بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، يلوح فى الأفق تساؤل: هل يزور الأقباط القدس هذا العام؟.. وقبل الإجابة على هذا التساؤل يجب علينا أن نناشد أقباط مصر والعالم بعدم الذهاب إلى القدس، رغم أننا نعلم أن الزيارة تمثل حلمًا لكل قبطى ولكن مصلحة الوطن أهم الأحلام والآمال، ففى أعقاب نكسة 1967 اتخذ البابا كيرلس السادس قراره الشخصى بعدم زيارة القدس ولكنه لم يفرضه على المسيحيين، ولكن البابا الراحل شنودة الثالث اتخذ هذا القرار من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفرضه على الأقباط.
منع البابا الراحل شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية، الأقباط من زيارة القدس، لأنه كان يرى أنه فى حالة ذهاب الأقباط للقدس سيشجعون السياحة الإسرائيلية، مما يدر دخلاً كبير لدولة الاحتلال الإسرائيلى، فضلاً عن كون الأمر اعترافًا بسيطرة إسرائيل على القدس، حيث قال البابا: "إن مصر أيضًا بلد مقدس ووقتها تم اتخاذ القرار بالإجماع فى المجمع المقدس بعدم الزيارة".
فى السنتين الأخيرتين أصبحت قضية ذهاب الأقباط لزيارة القدس المحتلة أمرا يثير الكثير من الجدل بين مؤيد ومعارض، نظرًا لأن إسرائيل هى الكاسب الأساسى والوحيد مادياً وسياحياً من تلك الزيارات بالإضافة لمكسبها السياسى فى التطبيع الذى تأمل له منذ حرب 1973 ورفضته الكنيسة والبابا شنودة.
عدد الأقباط المصريين المسافرين لأداء الحج كل لعام يبلغ نحو 6 آلاف قبطى والنسبة فى تزيد عام عن الآخر، وتبلغ مدة برنامج الزيارة ما بين أسبوع و10 أيام.
وبعد القرار الظالم والمخالف لكل الأعراف والمواثيق الدولية الذى اتخذه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، يجب إعادة النظر فى السماح للأقباط بزيارة القدس من عدة أوجه سياسية واقتصادية، حيث إن قرار زيارة القدس هو قرار وطنى بصبغة دينية، والسماح به أو رفضه لا يؤثر عقيدياً على المسيحيين.
ونود أن نشير إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية لها مواقفها النبيلة، ولكنها تخلت عن مواقف الراحل البابا شنودة ومتسامحة حول سفر الأقباط إلى القدس والذى يمثل خطرا على المصلحة الوطنية، وتعطى لإسرائيل أشياء لم تكن تحلم، حيث إن مثل هذه الزيارات الرسمية تشكل خطرًا على تآكل جدار مقاومة التطبيع، ولا نتمنى أن يكونوا الأقباط طرفا فى هذه المعادلة.
وختامًا، يجب أن نعرف أن مقاطعاتنا لرحلات الحج إلى القدس ستؤثر بالسلب على الاقتصاد الإسرائيلى، كما سنكون أول بلد يأخذ هذا القرار بشكل قاطع دون مواربة، ويمكن أن تحذو حذونا الدول العربية والغربية، حيث إن المقاطعة يمكن أن تكون ردا شعبيا من جانب مسحيى العالم ضد ما فعلته الإدارة الأمريكية، ولابد أن نتكاتف مع بعضنا كنيسة وشعب للوقوف على مبدأ واحد كرسه البابوات السابقون على العصور الممتدة ونثبت للعالم أجمع أننا وطنون من الدرجة الأولى وانتماؤنا لوطننا العربى أقوى انتماء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة