فى منزل متهالك، بأحد المساكن الشعبية القديمة بحلوان، يقيم يونس مصطفى الموجى: "عم صلاح"، ذلك الرجل الذى تناقل رواد وسائل التواصل الاجتماعى، والمواقع الإخبارية المصرية والعالمية، مقاطع فيديو توثق لحظة انقضاضه على الإرهابى المتورط فى حادث كنيسة مارمينا، وأسفر عن استشهاد 9 وإصابة آخرين.
جرأة وشجاعة يونس الشهير بـ"عم صلاح" كانت السبب وراء الإمساك بالإرهابى وإيقافه لمنع وقوع مزيد من الضحايا، بعدما ظل الإرهابى يتجول فى الشوارع المحيطة بالكنيسة بعد فعلته مهددا كل من يقابله.
يقيم عم صلاح، 53 سنة، سائق، فى المنطقة منذ ولادته، والجميع يتذكر كلماته الأولى "أهلى جابونى هنا وأنا حتة لحمة حمرا" ومن يومها وهو يحيا فى المنزل ذاته، بالطابق الأرضى من البلوك 20 لمساكن "مشروع إسكندرية"، وهى إحدى المساكن الشعبية التى أقيمت منذ عقود مضت، لدى عم صلاح ثلاثة أبناء، تكبرهم "فاطمة"، وتصغرهم "نسمة"، ويتوسطهم "مصطفى".
تزوجت الأولى ولديها طفلان، فيما ظل مصطفى 26 عاما يبحث عن عمل بعدما حصل على دبلوم صناعى، وتكمل الأخيرة دراستها الجامعية.
عم صلاح يروي لليوم السابع لحظات بطولته.
فى منزله روى ذلك البطل ل"اليوم السابع" لحظات ما قبل الحادث وحتى سماع اقواله من قبل رجال المباحث والنيابة التي تولت الحقيق، وقال " صحيت على صوت ضرب نار شديد، خرجت جري ناحية الكنيسة، لقيت الدنيا مقلوبة، والإرهابي ماسك السلاح وبيهدد كل الناس ويضرب بشكل عشوائي".
يبعد منزل عم صلاح عن الكنيسة أمتار قليلة، ويضيف " كان كل هدفي إني أمسكه وفضلت متابع خطواته ومطاردة الشرطة له، و اول ما اتصاب لم اتردد لحظة في الإمساك به، جريت ناحيته وأخذت منه السلاح، خرجت منه الخزنة وضربته على رأسه".
عم صلاح يروي لليوم السابع لحظات بطولته
ادهشت تلك اللحظات الملايين ممن شاهدوا مقطع الفيديو، من جرأة عم صلاح في التعامل مع الموقف. في لحظات قد يعيد الإرهابي توازنه، وربما يحمل حزاما ناسفا ويفتك بعم صلاح وكل من انقضوا عليه، لكن ذلك المواطن المصرى البسيط لم يفكر في نفسه أو حياته، وتعامل مع الأمر بحرفيه شديدة.
حرفية تعامل عم صلاح تظهر مع عدم تردده في الإنقضاض على الإرهابي لحظه، ربما ثوان قليلة كانت تؤثر سلبا، ولكن أول امر فكر به هو إبعاد السلاح عن الإرهابي، وإخراج خزينة الرصاص منه
مظاهر الحرفية في التعامل، تتجلى أيضا بفهم عم صلاح لضرورة ضرب الإرهابي على راسه لشل حركته، قائلا " عشان لو معاه حزام ناسف او قنبلة ميلحقش يعمل حاجة".
يرجع عم صلاح فهمه لطريقة التعامل مع السلاح لفترة تجنيده بالقوات المسلحة التي اقتربت من العامين، وعن جرأته يقول " توفيق من عند الله، لو اترددت ثانية كان لحق وضربني بالرصاص".
عم صلاح يروي لليوم السابع لحظات بطولته
يقول "طول عمرنا عايشين هنا في أمان، لا بنفكر مين مسلم ومين مسيحي، ولما جريت علي الإرهابي مفكرتش هو عاوز يموت مسلم ولا مسيحي، أنا فاهم كويس دينا اللي دعانا للحب والتسامح والمودة" .
حوار بسيط دار بين عم صلاح والإرهابي يكشفه، ويقول " لما مسكته أول حاجة قالهالي "سبني.. انت مش فاهم حاجة"، فرديت عليه قولتله " انا هوريك مين اللي مش فاهم، وضربته بالخزنة على راسه.. يضيف مبتسما و"اتجمع الأهالي وخد اللي فيه النصيب، وابنى كان ورايا وانا بضربه"
انتهى عم صلاح من اقواله امام المباحث والنيابة التي تولت التحقيق، وقبل ان يعود لمنزله قرر الذهاب للكنيسة من أجل تعزية " أخواتنا المسيحيين فى أهلهم اللي استشهدوا" وأقف معاهم في العزا لو احتاجوا حاجة، وذلك رغم عدم نومه منذ امس.
يوجه رسالته للمصريين ويقول " طول عمرنا مسلمين ومسيحيين إيد واحده، وبقول لكل المصريين منخافش، طول عمرنا مبنخافش ومش هنخاف، الخوف مش هيفيدنا، والإرهاب مش هيموتنا، ولازم كلنا نكون ايجابيين ونقاومه مع قوات الجيش والشرطة ومنخافش ".
"هذا الشبل من ذاك الأسد".. هكذا تقول الاسطورة التي أصبحت حقيقة مع العلم بأن الرجل الثاني الذي انقض على الإرهابي خلف عم صلاح هو نجله "مصطفى" 26 سنة وحاصل على دبلوم صنايع، ويقول "أبويا اول ماجري على الراجل جريت وراه وشيلت ايده من الزناد" ونزلنا فيه ضرب لحد ما فقد الوعي واستلمته الشرطة".
مصطفى نجل عم صلاح
يضيف مصطفى " ابويا عملني إني أكون راجل وعندي أخلاق، وطول عمرنا عايشين مع بعض وبنخاف علي بعض، اول ما شوفت الإرهابي والذعر اللي عمله وصراخ الأمهات والاطفال مفكرتش غير في إني ازاي نمسكه وناخد من السلاح، وتحركت ورا ابويا في كل خطواته وبتعلمياته قدرنا نمسكه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة