طالبت حركة فتح، الأحزاب والحكومات الصديقة فى الاتحاد الأوروبى، بالنهوض بموقف فاعل وعاجل ضد أى توجه من الولايات المتحدة الأمريكية لتغيير سياستها نحو القدس، وما يظهر من توجه لنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس عاصمة دولة فلسطين.
وقال المتحدث باسم حركة فتح جمال نزال فى بيان صادر عن مفوضية الإعلام: "إن تغيير سياسة الولايات المتحدة من شأنه، أن وقع فعليا، أن ينسف الأسس الأصلية للسياسة الغربية تجاه اعتبار مدينة القدس جزءا من الأراضى العربية المحتلة"، موضحا أنه لا حق لإسرائيل فى احتلالها ولا مشروعية لنقل سفارات عالمية إليها.
وحذرت فتح من أن خطوة كهذه تهدد المبررات الوجودية للجنة الرباعية الدولية باعتبار أن الدول المشاركة فيها تُجمع على أساسيات من ضمنها حل الدولتين، بما فيه من اعتبار القدس مدينة محتلة .
وقال نزال: "نأمل أن يكون لدول الاتحاد الأوروبى القدرة على نزع فتيل معضلة عظمى ستنشأ بصورة حتمية إذا أقدمت الولايات المتحدة على خطوة تستبق أى مساع جدية لحل الصراع " .
وأضاف: " نجد أن أوروبا نفسها على محك الاختبار من ناحية دورها فى العالم تجاه خطوة من شأنها نسف الأسس التى تتعاطى على أساسها الدول ومنبعها القانون الدولى كى لا تحل محله شريعة الغاب فى عالم أحوج ما يكون للمزيد من العدالة لا التوتير والاحتقان".
واختتم المتحدث باسم الحركة: "بعد ثبوت تأثر أوروبا بشكل مباشر بحالة الفوضى وعدم الاستقرار التى عمت منطقتنا فى السنوات الأخيرة لم يعد موضع جدل أن متربصين يسعون لاستغلال ذلك لتصعيد نفوذ قوى تهدد الديمقراطية فى أوروبا نفسها، وبالتالى فإن المزيد من التوتر فى منطقتنا لن يكون ذا فائدة لجوارنا الأوروبى الذى أصبح أكثر قربا من أى وقت مضى".
من جهتها دعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الإدارة الأمريكية إلى عدم اتخاذ أى مواقف أو إجراءات من شأنها أن تبطل "صفقة القرن" وتجهضها قبل أن تُولد.
وحذرت الخارجية فى بيان صحفى اليوم الاثنين، من مخاطر أى موقف أمريكى يتعلق بالقدس من شأنه أن يفقد واشنطن أهليتها فى طرح أى حلول، كما حذرت من مخاطر أى إعلان أو قرار قد تفسره إسرائيل على أنه مكافأة لها على انتهاكاتها للقانون الدولى وانحرافها الدائم عن الشرعية الدولية ومبادئ حقوق الإنسان، وجوائز لها على تخريبها المتعمد لجميع فرص وأشكال المفاوضات، بما فى ذلك وضع العراقيل والعقبات فى طريق الجهد الأمريكى المبذول لاستئناف المفاوضات.
وشددت على أن التزام الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الأطر والمرجعيات يضمن لها الحفاظ على دورها كراعٍ نزيه لعملية السلام، ويساعدها على إنجاح جهود الرئيس ترامب الهادفة لحل الصراع الفلسطينى ــ الإسرائيلى .
وقالت الخارجية: "فى ضوء التصريحات التى أدلى بها أمس، كبير مستشارى الرئيس الأمريكى، جاريد كوشنر، وأمام حالة الترقب التى تعيشها المنطقة برمتها لما قد يعلن عنه الرئيس ترامب، يوم الأربعاء المقبل، بأن القدس (عاصمة دولة إسرائيل)، تواصل الوزارة تحركاتها الدبلوماسية مع الأطراف الإقليمية والدولية كافة من أجل تجنب صدور مثل هذا الإعلان، لتداعياته الخطيرة وغير المسبوقة على فرص إعادة إطلاق عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وعلى الأمن والاستقرار فى المنطقة برمتها".
وأكدت أن الجانب الفلسطينى يواصل استعداده الدائم للتعاون مع الجهد الأمريكى المبذول لاستئناف المفاوضات، وأنه يُقدم كل ما يلزم لإنجاح التوجه الأمريكى لحل الصراع الفلسطينى ـــ الإسرائيلى، بصفته البوابة الحقيقية لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.
ودعت الخارجية إدارة الرئيس ترامب إلى ضرورة اتخاذ قرارات ومواقف تتلافى أخطاء الماضى ومتوازنة تستجيب لحقوق الشعب الفلسطينى، الأمر الذى يستدعى التزاما أمريكيا بالمسارات القانونية الدولية لحل قضايا الوضع النهائى وفى مقدمتها قضية القدس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة