«اليوم السابع» يكشف فى تحقيق استقصائى.. أعضاء فى قائمة الفتوى الرسمية يكفرون الأقباط ويدافعون عن إرهاب الإخوان ويحرمون التعامل مع البنوك.. الشيخ علوان اتهم الداخلية بقتل الإخوان.. و"عامر" حرم فوائد البنوك

- فحصنا مواقف الـ186 داعية المختارين للظهور فى الإعلام لنكتشف: 8 منهم يحملون آراء غريبة.. تأييداً للإخوان.. تعصباً ضد الأقباط.. تحريماً للبنوك.. واتهامات للمخالفين بمعاداة الإسلام

 

- أحمد محرم احتفى بفيديو اعتداء طلاب الإخوان على حلمى النمنم قائلا عنه: «هاجم الإسلام وسخر من أحكامه وفكره عفن» 

 

- كرم فراج يشارك على صفحته بـ«فيس بوك» اتهامات لوزير الأوقاف بسرقة الأبحاث العلمية

 

- سعيد عامر.. طالب مودعى الأموال فى البنوك بعدم أخذ الفوائد.. ونادى بزواج المسيار واعتبره حلالا ومطلوبا لكثرة العوانس والمطلقات

 

- أحمد ممدوح.. حرم القروض الشخصية من البنوك ويعتبرها رباً منهياً عنه.. وعويضة عثمان أفتى بأن شراء الأصوات الانتخابية حلال إذا كانت النية الإصلاح 

 

- بكر زكى عوض.. اتهم المسيحيين بأنهم يلصقون بالنبى كل مذمة ويصفهم بـالـ«كفار».. واعتبر حسن البنا شهيدا وطالب الإخوان باتباع مبادئه العشرين للوصول لقلوب الناس

 

- عبد الهادى زارع.. نشر فيديو على صفحته لتمثال مريم العذراء بكنيسة وكتب: «عقول ضالة يحملون إلههم على أكتافهم بعدما دهنوه دوكو فى الفرن!»

 

- كريم فرج.. طالب بتولى غير المصريين مشيخة الأزهر.. وهاجم المشيخة: «تعامل شيوخ الأوقاف كأبناء الفراش»

 

 

فى منتصف نوفمبر الماضى تقدمت مؤسستا الأزهر والإفتاء والأوقاف بقوائم شملت 186 عالما ودعاية يحق لهم وحدهم الإفتاء على البرامج الفضائية، ليكون بذلك إجمالى الذين يحق لهم الفتوى فى الإعلام المسموع والمقروء والمرئى، بعد أكثر من شهر كامل ثار الجدل فيه حول هذه القوائم «اليوم السابع» فحصت مواقف أفراد القائمة بالكامل ليتبين لنا أن 8 منهم لهم مواقف وآراء غريبة أعلنوا عنها سواء فى لقاءاتهم التليفزيونية السابقة، أو المنشورة على صفحات منسوبة لهم على مواقع التواصل الاجتماعى، أو تصريحاتهم الصحفية السابقة. 

 

هذا الاستعراض يجعلنا نقف مصدومين بعض الشىء لما ورد فى مواقف هؤلاء الذين أجيز لهم الفتوى دون غيرهم، فهناك من يصف المسيحيين بأنهم «عقولة ضالة يحملون إلههم على كتفهم بعد ما دهنوه دوكو»، ويحتفى بأردوغان، ويصف جابر نصار بعدو الله، وهناك من يحرمون التعامل مع البنوك إيداعا وإقراضا، كما أن هناك من يعتبرون أن الداخلية لديها فرقة لقتل جماعة الإخوان المسلمين بدم بارد، وأن معارضين مرسى خونة ويعادون الإسلام. 

هذه الآراء الغريبة تحتاج إلى التوضيح والرد سواء منهم أو من المؤسسات الدينية الثلاث التى رشحتهم: الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف.

 

 

 

عبد الهادى زارع.. صفحة مرعبة على «فيس بوك» تتهم جابر نصار بمعاداة الإسلام وتعجب بأردوغان.. وتزدرى المسيحيين

 

نحتاج أن نقف كثيرا عند الاسم رقم 11 فى قائمة المفتين المقدمة من الأزهر الشريف، وهو الأستاذ الدكتور عبد الهادى محمد زارع المشرف على لجنة الفتوى بالأزهر الشريف.

 

 

يمتلك الدكتور زارع صفحتين على الإنترنت، الأولى شخصية تنشط منذ عام 2014، والثانية منذ عام 2016، تنشر الصفحتان تقريبا المضمون نفسه بنفس التعليقات التى يكتبها الدكتور زارع، وهى تعليقات إن صح نسبتها لشخصه فنحن حقا أمام مشكلة كبيرة للغاية.

 

ففى 25 فبراير 2017 نشر الدكتور عبد الهادى زارع فيديو على صفحته، يظهر فيه مقطعا ملتقطا من داخل كنيسة مجموعة من المصليين المسيحيين يحملون تمثالا لمريم العذراء وسط الترانيم، ثم يختل توازن المجموعة التى تحمل التمثال ليسقط على الأرض وينكسر، ينشر الدكتور عبد الهادى زارع الفيديو، ويكتب فوقه نصا: «أرأيتم هذه العقول الضالة، إلههم يحمل على أكتافهم ليوضع على القاعدة ويسجدون له، بعد أن قاموا بتجديده وأدخلوه الفرن لدهنه دوكو وتلميعه حتى يكون لونه «ميتالك».

 

 

ويستكمل عبد الهادى زارع: «لم يستطع أن ينقذ نفسه وتمدد غير مأسوف عليه حتى يحملوه مرة أخرى لورشة الإصلاح، وحلنى بقى على ما يلاقوا له قطع غيار»، انتهى كلام زارع الذى يحمل ازدراء واضحا للمسيحية، واستخدام تعابير تثير الفتنة الطائفية!

 

وفى 19 فبراير 2017، ينشر الدكتور عبد الهادى زارع، فيديو لريح تسقط منصة أحد الحفلات فى دبى، كاتبا عليه التعليق التالى: «سبحان الله بث مباشر لحفل يضم السفور من النساء والاختلاط الماجن يقابله بث مباشر من الرياح المسخرة بأمر ربها تدمر آليات الحفل»، إذن يرى الدكتور زارع فى مجموعة من المحتفلين، لا تظهر وجوههم ولا أجسادهم ولا ماهيتهم أنهم ماجنون سخر الله عليهم ريحا بأمر ربها!، وكأنهم قوم عاد وثمود!

 

 

وفى مايو من عام 2017 شارك زارع على صفحته فيديو نشرته إحدى الصفحات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، للدكتور جابر نصار إبان رئاسته لجامعة القاهرة الذى تحدث فيه عن ضيق مساجد جامعة القاهرة، وكيف يضطر الطلاب للصلاة فى شوارع الجامعة، وكان الفيديو المنشور عبارة عن مقاطع مجتزئة للدكتور جابر نصار، أخرجت حديثه من سياقه وواصفة إياه بأنه ضيق من فريضة الصلاة!.

 

 وكان تعليق الدكتور زارع الذى نشره عن الفيديو هو: «هذا الرجل أفصح عن مكنون نفسه فى خجله من إسلامه، وكشف عن ضيق صدره وحرجه ممن شرح الله صدورهم للإسلام، لأن الله هداهم للإسلام»، قبل أن يستكمل متهما الدكتور جابر نصار بالخجل من إسلامه، وهدم مساجد الكليات، لينهى اتهامه بقوله: وأخوف ما أخاف على من يخجل بإسلامه أو يعاند الله ورسوله أنه يستدرج قال تعالى وسنستدرجهم من حيث لا يعلمون»، قبل أن يختتم كلامه بقوله: «قل موتوا بغيظكم!».

 

 

هكذا إذن يتهم المشرف على لجنة الفتوى بالمشيخة، الدكتور جابر نصار بالخجل من إسلامه، وضيق صدره مما شرح الله، وهدم مساجد الكليات! وهى اتهامات خطيرة ومرعبة أن تقال على شخص مسلم.

 

لدى الدكتور زارع مشكلة كبيرة مع فيديوهات الحفلات والترفيه التى تقام فى الجامعات بين الحين والآخر، فعلى صفحته بموقع «فيس بوك» عشرات من الفيديوهات فى تلك الحفلات يشاركها مع متابعيه عبر صفحات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، ويعلق عليها تعليقات غريبة، مثل ذلك الذى كتبه فى 20 مايو 2017 على فيديو طلبة يحتفلون بنهاية العام فى جامعة القاهرة قائلا: «لقد سقط الشموخ واعتلاه الميوع، وضاعت هيبة حصون العلم والأدب وحل محلها الرقص والدلع»، أو الفيديو الذى ينقله من صفحة قناة الجزيرة القطرية لعميد كلية الآداب بجامعة دمنهور يشارك الطلاب حفلا غنائيا ويداعبهم بغنائه وسط فرحة الطلاب، فيكتب قائلا: «فقد القدوة حياءه، وسقطت مروءته، فضاعت هيبته، صبح على العميد ونقط شوبش»!. 

 

 

والسؤال، هو حتى وإن كان رأى الدكتور عبد الهادى زارع الشخصى بأن ما يفعله الطلاب من حفلات أو ترفيه هو «ميوعة وقلة أدب»، فهل هذه هى الطريقة التى ينتقد بها هذا الفعل، وهل هذه هى الدعوة بالموعظة الحسنة؟ وما الذى يفرق هذه الطريقة المنفرة من الدعوة عن طريقة مشايخ السلفيين المتطرفين!

 

 

أما رأى الدكتور عبدالهادى زارع فى الشيخ الأزهرى إيهاب يونس الذى أثارت حلقته جدلا كبيرا بعد غنائه لأم كلثوم، فهو واضح كما كتبه على صفحته: «هذا المتسلق اختار الأنوثة فى الغناء، وواحد ممن فتنهم الإعلام، أهان نفسه وأهان رمز الأزهريين وكان أضحوكة النساء على الشاشة».!

 

 

بعيدا عن الميول السياسية للدكتور عبد الهادى زارع، أو التفتيش فى نواياه عبر مشاركته على صفحته أو - «الشير بلغة الفيس بوك» - لما ينشر فى صفحات الإخوان من فيديوهات، لكن يكفى إعجابه الشديد بالرئيس التركى رجب أردوغان الذى وصفه الدكتور زارع بالمسلم الذى يفخر بإسلامه ودينه، وذلك فى إطار فيديو نشره لسجال يدور بين «أردوغان» والمستشارة الألمانية «إنجيلا ميركل» التى وصفها الدكتور عبد الهادى زارع بـ«مسيحية متعصبة»، وكذلك هجومه على قمة الرياض لمواجهة التطرف التى عقدت فى السعودية الذى يعتبرها الدكتور زارع قمة سلم فيها المسلمين أمرهم لترامب! فهذه ربما آراؤه السياسية، واختيارات متابعته على مواقع التواصل الاجتماعى.

 

كل هذا صادر عن شخص اختير فقط ضمن 19 شخصا من الأزهر الشريف ليعبروا عن آلاف من خريجيه على الشاشات، ويقاوموا الفتاوى الشاذة والمتطرفة، وهو أمر يجب التوقف عنده وبشدة.

 

 

الشيخ أحمد علوان.. وصف معارضى الإخوان بالخونة المعادين للإسلام.. وأباح زواج القاصرات 

 

إذا كان الشيخ عبد الهادى زارع علامة استفهام كبيرة فى قائمة الأزهر، فالشيخ أحمد علوان علامة استفهام أكبر فى قائمة وزارة الأوقاف، بما يكفى أن يفرض على المؤسسات الثلاثة مراجعة القائمة بأكملها، ولو لم نتحدث عن أحد غيره، اسمه الشيخ أحمد محمد أحمد عبد العال علوان، وشهرته أحمد علوان.

 

الشيخ أحمد علوان رغم عدم شهرته تليفزيونيا وإعلاميا بالقنوات الكبيرة، إلا أن أرشيفه على مواقع الإنترنت غنى جدا، بداية من صفحات اليوتيوب المتعددة، وصفحته على فيس بوك، ثم صفحة مسجد السويدى بالتجمع الثالث بالقاهرة الجديدة التى يديرها بنفسه.

 

بالبحث فى أصل قناعات الشيخ أحمد علوان قبل انضمامه لدورة إعداد الدعاة بوزارة الأوقاف، كانت المفاجأة أنه كان أحد أشد الداعمين لجماعة الإخوان ولرئيسهم محمد مرسى طوال فترة حكمه، وكشفت صفحته - المفتوحة للجميع - عن تطرف آرائه الداعمة للإخوان وللجماعات الإسلامية، والمتطرفة أيضا فى هجومه على المعارضة وعلى حركة تمرد التى نادت بإسقاط الإخوان.

 

 

اتهم علوان المعارضة فى أحد منشوراته بتاريخ 22 مارس 2013 بأنها تحارب التيار الإسلامى ووصفها فى منشورات أخرى بأنها تحارب الله والإسلام، وطالب المواطنين بالدعاء إلى الله لنصرة مرسى وجماعته.

 

 

وبتاريخ 7 فبراير 2013 نشر علوان مطالبا للرئيس الإخوانى محمد مرسى بإخلاء محيط قصر الاتحادية من كل المتظاهرين، مؤكدا أن معظم الشعب المصرى من الشرفاء الداعمين للرئيس المنتخب الشرعى، ووصف جبهة الإنقاذ بممارسة البلطجة.

 

 

الأغرب من ذلك أن الشيخ أحمد علوان كان على قناعة تامة حتى عام 2013 بأن وزارة الداخلية لديها فرقة خاصة تسمى الفرقة 95 إخوان، ودورها هو قتل المنتمين للجماعة فى كل المحافظات، وأن هذه الفرقة تضم 20 ضابطا، وأن تبعيتهم تعود لوزير الداخلية مباشرة، ونشر تدوينة فى 3 يناير 2013 يشرح فيها تلك الفرقة وأرفقها بصورة مفبركة مثيرة للضحك للتدليل على ما يقول.

 

 

المثير للعجب أن الشيخ أحمد علوان نفسه، وبعد انضمامه لقائمة وزارة الأوقاف طالب فى منشور بتاريخ 17 نوفمبر الماضى، بضرورة إصدار قائمة أخرى تضم أسماء الشيوخ الممنوعين من الظهور فى الإعلام ووضع على رأسهم الدكتور سعد الهلالى، واصفا تلك القائمة بأصحاب الفتاوى والأراء الشاذة.

 

 

وإذا اعتبر أحدا أنه من الممكن أن يكون علوان قد غير آراءه وأفكاره مع الوقت - وهو حق للجميع، يكفى فقط أن نشير إلى رأى الشيخ أحمد علوان عن زواج القاصرات الذى أعلنه فى فيديو نشره على صفحته على فيس بوك فى سبتمبر الماضى، بعنوان «كلمات يسيرات فى الرد على من أنكر زواج الصغيرات»، ويدافع فيه عن حق الآباء والأمهات فى تزويج بناتهن فى سن 16 عاما، مدللا على ذلك بأن الشرع لا يحرم زواج القاصرات، وأن أى تشريع أو قانون سيمنع ذلك، سيكون مانعا لما أحله الله، ويرفض فى فتواه منع زواج القاصرات ويهاجم من يطالبون بذلك، متجاهلا رأى شيخ الأزهر الذى أعلنه أكثر من مرة حول تلك القضية، التى حسمها بعدم إجازة زواج القاصرات فى عصرنا لما يمثله ذلك من ضرر عليهن.

 

 

فيديوهات علوان على اليوتيوب تكشف اهتمامه الشديد بأمرين، الأول هو الترويج لنفسه، من خلال تعدد القنوات باسمه، ونشر عدد كبير من الفيديوهات أغلبها على قناة الصفا التى يشارك فى أغلب حلقاتها مهاجما الشيعة بألفاظ تصل إلى «السباب» أحيانا، وهو مال ا يتوافق مع منهج الأزهر والأوقاف فى الحوار، خاصة مع دخول مرحلة جديدة من الانتقاء للعناصر التى تمثل وسطية الإسلام من خلال قوائم الظهور التى تضم علوان.
الشيخ الذى تم اختياره لمواجهة الفتاوى الشاذة، يظهر أيضا فى أحد الفيديوهات أثناء إلقائه درسا بتاريخ 7 ديسمبر الجارى، بعنوان «حكم استخدام الفرانكو أراب»، حيث أفتى علوان فى ذلك الفيديو بكراهية استخدام كتابة الفرانكو أراب، وكراهية التحدث بأى لغة غير العربية إلا فى حالات الضرورة، وأكد أن تلك الفتوى جاءت بإجماع الفقهاء، وانتقد من خلالها استخدام الشباب لتلك الطريقة فى الكتابة والتواصل.

 

 

أحمد مصطفى محرم.. يحتفى بفيديو اعتداء طلاب الإخوان على وزير الثقافة ويتهمه بأنه يهاجم الإسلام ويسخر من أحكامه

 

لا يبدو الدكتور أحمد مصطفى محرم مدرس الفقه بكلية الشريعة والقانون شخصا معروفا ومنتشرا وسط البرامج، رغم ذلك أتى فى الترتيب رقم 5 فى قائمة المفتين المقدمة من الأزهر الشريف. 

 

الدكتور أحمد محرم متحفظ عادة على صفحته على «فيس بوك»، التى لا يظهر بها أى شىء قبل عام 2014، لكن وبتاريخ سبتمبر 2015 ينشر الدكتور أحمد مصطفى محرم فيديو لطلاب الإخوان، يعود تاريخه لعام 2013 أثناء أعمال الشغب التى مارسوها بالجامعات المصرية، وتحديدا بجامعة حلوان، وهم يحاولون الاعتداء على الدكتور حلمى النمنم وزير الثقافة الحالى، فيما يحاول أمن الجامعة استخلاصه من أيديهم.

 

 ينشر الدكتور مصطفى محرم الفيديو عقب تاريخ حدوثه بعامين، قائلا: «كيف يؤتى بالرجل النمنم الذى ادعى أن الشعب المصرى علمانى بطبعه، وهاجم الإسلام وسخر مرارا من أحكامه، ووصف الأزهر الشريف وعلماءه كثيرا بما لا يليق، فهل يلزم أن يكون وزير الثقافة دوما على هذه الصورة وبهذا الفكر العفن؟»

 

 

ما نشره الدكتور أحمد محرم يثير التساؤل حول كيف يعبر هذا الرجل عن الفكر الوسطى وكيف يستطيع أن يمنع حالة الاضطراب الفكرى الذى يسود على شاشات الفضائيات وهو يتهم شخص كالدكتور حلمى النمنم وزير الثقافة المصرى بهذه الاتهامات.

 

هل يكرر الدكتور بكر زكى عوض ما فعله سالم عبد الجليل؟!

 

فى مايو الماضى خرج الشيخ سالم عبد الجليل على قناة المحور، ليتهم المسيحيين بالكفر، وهى التصريحات التى أطاحت به من تقديم برنامجه فى قناة المحور، وكذلك وضعته أمام المحاكمة بتهمة ازدراء الأديان.

 

الدكتور بكر زكى عوض هو عميد كلية أصول الدين بالقاهرة سابقا، وهو عضو مجمع البحوث الإسلامية، جاء اسمه ضمن قائمة المصرح لهم بالفتوى، لكن تاريخ الدكتور بكر زكى عوض من الكتابات قائم على الرد على المسيحية، بداية من عام 1986 فى أول الكتب التى حققها، وهو كتاب الأجوبة الفاخرة فى الرد على الأسئلة الفاجرة، للإمام القرافى، مرورا بالعديد من الفتاوى الموجودة على الإنترنت والمنسوبة للدكتور بكر زكى عوض، التى تمتلئ بتكفير المسيحيين، فهو يقول مثلا فى إحدى فتاويه واصفا المسيحيين: «ستروا الحق الذى جاء به المسيح وهو وحدانية الله ونبوته وبشريته، وادعوا ما لم يقله المسيح لهم، فحكم القرآن بكفرهم».

 

 

وفى فتوى أخرى يقول الدكتور بكر زكى عوض: «وأما غير المسلمين فإن أساس دعوتهم الكفر بعيسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم - إن كان الداعى يهودياً، والكفر بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وتكذيبه، وإنكار كتابه إن كان الداعى نصرانياً، علماً بأن الإسلام أثبت لموسى وعيسى - عليهما السلام - كل فضل وصفة محمودة، وخلق كريم، ونفى عنهما كل مذمة أو عيب، بينما يلصق اليهود بعيسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم - كل نقيصة ومثلبة، ويلصق النصارى بمحمد - عليه الصلاة والسلام- كل مذمة».

 

 

قد يكون كل هذا مقبولا لدى البعض فى إطار أن مجال دراسة الدكتور هو مقارنة الأديان، لكن أن يبدى الدكتور زكى بكر عوض إعجابا بحسن البنا ويصفه بالإمام الشهيد، فهو الأمر أيضا الذى يجعلنا فى لغز غريب، لمعرفتنا أن الرجل أصلا من أكثر من ينادون بالتجديد الدينى.

 

فى حوار له مع جريدة الأهرام بتاريخ 25 يوليو 2012 يسأل محرر الأهرام الدكتور بكر زكى عوض فى الرسالة التى يوجهها لجماعة الإخوان المسلمين، فيرد الدكتور: «أقول لهم كونوا كما كان يتمنى لكم الإمام الشهيد حسن البنا، طبقوا المبادئ العشرين بحذافيرها تصلوا إلى قلوب الناس وعقولهم. احرصوا على تربية الجيل الجديد على قيم الجيل القديم، فالجيل الجديد به تمرد قد يفضى إلى رد فعل غير محمود».

 

 

هذه علامة استفهام كبيرة، تحتاج لإجابة فهل الدكتور بكر زكى عوض معجب بالمبادئ العشرين لحسن البنا ويدعو أفراد الجماعة لتطبيقها!، هل هو معجب بالجيل القديم للإخوان ويواجه مشكلة فقط مع الجيل القديم، أم أنها مجرد مجاملة لجماعة وصلت للحكم لتوها؟ هذا استفسار يحتاج إلى توضيح عاجل.

 

الشيخ كرم محمد على فرج.. يطالب بتولى شخص غير مصرى رئاسة الأزهر.. ويشارك منشورا على «فيس بوك» يتهم وزير الأوقاف بسرقة الأبحاث

 

اختير الشيخ كرم محمد على فرج، من قبل وزارة الأوقاف، ورغم ذلك فقد شارك من قبل منشورات على صفحة منسوبة له فى «فيس بوك» تهاجم الوزير، وتتهمه بسرقة الأبحاث العلمية ونسبها لنفسه، ويتهمه بالتحول لنصف إله، كما هاجم الأزهر الشريف واتهمه بأنه يتعامل مع شيوخ الأوقاف على أنهم «أبناء فراش وليسوا من صلبه»، على حد وصفه.

 

 

ويبدو أن موقفه من الأزهر ليس صدفة، فقد دعا فى منشور آخر كتبه بنفسه فى أغسطس الماضى، إلى ضرورة أن يتم تبادل منصب شيخ الأزهر بين الدول الإسلامية، وألا يقتصر على مصر فقط، معللا ذلك بأن الأزهر رسالة ومظلة عالمية، وأن شيوخه يأبون إلا أن يكون شيخه مصريا، وهو أمر غريب بعض الشىء. 

 

إذن فالشيخ كرم محمد على فرج، يرى الإعلام مغرضا، وأن الأزهر ذبح الشيخ صبرى عبدالرؤوف صاحب فتوى نكاح الميتة، ويتفق مع من يقول أن وزير الأوقاف يسرق الأبحاث العلمية وينسبها لنفسه، ويعتبر نفسه نصف إله، ولا يمانع بألا يكون شيخ الأزهر مصريا، ومع هذا فقد تم اختياره فى قائمة الإفتاء.

 

سعيد عامر.. يطالب بزواج المسيار لكثرة العوانس والمطلقات

 

الشيخ سعيد عامر، الأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية، واحد من قوائم الإفتاء، وهو أحد من أثاروا الكثير من الجدل بفتاويه عامة، مثل اتهامه 99% من مدخنى السجائر بتعاطى المخدرات، وقوله غن التدخين مكروه للغنى حرام على الفقير، وكذلك تحريمه التظاهر السلمى فى تصريح له أثناء ثورة 25 يناير، فهذه أمور قد يؤخذ فيها ويرد.

 

 

لكن بعض الفتاوى تستحق الوقوف عندها طويلا، ففى لقاء للشيخ على برنامج أهل الذكر، على قناة الندى الدينية فى إبريل 2013، يجيب الشيخ عن حكم «زواج المسيار»، وهو زواج لمن لا يعلم فيه، تتنازل فيه الزوجة لزوجها عن حق إنفاقه عليها سواء فى الزواج أو الطلاق، وحق توفير مسكن للزوجية، وحق المساواة مع زوجاته الأخرى، أو حسب ما عرفه عامر نفسه: «هو أن يذهب إليها فى الأسبوع مرة أو مرتين ويجلس معها، ويقضى حاجته معها ثم يعود إلى سكنه الأصلى عند زوجته الأخرى»، فى رده على السؤال ذكر الشيخ عامر رأيين لعلماء الدين، الأول حرمه والثانى وافق عليه، لكن الشيخ ذهب إلى أن يختار الرأى الثانى بأن هذا النوع من الزواج هو حلال لأنه تتوفر فيه شروط «الزواج الشرعى الصحيح»!.

 

يقول الشيخ سعيد عامر: «هذا زواج شرعى صحيح، ولى الأمر موجود والإشهار موجود، هى تنازلت بمحض إرادتها واختيارها عن أن ينفق عليها، وعن أن يأتى لها بسكن، إذا رضيت الزوجة على ذلك يبقى الزواج صحيحا».

 

 

ربما يكون هذا رأى الدين، فنحن لسنا أدرى من أهل الدين، لكن ما أضافه الدكتور سعيد عامر بقوله فى الحلقة: «الزواج بهذه الطريقة فى هذه الفترة مطلوب، لكثرة العوانس، وكثرة المطلقات إلى غير ذلك»، هو أمر يجب أن نقف عنده كثيرا، فالمرأة ليست أداة يقضى فيها الرجل حاجته على لفظ الشيخ، وغير المتزوجة ليست بـ«عانس» دورها فى الحياة أن تؤدى وظيفة الرجل فى إفراغ شهواته، ثم ألم يسمع فضيلته بظاهرة تعانى منها النساء الفقيرات وهى ظاهرة «الزواج السياحى» فى بلدان العالم كله، ألا يستحق الأمر نظرة للتجديد، وإذا كان هناك رأيان كما يقول فضيلته، فلماذا نأخذ بالرأى الأكثر إجحافا وظلما للمرأة؟.

 

 

شيوخ فى القائمة يتبنون العداوة مع البنوك وأنشطتها.. عامر يحرم الإيداع وممدوح يحرم القروض الشخصية

 

رغم أن هناك توجها عاما للدولة بدمج الاقتصاد غير الرسمى داخل الأنشطة الرسمى، عبر تبنى مفهوم الشمول المالى، وإتاحة فرص مناسبة لجميع فئات المجتمع، سواء المؤسسات أو الأفراد، لإدارة أموالهم ومدخراتهم بشكل سليم وآمن، عن طريق توفير خدمات مالية مختلفة من خلال القنوات الشرعية «المصارف والبنوك»، بأسعار مناسبة للجميع ويكون سهل الحصول عليها، بما يضمن عدم لجوء الأغلبية للوسائل غير الرسمية التى لا تخضع لأية رقابة وإشراف، إلا أن عداوة غير مفهومة بين عدد من العلماء الوارد أسمهم فى قائمة المفتيين والبنوك، يمكنك أن تلحظ هذا فى الكثير من فتاويهم.

 

فالشيخ أحمد ممدوح سعد مدير إدارة الأبحاث الشرعية فى دار الإفتاء، الذى جاء أسمه فى الترتيب الـ12 فى القائمة التى قدمتها دار الإفتاء، وفى لقاء مع قناة «أزهرى» خصص حلقتين كاملتين مدة الواحدة منهما 45 دقيقة عن حكم البنوك، فى مارس من عام 2017، وخلال أحد اللقاءات سأله أحد المتابعين عن حكم نيل «قرض شخصى» من البنك، فقال نصا: «البنك هيدينى قرش وهياخده قرش ونص، ده حرام أداء وحرام قبضا، يعنى حرام على من يعطى القرض ومن يأخذ القرض».

 

 

 

وفى سؤال آخر لأحد المتصلين حول الاقتراض بضمان شهادة التوفير التى أودعها فى البنك، قائلا إنه سيقترض على نظام خصصه البنك بأن تكون حجم الفوائد على قرضه، هى نفسها حجم الفوائد على وديعته، بحيث إن لن يدفع للبنك فائدة، أو يقبض منه فائدة، كان رد الشيخ أحمد ممدوح موجزا وقاطعا: «ده حرام شرعاً». 

 

أما الشيخ سعيد عامر الذى سبق ذكره من قبل، وخلال حلقة بقناة الندى تاريخها 25 إبريل 2014، أتاه من سائل سؤالا حول وجود أموال له بالبنك، وهذه الأموال يخرج عليها فوائد، فماذا يفعل، فكان رد الشيخ سعيد عامر: «لك أصل المال، وما زاد على ذلك تضعه فى مشاريع الخير ولفقراء المسلمين، وتتخلص من هذا المال، ولكن لا تترك هذه الفوائد فى البنك، وهذه طهارة للمال».

 

والحقيقة أن رأى الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، يتنافى تماما مع رأى دار الإفتاء الرسمى فى مسألة فوائد البنوك، إذ تقول دار الإفتاء فى الفتوى رقم 3616، والمؤرخة بتاريخ 28 مارس 2016، التى أجاب فيها مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام على سؤال حول فوائد البنوك قائلا: «إن الإيداع فى البنوك ودفاتر التوفير ونحوها هو من باب عقود التمويل المستحدثة لا القروض التى تجر النفع المحرم، ولا علاقة لها بالربا، وليست الأرباح حرامًا، لأنها ليست فوائد قروض، وإنما هى عبارة عن أرباح تمويلية ناتجة عن عقود تحقق مصالح أطرافها، ولذلك يجوز أخذها شرعًا».

 

وهو الرأى الذى استقرت عليه دار الإفتاء منذ عصر الدكتور سيد طنطاوى رحمه الله، فلماذا الإصرار على أمر يعسر على الناس، بل ويجعل لهم فى «المستريحين» وأمثالهم من النصابين سبيلا كى يستثمروا أموالهم، ثم تضيع عليهم بعيدا عن أعين الدولة، بل إن الشيخ على جمعة مفتى الجمهورية الأسبق، كان واضحا أكثر من أى أحد غيره فى بيان مسألة البنوك، وحتى فى مسألة تحريمه لـ«القرض الشخصى» الذى يأخذه الشخص من أجل الترفيه عن نفسه قال إنه حرام ليس لأنه «ربا» ولكنه حرام لإغراق فى المديونية.

 

والحقيقة أن جزءا كبيرا من حجم الاقتصاد غير الرسمى، يعود سببه إلى مثل الفتاوى التى تحرم التعامل مع البنوك، التى حاربتها دار الإفتاء الرسمية على مر عقود، لكن فى المقابل فإن أفرادها الرسميين، والمختارين لا يرون هذا أبدا.

 

عويضة عثمان: الرشوة الانتخابية حلال على حسب النية

 

فى القائمة التى قدمتها دار الإفتاء أيضا جاء اسم الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية، للشيخ فتوى فى 27 نوفمبر عام 2015، فى أثناء انتخابات مجلس النواب، حيث أفتى الشيخ عويضة عثمان لموقع «برلمانى» بأن شراء الأصوات الانتخابية عن طريق دفع الأموال للناخبين جائز إذا كانت النية للصلاح! 

والحقيقة أن فتوى الدكتور عويضة عثمان وإن لم تكن مفزعة كسابقها من الفتاوى، فإنها تجعل المرء مندهشا من رؤيته للضرب بأسس الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة المبنية على الرأى والرأى الآخر عرض الحائط، وكذلك موافقته على فتح الباب أمام المال السياسى ليفسد أسس الديمقراطية.