عفوا لقد نفذ رصيدكم.. مرضى السرطان بين آلام المرض ومعاناة الحصول على العلاج.."ميرفت" أصيبت بسرطان الثدى وتبحث عن المال بعد انتهاء مخصصات علاجها على نفقة الدولة.. و"صباح" انضمت لتجربة دواء جديد للحصول عليه مجانا

الأربعاء، 06 ديسمبر 2017 06:00 ص
عفوا لقد نفذ رصيدكم.. مرضى السرطان بين آلام المرض ومعاناة الحصول على العلاج.."ميرفت" أصيبت بسرطان الثدى وتبحث عن المال بعد انتهاء مخصصات علاجها على نفقة الدولة.. و"صباح" انضمت لتجربة دواء جديد للحصول عليه مجانا مشاكل مرضى السرطان .. العلاج والعمل
كتبت أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استوقفتنى نظراتها الحزينة، وضعفها، وسنها الذى يجعلك تتعاطف معها بكل ما تملكه تجاهها، لم تستطع الوقوف على قدميها، وجدتها تتوكأ على عصا، تتحدث بصعوبة، ودموعها تسيل على وجهها، يقارب سنها الــ 60 عاما، قلبها ينبض من التعب لم تستطع أن تلملم الكلمات لكى تعبر عن حالتها المرضية، لا يؤلمها المرض بقدر ما يؤلمها شدة الحاجة إلى جمع المال لعلاجها تحملت هم جمع المال ليس لإعاشتها، ولكن لإيجاد جلسة كيماوى لعلاجها لكى تستطيع أن تحيا من أجل رعاية ابنائها، بدلا من أن تتوفى وتتركهم بمفردهم.

 

ميرفت انتشر السرطان فى العظام والكبد ونفذ رصيدها

هكذا وجدتها ميرفت الوكيل مريضة سرطان من 5 سنوات، والتى لم يكن لها أحد يتولى علاجها، استوقفتنى حالتها لمعرفة قصتها والتى تتشابه مع كثير من المرضى الذين لا يجدون ثمن علاجهم الذى لا يقدر على تحمله أى أسرة فى مصر.

 

أصبحت خارج الصندوق

قالت ميرفت الوكيل أنا مصابة بسرطان فى الثدى منذ 5 سنوات وأخذت علاج كيماوى، واشعاعى ثم بعد ذلك انتشر فى العظام، والكبد، مضيفة: "أخذت جميع أنواع العلاج على نفقة الدولة، وأنا حاليا "خارج الصندوق " فانا لم استكمل علاجى، فمطلوب منى أن آخذ الكيماوى على حسابى بحوالى 20 ألف جنية فى الجرعة شهريا، وأنا "خارج الصندوق" معناها أننى أصبحت خارج الحياة، وحاولت صديقتى أن تساعدنى، وقامت بجمع حوالى ثمن جرعتين فقط، ولا أعرف هل سأكمل علاجى أم لا، ورغم أن عندى أولاد، وليس لدى تامين صحى، لأننى لا أعمل، وزوجى لم يكن موظفًا، وهو يعانى من الشلل الرعاش أيضا ويجلس فى المنزل ويحتاج إلى علاج.

 

تأخرت فى العلاج لمدة 4 شهور لأجمع ثمن جرعة الكيماوى

وقالت أريد من الدولة أن تنظر للناس التى لا تجد علاج لها، وأنا من 4 شهور كان مفروض أصرف العلاج الكيماوى، ولم اصرفه بعد لأنه على نفقتى الخاصة، والسرطان بدا ينتشر فى الكبد كله، وانتشر فى العظام، فى الحوض، والأكتاف، والحوض، والمفاصل ونفسى أكمل العلاج، وقالوا أن علاجى غير موجود فى معهد الأورام وهو علاج موجه، وأنا انهيت جميع أنواع الكيماوى على نفقة الدولة، مضيفة أن الدولة تصرف العلاج كل جلسة بجلستها، ونفسى أكمل علاجى.

 

وأضافت أننى أخذت علاجا تلطيفيا لتخفيف حده الآلام التى أعانى منها، ولكن أوقفته لأنه سبب لى مضاعفات فى الفك.

 

صباح دخلت فى تجربة على علاج جديد لعلاجها بالمجان

من جانبها قالت صباح الضو، مريضة بسرطان الثدى، وانتشر فى الرئة والمخ، استطعت أن أدخل فى دراسة اكلينيكية لتجربة أحد العلاجات على بدلا من أنتظر الموت، وبدلا من مد يدى للمساعدة من أجل العلاج.

 

علاجى تكلف 8 مليون دولار

وتحكى قصتها قائلة " فى عام 2010 حدث لى حادث فى الثدى الأيمن، وعندما ذهبت للطبيب نتج عن الحادث تهتك فى الغدد اللبنية، وتعرضت للنزيف من الثدى، وأخذت علاجات كثيرة، وأصبت "بخراريج" فى الثدى، ولأنى خشيت من الذهاب لفتح الثدى، لم أوافق على أخذ عينة، وقمت باستئصال الغدد الليمفاوية، وعددها حوالى 17 غدة، بعدها بسنة بدأت تحدث لى بعض المضاعفات، وبدأت" أكح "، وتم علاجى، وأخذت علاجا كيميائيا، واشعاعيا، بعدها ذهبت للطبيب، وقال لى اعملى أشعة، وظهر فى الأشعة أن السرطان انتشر فى الرئة، ثم انتشر فى المخ، وأحد الأشخاص دلنى للذهاب لأحد الجهات، وقالوا سوف نجرب عليك بعض العلاجات الموجهة، وتم إبرام عقد بينى، وبين إحدى الشركات المنتجة للعقار الجديد، وقرأت العقد، ووافقت عليه.

 

وأضافت أنه عند اجراء فحص شامل ظهر أن السرطان انتشر فى فقرتين فى الرقبة، والمخ، والرئة قبل تناول العلاج.

 

بأرقص الزومبا والعب مع القطة بعد تناولى العلاج

وأوضحت أنه كنت فى مرحلة متأخرة، وأخذت أول جرعة، وكان أحدث حاجة، وأخذت العلاج وأول جلسة شعرت بالتحسن، والآثار الجانبية لم تظهر على، وأخذت ثانى جلسة، وفى ثالث جلسة، أظهرت أننى شفيت من السرطان تماما، ولم يظهر عندى أى مضاعفات من العلاج، ، فأنا كنت "بارقص زومبا وألعب مع القطة"، وجاءت صحفية قالت أن أنا بموت، ازاى بموت، وأنا بألعب مع القطة، وبأرقص زومبا، مضيفة "هذا العلاج جعلنى زى الفل".

 

دعيت ربنا واستجاب لدعائى

وقالت ربنا استجاب لدعائى فأنا صليت، ودعيت ربنا ودعيت بان نفسى أعيش علشان أشوف بلدى حلوة، وان ربنا يدينى عمر أشوف بلدى مليانة خير، وأشوف بلدى جميلة، وبيوت المصريين مليانة خير رغم الواقع الذى نعيش فيه، ولكن أنا عندى شعور أن مصر ستكون أفضل بلد فى العالم، موضحة أننى تم شفائى من جميع السرطانات الموجودة فى جسمى، بعد أن أخذت علاج موجه.

 

وقالت: "بدأت مشوار العلاج بالتوقيع عام 2013 على العقد بينى وبين الشركة وكانت هذه بداية الاجراءات، وبدأت العلاج فى عام 2014، ولازلت آخذ العلاج، موضحة أن لدى استعداد جينى، واحمل مستقبلات "الهير 2"، ولدى قابلية كبيرة للإصابة بالسرطان، ، وعندما اخبرنى الطبيب أننى سآخذ العلاج طوال عمرى فرحت، لأننى أتناوله كل 3 أسابيع بالوريد، والشركة تتحمل كل التكلفة، وهو غالى جدا، حيث أن علاجى كله كلف الشركة 8 مليون دولار ككورس علاجى كامل، واستمروا معايا لأن حالتى "عاوزه كده".

 

الطرد من العمل بسبب مرض السرطان

وأضافت: "أشجع المرضى الذين يعانون من سرطان متقدم، وحالتهم متقدمة، أن يوافقوا فى الدخول فى الدراسات، لكى يقوموا بتجربته عليهم باستخدام الأدوية الجديدة، فلماذا نقف ولا نتحرك لإيجاد أى وسيلة للعلاج، فممكن أن يكون العلاج جيد ويؤدى إلى شفائهم، ويحدث تحسن فى العلاج".

 

أما "سمر" فهى مدربة مدربة سباحة وعند إصابتها بالسرطان وبعد رجوعها من العملية طلبت منها مديرتها أن تسبح 400 متر فى 10 دقايق، وإلا سيكون هناك عواقب لها تصل إلى حد الطرد، ولم تستطع سمر الاستغناء عن العمل من أجل التأمين الصحى الذى يغطى مصروفات الجلسات الكيماوية التى تصل إلى 40 ألف جنية كل 21 يوم، فقامت بعمل ما طلبته منها المديرة ولكن أدى ذلك إلى أصابتهالبمشاكل عديدة ومضاعفات صحية.

 

وطالبت أن يكون مرضى سرطان الثدى الانتشارى تحت مظلة قانون الـ 5% الخاص بالمعاقين، لأنه بتلك الطريقة سيوفر لها مرتب ثابت كل شهر بالإضافة للتأمين الصحى.

 

سرطان الثدى الانتشارى يمثل 15% من الحالات

من جانبه، قال الدكتور محمد شعلان استاذ جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام، رئيس الجمعية المصرية لمكافحة سرطان الثدى، أن سرطان الثدى الانتشارى يشكل حوالى 15% من الحالات، موضحا أن جزء كبير من المرضى الذين يتم علاجهم يمكن أن يرتد إليهم المرض مرة أخرى، ويتم تصنيفه على أنه سرطان الثدى الانتشارى، مؤكدا أن هناك مجموعة كبيرة لا يستهان بها من المرضى يعانون من سرطان الثدى الانتشارى، ولكن لم نكن نتحدث عن هذا الجزء الهام، والذى يحتاج إلى اهتمام أكبر، لأن سرطان الثدى الانتشارى طريقة علاجه مكلف وباهظ الثمن، ومعقد وصعب، والمريض يكون فى هذه المرحلة مجهد نتيجة انتشار الورم فى مكان غير الثدى.

 

وأوضح أن المريض يكون ذو طبيعة خاصة، وبالتالى لابد أن يكون الأطباء لديهم دراية بطريقة التعامل معه، حيث يكون المريض هش جدا، وللأسف هذا لا يتوافر نتيجة زيادة اعداد المرضى مع الزحام، والأعداد الكبيرة من المرضى، موضحا أن الكثير من مرضى السرطان لا يتوافر العلاج لهم، والبعض الآخر لا يتم توفير العلاج لهم، ويتم فصلهم بسبب حالتهم الصحية.

 

مشاكل تواجه مرضى السرطان

وقال أن من أهم المشاكل التى يعانى منها مريض السرطان أيضا عدم توافر العلاج التلطيفى فى مصر، مضيفا أن مصر أقل دول العالم استعمالا للمسكنات لعلاج الألم فى السرطان، حيث أنه يتم استخدام المورفين، والترامادول، وللأسف لأن هناك من يسيء استخدام هذه المواد فهناك قيود عالية جدا فى صرفها، والمريض يتم حرمانه من الاستفادة من هذه الأدوية رغم أنه فى أشد الحاجة اليها فى حالات الأورام المتقدمة.

 

وأشار إلى أن مصر من أقل دول العالم فى استخدام المسكنات للمرضى، والموضوع معقد، وذلك لأن الأسعار الرسمية التى تباع بها هذه المسكنات، أسعار قليلة جدا، والمدمنين يحصلوا عليها بأسعار مختلفة حيث يتم المتاجرة فيها، ولكن يجب أن لا نحرم المرضى منها لأن العلاج التلطيفى وعلاج الألم يعتبر جزء أساسى فى العلاج.

 

الأدوية المناعية والموجهة يتم توفرها الدولة

وأكد الدكتور محمد شعلان، أن هناك مرضى كثيرين لا يعلمون أن الدولة توفر العلاجات الكيميائية، والموجهة، والذى يوفر مئات الألوف من الجنيهات للمرضى، وهناك قانون اسمه المرأة المعيلة، وهناك طرق كثيرة لحصول المريضة على العلاجات من خلال التأمين الصحى التى لا تستطيع الحصول عليه، مضيفا " بصراحة أنا معجب جدا أن وزارة الصحة توفر العلاج المناعى الغالى جدا بالمجان، ولكن الناس لا تعلم أن الدولة تقوم بتوفير العلاج الموجه والمناعى، بدون أى مقابل، ونطالب بان يتم نشر بروتوكولات العلاج على موقع وزارة الصحة، وأن نقوم بتسهيل دائرة الاجراءات التى يمر عليها المريض لإنهاء اجراءاته حتى تكون سهلة وبسيطة على المريض، وأن يكون هناك ميكنة تسهل الاجراءات.

 

وشدد على تشجع الأبحاث لأن جميع الأدوية الجديدة لابد أن تمر بأبحاث، وفى الحالات المتقدمة التى لا تأتى بنتيجة على المرضى أن يدخلوا فى تجارب وأبحاث اكلينيكية، وإجراء التجارب السريرية عليهم.

 

سرطان الثدى الانتشارى لا يحدث الا بعد 10 إلى 12 سنة

وأوضحت الدكتورة نادية زخارى وزير البحث العلمى الأسبق، أن سرطان الثدى الانتشارى يحدث خلال من 10 إلى 12 سنة، ولذلك نستفيد من الأدوية الموجودة حاليا، وجميع الأورام يمكن علاجها، مضيفة أن أكثر التجارب التى أجريت فى العالم على سرطان الثدى، تم اجراءها فى الولايات المتحدة الأمريكية.

 

يجب معاملة مرضى السرطان على انهم مرضى مزمنين

من جانبها، أكدت الدكتورة فاطمة محمد عمر مدير عام الادارة العامة لعلاقات العمل بوزارة القومى العاملة، أن مرضى السرطان لا ينتمون إلى الـ 5% الخاصة بتشغيل المعاقين، وإنما مرضى السرطان يندرجون تحت مسمى المرضى المزمنين، ولابد من مراعاة حالتهم الصحية، وعلاجهم من خلال التأمين الصحى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة