قال القيادى الفلسطينى محمد دحلان، إن الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل نهاية مرحلة سياسية، وبداية معركة وطنية ودبلوماسية وقانونية لا ينبغى لها أن تخبو أو تتوقف قبل إسقاط هذا القرار الأمريكى بكل مفاعيله ومترتباته، لأنه قرار يهدر القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية، وقبل ذلك هو انتهاك صاخب لحقوق الفلسطينيين العادلة ولأسس ومرجعيات عملية السلام.
وأكد دحلان فى بيان صحفى نشره عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، اليوم الأربعاء، أن تيار الإصلاح الديمقراطى فى حركة فتح يرى بأن الرد الملائم بحده الأدنى يجب أن يكون أولا بامتناع الجميع عن كل أنواع التراشق السياسى والإعلامى فورا، اعلان الجانب الأمريكى كطرف منحاز لا يصلح أن يكون وسيط سلام، ورفض واضح لما تعده الإدارة الأمريكية مسبقا ما لم تتراجع عن قرارها، فبعد هذا القرار لم يعد هناك ما يمكن التفاوض عليه، وما بدأ بخديعة فى القدس سينتهى بمثلها فى كل شىء.
ودعا دحلان الذى يقود التيار الإصلاحى لإلغاء وتصفية كل أشكال التنسيق الفلسطينى الإسرائيلى الأمريكى وخاصة التنسيق الأمنى، والدعوة لاجتماع يضم كل قادة العمل الوطنى الفلسطينى دون استثناء ويعقد فى الخارج لبحث إعلان إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية تعتمد الكفاءات معيارا، والانسحاب من مسار التفاوض العبثى واللانهائى مع اسرائيل خاصة بعد انهيار مبدأ عدم المساس بقضايا الحل الدائم وخاصة القدس قبل التوصل إلى الاتفاق النهائى، إعادة النظر فى وثيقة الاعتراف المتبادل بهدف إلغائها، العودة فورا إلى برنامج الإجماع الوطنى وعلى أساس وثيقة إعلان الاستقلال الوطنى، عقد المجلس الوطنى الفلسطينى فى الخارج بغضون 90 يوما من أجل تجديد وإنعاش المؤسسة الأم، واستنهاض كل المؤسسات العربية والإسلامية والدولية، والدعوة لعقد قمة عربية وإسلامية طارئة ولعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف دحلان: "لا مجال أمام كارثة وطنية خطيرة بهذا الحجم أن تبقى الأمور وتستمر على ما كانت عليها قبل صدور هذا القرار الأمريكى المعادى، فلولا الواقع الفلسطينى البائس وفقر الحنكة والشجاعة لدى القيادة الفلسطينية المتنفذة والمتفردة لما تجرأت واشنطن على اتخاذ مثل هذه الخطوة، ولولا الانقسام الوطنى الفلسطينى لما أنفضت من حولنا دول العالم العربى والإسلامى مكتفية ببيانات التنديد والاستنكار الباهتة.
ودعا دحلان للوحدة من أجل القدس والالتفات وبقوة حول قضية القدس، مضيفا "فإن لم تدوى صرخة القدس فى بيتنا، فلن يسمعنا الجيران والأهل جيداً."
ودعا دحلان الكل الفلسطينى إلى اعتماد أجندة وطنية مختلفة وبرؤية نضالية فلسطينية جديدة تتخطى الذات أن أرد الفلسطينيين فعلا إنقاذ ما تبقى من كرامتهم وعزتهم من أجل القدس.
وشدد دحلان على أن الرد العملى الفعّال لن يكون بالخطب والبيانات السياسية، ولا بتحريك الجموع فى إطار زمنى مؤقت، بل من خلال أجندة وطنية جادة ومتفق عليها بين كل قوى الشعب الفلسطينى، وليس من باب مصادرة حق الجميع فى اقتراح أسس الاتفاق والتوافق بل من أجل فتح وإثراء الحوار الوطنى.
واختتم دحلان بيانه قائلا: "مرة أخرى أكرر وأقول أن لم توحدنا القدس فلن نتحد أبدا، فلا ينبغى أن نخذل شعبنا العظيم وهو الذى لم يبخل يوما فى الفداء والصبر والعطاء، ومن يتخاذل فى هذه المواجهة من أجل القدس، فلن يجد لنفسه سطرا محترما وكريما بتاريخ شعبنا."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة