لفت انتباهى نموذج للمعلم المبدع الذى يستحق بكل فخر أن نرفع له القبعة ونحييه، بل ونتخذه مثالا يحتذى به.. إنه الأستاذ هيثم السباعى.. لا أعرف إلى أى المدارس ينتمى ولا إلى أى المحافظات يعيش لكنه قدم تجربة تستحق الإشادة والتقدير.. فهو يدرس مادة التاريخ والجغرافيا ونحن نعرف ما تعنيه هذه المادة من أهمية فى جميع المراحل الدراسية وللأسف رغم أهمية هذه المادة للأجيال لكى يتعرفوا على تاريخ وجغرافية بلادهم مصر، إلا أنها تحولت إلى مادة حفظية يتم حشو أدمغة الطلبة بمناهج تجعلهم ينفرون منها.
ورغم أهميتها لمن يدرسون القسم الأدبى فى الثانوية العامة إلا أنها تعتبر من المواد التى تقع تحت طائلة المواد التى تسير بمبدأ أحفظ وما تفهمش، فتاريخ الشعوب وجغرافيتها تحتاج إلى فهم وتدبر على عكس ما تربى معظمنا عليه خاصة الأجيال الجديدة.
وحتى لا أشتت القارئ أعود إلى ما قام به الأستاذ المبدع هيثم السباعى وما تداولته وسائل التواصل الاجتماعى.. فقد قرر أن يحول الشخصيات التاريخية من مجرد أرقام وتفاصيل على الورق إلى لحم ودم.. جهز عدته واتخذ قراره وفاجأ طلابه فى الفصل وهو يدخل عليهم وقد تقمص شخصية محمد على باشا مؤسس الدولة المصرية الحديثة وأكثر ما أبهرنى حقيقة أنه قرر أن يتحمل ثمن تأجير هذه الملابس ووضع الرتوش والماكياج على وجهه وظهر فى الصور التى كانت على الفيس بوك كأنه محمد على باشا.. وهناك صور له وهو يتقمص القائد الفرنسى نابليون بونابرت.. شخصيات تاريخية عظيمة كانت أم مدانه لكن هذا المعلم جسدها بالصوت والصورة، ولا أعتقد أن طلابه سينسون تلك الشخصيات وستظل فى ذاكرتهم وربما سيحكون لأولادهم عن هذه الشخصيات التاريخية التى لمسوها واقتربوا منها.
استطاع المعلم المبدع أن يكسر حواجز مادة التاريخ التى تبدو لمن يراها مادة للحفظ ممله.. وتحولت لمادة شيقة ينتظر الطلاب فى كل يوم ماذا سيقدم لهم معلمهم المبدع.. ومن هى الشخصية التى عليها الدور فى التقمص والتمثيل.
أعتقد أن هذة التجربة الحية على الابتكار والإبداع والتمثيل تؤكد أن الرغبة فى تقديم الجديد والمتميز والرغبة فى العطاء للمعلم لا ترتبط فقط فى العائد المادى الذى يحصل عليه المعلم ولا بعدد الطلبة الموجودين فى الفصل.. وإنما يرتبط أيضا بمدى الاستعداد على تقديم المعونة والإصرار على تدريس المادة التى أنت معلمها بما يخدم مصلحة الطلبة.. وهذا بالطبع لا يعنى أن المدرس ليس فى حاجة إلى زيادة دخله المادى حتى يستطيع العيش بطريقة آدمية ومحترمة.
لكننى هنا أحاول تقديم تجربة حدثت فى إحدى المدارس الحكومية.. تلك المدارس التى فقدت الكثير من طلابها بعد انصراف المدرسين إلى إعطاء الدروس الخصوصية وفقدوا أى حماس لتدريس المواد الدراسية المكلفين بيها.. وتحججوا بتكدس الفصول وانهيار الرواتب الشهرية.
فمن يذهب إلى المدارس الحكومية والتجريبية فى المرحلة الثانوية فلن يجد طلاب ولا حصص تذكر إلا فيما ندر.
نحن فى حاجة إلى استعادة دور المعلم.. نحن فى حاجة إلى استعادة الطلاب ليحضروا حصصهم فى المدارس.. نريد أن نتعلم بجد.. لا أن يقتصر الموضوع برمته إلى دروس خصوصية من أجل تحصيل أعلى الدرجات والمحصلة طالب حاصل على الثانوية العامة لا يعرف تاريخ بلاده وليس له علاقة بالواقع.
أتمنى أن تكون هناك تجارب ونماذج مشرفة نتكلم عنها فنموذج أستاذ هيثم نحتاج أن يتكرر ونرى مزيدا من إبداعات معلمينا.
ليكونوا مثلا أعلى لأجيال قادمة.
عدد الردود 0
بواسطة:
ناقد محترم جدا
الصحة والاقتصاد والتعليم
سيدتى العزيزة لن تتقدم اى دولة فى العالم بدون ان تكون المنظومة الصحية على اعلى مستوى ثم الاقتصاد بكل مفرداته ثم التعليم وانا لست خبيرا تعليميا ولا حتى تربويا وبصراحة التعليم حالته سيئة جدا ولكننى كناقد واعلامى وموظف بالتعليم ارى ان ما فعله المدرس خاطئ جدا جدا وفيه استهزاء بوظيفة المعلم المهدرة ماديا ومعنويا والكثير من المعلمين يعانون من ضغوطات نفسية كبيرة جدا من ارتفاع الاسعار ومتطلبات الحياة العاليةجدا المعلم ليس اراجوزا او بهلوانا او مشخصاتىوالرياء لن يفيد بالعكس المفروض معاقبة هذا المعلم ومجازاته ..حضرتك تعلمين ان هناك وسائل ايضاحية للعرض افضل وارقى وتحافظ على كيان المعلم الضائع حاليا ..نريداعادة صياغة لمنظومة التعليم بنظرة لمصرنا الحبيبة مصر المستقبل كما نحب ان نراها بخطةل 20 او 30 سنة المهم ان يكون بعدهاتعليما ممتازا ..ومعلمامؤهلا علميا وتربويا .وميسور ماديا ....واختتم بقول امير الشعراء احمد شوقى ..قم للمعلم وفه التبجيلا ...كاد المعلم ان يكون رسولا ....وايضا اشكر سيادة الوزير فالرجل جاد فعلا فى تطوير التعليم وتغييره ..وسنرى تعليما افضل ان شاء الله فى السنوات القادمة