- «التجمع» حزب محكوم بالإسلاميين وخلطته أتت بفكر غامض.. والفكر المستنير فى «الوفد» «وهم» بدليل أنهم طردوا مكرم عبيد وجاءوا بفؤاد سراج الدين المتحالف مع الإخوان قبل ثورة يوليو وبعدها
-الإرهابيون يحصلون على تسهيلات من المجتمع لأن الإرهاب موجود فى بيوتنا.. ولدينا أصولية أرثوذكسية تتماثل مع الأصولية الإسلامية فى عدائها للغرب وذبح هيباتيا لا يختلف عن تكفير الغزالى للفلاسفة
- «القاعدة» و«داعش» والجماعات الإسلامية كلها فروع للإخوان وتعدد التسميات من باب التضليل
- الإخوان اغتالوا السادات بسبب رفضه للخلافة الإسلامية وليس من أجل «كامب ديفيد»
بين إعدام سقراط فى القرن الرابع قبل الميلاد، ومقتل هيباتيا فى القرن الرابع ميلاديا، وتكفير أبوحامد الغزالى للفلاسفة فى القرن الـ11، واضطهاد ابن رشد فى القرن الـ12، وهيمنة ابن تيمية على العقل الإسلامى منذ القرن الـ13، يأخذنا الفيلسوف المصرى مراد وهبة، خلال هذا الحوار فى رحلة للبحث عن الأصولية التى يعتبرها عدوا حرم المجتمع من أن تكون الفلسفة فى خدمته، بينما يقف هو على أعتاب الـ90 من عمره، وتنطلق منه الأفكار فى انسيابية وهدوء، بحثا عن أصل الداء.
أين الفلسفة من واقعنا العملى؟
- الفلسفة مطاردة فى العالم العربى، لدينا أساتذة يدرسون فقط الفلسفة كمادة، أما كفكر، أو كرسالة فهذا غير وارد، وبالتالى يصبح المناخ الثقافى مهيأ لأى أفكار مدمرة، لأنها لا تجد مواجهة.
هل الفلسفة هى مواجهة الأفكار المدمرة؟
- منذ نشأتها وهى تواجه الأفكار المدمرة، سقراط فى القرن الرابع قبل الميلاد هاجم الأفكار المتخلفة واتهم بأنه ينكر الآلهة ويفسد عقول الشباب، وحكم عليه بالإعدام، وخيروه قبل تنفيذ الحكم: إما أن تتوقف عن التفلسف وفى هذه الحالة أنت برىء، وإذا عاندت فسيتم إعدامك، فاختار الإعدام وأعدم، ونتج عن ذلك رعب بين الفلاسفة، أفلاطون ترك أثينا وهاجر مدة حوالى 11 عاما، وعندما عاد أسس مبنى اسمه «الأكاديميا» وكتب عليه «لا يدخل هنا إلا كل عالم بالهندسة»، فكان أن عزل الفلسفة عن رجل الشارع، وهذه هى القضية التى تشغلنى، فمنذ سقراط الذى كان يحاور رجل الشارع فى الأسواق والفلسفة منعزلة عن الشارع.
ماذا فعلت لكى تصل بالفلسفة إلى رجل الشارع؟
- عام 1984 عقدت مؤتمرا دوليا بعنوان «الفلسفة ورجل الشارع» ودعوت له الفلاسفة من مختلف دول العالم، لكى نناقش لأول مرة العلاقة بين الفلسفة ورجل الشارع، وتعرضت وقتها لهجوم عنيف فى وسائل الإعلام، أعتقد أن الإخوان كانوا هم من يقفون وراءه حتى تظل الساحة مفتوحة لهم.
هل الأصولية الدينية عدو للفلسفة؟
- الأصولية فى أى دين هى العدو الرئيسى للفلسفة، لأن الأصولية الدينية تبطل إعمال العقل فى النص الدينى، وتأخذ النص الدينى كما هو فى معناه الحسى، وهو ما يلغى العقل ويهبط به إلى مستوى الحس، وهذا ما فعله ابن تيمية فى الأصولية الإسلامية لدرجة أنه قال: «إن إعمال عقل فى النص الدينى بمعنى التأويل هو بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار»، وهيمن ابن تيمية على العالم الإسلامى منذ القرن الـ13 حتى الآن.
لماذا لم تحقق أفكار ابن رشد نفس تأثير أفكار ابن تيمية؟
- ابن رشد كان فى القرن الـ12، لكنه اضطهد ولم ينتشر، ولم يؤخذ بفكره، لأن فى القرن الـ11 كان أبوحامد الغزالى قد أصدر كتابه «تهافت الفلاسفة» حيث يقول فى الفقرة الأولى منه «الفلاسفة المسلمون كفار لأنهم تأثروا بالفلسفة اليونانية الوثنية مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو»، وفى ثنايا الكتاب دمر القضايا الأساسية عند الفلاسفة المسلمين نقدًا، وفى آخر الكتاب سئل فى الحوار المصطنع الذى أقامه طوال الكتاب: «أنت كفرت الفلاسفة فهل نقتلهم؟» فقال: «تكفيرهم بالطبع» وصمت وتولى الآخرون عملية القتل.
هل الأزمة فى ابن تيمية نفسه أم فى الآخرين الذين بنوا على أفكاره؟
- فى القرن الـ18 ظهرت الوهابية فى شبه الجزيرة العربية، ومحمد ابن عبدالوهاب كل أفكاره هى أفكار ابن تيمية، وفى القرن الـ20 ظهرت «الإخوان» وهم يدينون بفكر ابن تيمية، إذن هناك صلة وعلاقة عضوية بين الوهابية والإخوان بداية من القرن الـ18 حتى القرن الـ20.
وفى القرن الـ21 ظهرت «القاعدة» و«داعش» وغيرهما..؟
- كل هؤلاء فروع من الإخوان، وتعدد التسميات من باب التضليل.
ولماذا لم تتغلب عليها الحركة التنويرية المصرية التى كانت موجودة فى بدايات القرن الـ20؟
- الحركة التنويرية وهم، كان لدينا أفراد تنويريون، لكن حركة، أو تيار لا.. أتذكر مثلا فى عام 1980 أننى عندما كنت عضوا فى هيئة تحرير مجلة الطليعة وقررنا أن نعقد مؤتمرا عن التنوير فى العالم العربى، لم نجد دولة عربية توافق على استضافة المؤتمر بما فيها مصر، فاضطررنا إلى عقده فى باريس، وهذا أمر لا يستقيم مع العقل، أن تعقد مؤتمرا فى باريس لكى تروج للتنوير العربى، وهذا يدل على تغلغل الإخوان والوهابية فى كل مؤسسات الدول العربية.
كيف تسلل الإخوان إلى مؤسسات الدولة فى مصر رغم أنهم اصطدموا مع السلطة أكثر من مرة وكانت تقف منهم موقف العداء وعلى رأسها سلطة ثورة يوليو؟
- عبدالناصر قبل أن يقوم بالثورة بحوالى أسبوعين التقى بالهضيبى، المرشد العام للإخوان آنذاك، وقال له إن الجيش بصدد التجهيز للثورة، فقال الهضيبى إنه ينصحه بالتريث، لأنهم، أى الإخوان، فى ظرف 5 سنوات سيكونون قد استولوا على التعليم، وفى هذه الحالة سيصلون للسلطة بهدوء وبدون إزعاج، فقال له عبدالناصر: «احنا مستعجلين على الثورة، وأعدك عندما نصل إلى السلطة فسوف ننفذ أفكار ومبادئ الإخوان»، وبالفعل جاء عبدالناصر بكمال الدين حسين وزيرا للتربية والتعليم وهو من أقطاب الإخوان، فأصدر قرارا بإلغاء الفلسفة، وأتذكر أننى قمت بحملة ضده فى جريدة وطنى وشاركنى فيها زكى نجيب محمود، ويوسف مراد، وعثمان أمين، فأصدر عبدالناصر قرارا بإلغاء قرار كمال الدين حسين، وبعدها أصدر الأخير قرارا بإلغاء قسم الفلسفة الذى كنت أعمل مدرسا به انتقاما من هذه الحملة، وفى النهاية اكتشف جمال عبدالناصر عام 1969 أن التعليم «خرابة» وطلب منى عن طريق الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين أن نقوم بحملة لتطوير التعليم فى مجلة المصور، وبعدها عيننى عبدالناصر قبل وفاته بـ6 أشهر مستشارا سريا لشؤون التعليم، وكان لى مكتب بالقصر الجمهورى، لكنى لم أكن ألتقى بأحد.
تقصد أن الإخوان تسللوا لمؤسسات الدولة من خلال التعليم فى عهد عبدالناصر؟
- صحيح، فإذا سيطرت على التعليم تسيطر على البلد بالكامل.نجل كمال الدين حسين نفى كل هذه الاتهامات من قبل؟
- أعذره لأنه ابنه ومن حقه أن يدافع عن والده، لكنى وثقت كل هذه الوقائع فى كتابى «مسار فكر» وطبعته الهيئة العامة للكتاب، وأرجو من ابن «الصاغ» كمال الدين حسين أن يطلع على هذا الكتاب.
كيف واصل الإخوان التسلل داخل مؤسسات الدولة؟
- السادات تبنى أفكارهم بالكامل، وحرضهم ضد الناصريين واليساريين، لكنهم اغتالوه فى النهاية لأنه رفض الخلافة الإسلامية وليس بسبب معاهدة كامب ديفيد، فلا مانع لديهم من إقامة معاهدة مع إسرائيل فى إطار الخلافة الإسلامية، والدليل أن محمد مرسى تجاوب مع إسرائيل.لماذا تحيل كثيرا من المشاكل إلى الإخوان؟
- بحكم وجودى على الساحة الدولية اكتشفت أن «الإخوان» متغلغلة فى جميع مؤسسات دول العالم، والعالم كله الآن متورط و«مش عارف يحل المسألة»، سكان كوكب الأرض فى مأزق الآن، أصبح لدينا إرهاب كوكبى نتيجة فكر الإخوان وابن تيمية، ولابد من فكر كوكبى آخر لمواجهته.
هل تعرف الأحزاب فى مصر الفلسفة؟
- تأسيس أى حزب سياسى بدون فلسفة عبث، والأحزاب لدينا ورق بسبب غياب الفلاسفة.ومن الذى غيبهم؟
- المناخ العام معادٍ للفلسفة، أنا فُصلت عام 1980 من الجامعة وقالوا عنى أخطر أستاذ فى الجامعات المصرية، وعام 1997 طلب منى رئيس الجامعة التوقف عن التدريس وقال لى: «العيال بيشتكوا ومبيناموش وهذا يهدد الأمن القومى».
هل يمكن أن تقوم للإخوان قائمة مرة أخرى فى مصر؟
- مادام الجيش قويا والشرطة قوية فمن الصعب وصولهم إلى الحكم.وهل الجيش والشرطة فقط من يتصدى للإخوان؟
- لا قطعًا هذا نهج ناقص، فمن دون فكر ستكون هناك ضحايا، لأن الإرهابيين يحصلون على تسهيلات.
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام
.... كلام صحيح لايصدر الا من رجل عظيم ....
... اعطاك الله الصحة والعافية وطول العمر لكي نستزيد من علمك من كل مناحي الحياة خصوصا افلسفة لانها شريان الحياة الحقيقي والتي توصلك الى كل مدارك الحياة ومعرفة البشر على حقيقتهم ......ز