بتوترات سياسية متصاعدة، وآمال متزايدة فى غد أفضل بعد الاخفاقات التى شهدها عام 2017، تستعد العديد من دول العالم لاختبارات الصناديق فى 2018 عبر انتخابات رئاسية من المقرر أن تغيير ملامح المجتمع الدولى الذى عانى على مدار سنوات من خطر الإرهاب، وواجه فى غفلة من الجميع موجات هائلة من النزوح واللجوء واجتياز الحدود هرباً من ويلات النزاعات الأهلية والعرقية.
ويأتى العام 2018 حاملا الكثير من التوقعات بشأن المشاهد السياسية فى العديد من البلدان الكبرى حول العالم التى ستشهد انتخابات رئاسية وعامة يتحدد معها مستقبل الدول والشعوب.
ورغم أن عام 2017 شهد العديد من أكثر الانتخابات المثيرة فى تاريخ أوروبا فى ظل منافسية حامية من اليمين المتشدد فى فرنسا وألمانيا والنمسا، فضلا عن تولى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الحكم، مطلقا العنان لفصل هو الأكثر إثارة فى تاريخ الرؤساء الأمريكيين، لكن الإنتخابات المقبلة فى روسيا ومصر وإيطاليا والبرازيل لن تقل تشويقا عما سبقها.
روسيا.. القيصر يجدد الرهان على الشعب
فى الثامن عشر من مارس ، يستعد الرئيس الروسى فلادمير بوتين لاختبار الصناديق وسط توقعات بالبقاء فى الحكم لستة سنوات أخرى، حيث لا توجد سوى مرشحة وحيدة منافسة له وهى المذيعة الشهيرة سنيا سابتشى، التى لا تتمتع بدعم شعبى، بحسب تقرير للإذاعة الكندية. غير أن سعى الحكومة الروسية فى الأونة الأخيرة لتعقب المعارضين ربما يثير المزيد من المعارضة داخل البلاد.
وأعرب بوتين مؤخرا عن اسفه العميق لعدم وجود معارضة، وهى شكوى ساخرة نظرا لانه يحظر على المعارض الكسى نافالنى العمل بسبب اتهامات جنائية. وعلى الرغم من تقلص التوقعات بشأن انتصار نافالني، الذى تنحصر شعبيته بين الشباب الروس، ولكن مشاركته تمنح مقياسا أكثر دقة لشعبية بوتين.
إيطاليا.. اليمين يتأهب لاختبار الصناديق فى مارس
فى الشهر نفسه ، تنتظر أوروبا وإيطاليا على وجه التحديد اختباراً يتأهب اليمين المتطرف لاجتيازه بعد عودة رئيس الوزراء السابق، سيلفيو بيرلسكونى، للمشهد السياسى عقب سلسلة من الفضائح الجنسية والتهرب الضريبى. هذا جنبا إلى جنب مع اتجاه نجم حفلات "البونجا بونجا" إلى تبنى خطاب يمينى، متخذا نهج ترامب، لاسيما أن كلاهما تجمعهما تشابهات عدة أهمها أنهما رجال أعمال أقوياء. ولن يستطيع بيرلسكونى، صاحب الـ81 عاما، السعى لمنصب رئيس الوزراء، بسبب إدانته بالتهرب الضريبى قبل سنوات. لكنه يقود حزب يمين الوسط "فروزا إيطاليا"، الذى ربما يشكل جزء من التحالف الحاكم.
الوجه المألوف الأخر فى هذه الانتخابات، هو ماتيو رينزى، زعيم الحزب الديمقراطى ورئيس الوزراء السابق الذى اضطر للاستقالة من منصبه بعد استفتاء على إصلاحات دستورية كان يرفضها. غير أن التوقعات تشير إلى ترجيح كفة اليمين فى ظل قلق متزايد من زيادة أعداد المهاجرين غير الشرعيين القادمين من ليبيا.
الميل نحو السياسات اليمينية يصب فى مصلحة حركة "النجوم الخمسة"، التى كانت تقف وراء إستفتاء العام الماضى. وهذا الحزب السياسى من بين الطاعنين فى الإتحاد الأوروبى والليبرالية والمخاوف البيئية. كما يشكل حزب "رابطة الشمال" أحد اللاعبين الرئيسيين فى الإنتخابات الإيطالية المقبلة، والذى غالبا ما يتم تشبييه بحزب الجبهة الوطنية، الذى تقوده مارى لوبان، فى فرنسا، بسبب عداءه للمهاجرين، فضلا عن أن أعضاءه يسعون إلى تخصيص حصة أكبر للأقاليم التى تقود الإقتصاد الإيطالى.
المكسيك.. رئيس جديد بحكم الدستور
ويسعى المعارض المكسيكى، أندريز مانويل لوبيز أوبرادور، رئيس حركة التجديد الوطنى، إلى الفوز بالرئاسة فى ثالث محاولة له من خوض الإنتخابات الرئاسية. ولا يسمح القانون المكسيكى للرئيس سوى بفترة رئاسية واحدة.
أندريز مانويل لوبيز أوبرادور
وتعهد أندريز مانويل بالتعاون مع الولايات المتحدة دون الخضوع، غير أنه يواجه تحديات عديدة من جاره العنيد، دونالد ترامب، الذى يصر على بناء جدار حدودى مع المكسيك وإلغاء إتفاقية "نافتا" التجارية بين دول أمريكا الشمالية.
ويظل حزب التحرك الوطنى يحظى بشعبية واسعة فى البلاد، لكنه لم يدفع حتى الآن بمرشح للرئاسة. غير أن أندريز مانويل يواج منافسة من مارجريتا زفالا، زوجة الرئيس السابق فيليب كالديرون، التى تترشح كمستقلة.
دا سيلفا والجنرال يخوضان اختبار الصناديق فى البرازيل
ورغم إتهامه سابقا بالفساد فإن الرئيس السابق للبرازيل اليسارى، لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، يتصدر قوائم المرشحين للانتخابات، ويليه العسكرى السابق جايير بولسونارو زعيم اليمين، الذى يتم تشبيهه بترامب. والأخير متهم بالتمييز بين الجنسين ويعارض اتحادات المثليين وكذلك يرفض قبول اللاجئين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة