ودوره فى جمهورية زفتى وقطع السكك الحديدية حتى لا يستطيع الجيش البريطانى القدوم إلى المدينة، ووصف الدكتور جان عريان الرياضى وكيف شعر مرة أن المخبرين يتتبعوه فسار بهم من مصر الجديدة إلى الهرم، وبعدها تعب المخبرون وذهبوا إليه يسألوه: "عريان أفندى هل هنرجع مشى؟" فطمأنهم قائلا: "لا سنركب الترام" .
وأضاف أنه حينما شعر بأن التدخين يضايقه ألقى بالسجاير جانبا وسار من القاهرة وحتى الإسكندرية، ورغم ذلك كان إنسان رقيقا، ووصف الدكتور جان كيف بكى عريان فى السجن حينما وصفة أحد السجانين بأنه "يشحت السجاير"، وتوقف الدكتور جان أمام الدروس التى استفادتها الأسرة من بطولة عريان، منهم من دخل القوات الجوية وتدرج وقاتل وحصل على أرفع الأوسمة، وكيف اقتدى جان بجده وشارك فى ثورة 25 يناير، واعتبر أن ذلك من أنبل ما قام به فى حياته .
ومن جانبه قال مصطفى إبراهيم طلعت المحامى ـ ابن أحد قادة الوفد القديم ـ مؤكدا أن عريان يوسف كان صديقا لوالده وأفاض فى بطولته وذكريات أبطال منسيين فى ثورة 1919 خاصة القمص سرجيوس خطيب الثورة من على منبر الأزهر الشريف وامتد حديثه إلى دور الأقباط فى الحركة الوطنية من ويصا واصف محطم السلاسل، وكيف بعد وفاته هتف المصريون فى جنازته: "اشكى الظلم لسعد يا ويصا"، وسينوت حنا الذى تلقى السونكى فى ذراعه ليفدى مصطفى النحاس فى مظاهرة بالمنصورة وتوفى بسبب تلك الإصابة، وصولا لعريان يوسف سعد، وتطرق العميد طارق وصفى إلى بطولات أحمد ماهر والنقراشى قبل أن يصلا إلى الوزارة، وعاد الدكتور جان وأنصف سعد باشا زغلول، مؤكدا أن جده أخبره أن ويصا واصف تحدث عن البطل عريان أمام سعد باشا فقام زعيم الأمة بإصدار قرار بالعفو عنه وسأله إن كان يريد أن يعود لكلية الطب مرة أخرى فرفض عريان، وأكمل الدكتور جان أن عريان عين بعدها موظفا فى مجلس الشيوخ، وبعد حرب فلسطين عين فى مكتب الجامعة العربية لمقاطعة إسرائيل بدمشق، وتعددت المداخلات والتعليقات، واتسعت القاعة الصغيرة لما يقارب مائة عام من النضال المصرى، واستطرد حفيده جان مشيرا إلى أن عريان أول من أدخل رياضة اليوجا وله ترجمات عديدة، وتوقف الحضور أمام ضرورة توثيق سيرة أبطال الثورات المصرية من 1919 وحتى 25 يناير 2011. انتهى اللقاء ولكن التساؤل الأكبر هل يعرف أبناء الأجيال الحديثة تلك السير العطرة لأبطال ضحوا بكل غالى من أجل مصر القادمة من أعماق الجرح وأحلام الشعراء العشاق .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة