حصل "اليوم السابع" على التحريات والتحقيقات فى إحدى قضايا تهريب المشغولات الفضية بالتواطؤ مع بعض موظفى شركة مصر للطيران عبر مطار القاهرة الدولى، والتى كشفت عنها مباحث الأموال العامة.
وكشف محضر التحقيق، أنه تم ضبط "محسن.م.م" كاتب أول بشركة مصر للطيران، و"عبد النبى.إ.س" رئيس تشغيل عمال بشركة مصر للطيران، وبحوزتهم 17 كيلو و500 جرام عبارة عن مشغولات فضية مختلفة الأشكال والألوان، وأقر الأول بملكيته لتلك المشغولات، ما دعا السلطات الجمركية بحجز تلك المضبوطات على سبيل الوديعة الجمركية برقم 152 وديعة جمركية.
وبمناقشة المتهمين بكونهم موظفين عموميين عاملين بشركة مصر للطيران، اعترفا أمام مباحث الأموال العامة بأنهم يكونون فيما بينهم مع آخر من العاملين بذات الشركة، تشكيلا عصابياً احترف ارتكاب جريمة تهريب المشغولات الفضية إلى داخل البلاد، وأنهما يرتكبون تلك الجريمة لحساب زميلهم الثالث فى التشكيل، ويستغلون طبيعة وظيفتهم العمومية عند ارتكاب تلك الواقعة على مدار عدة سفريات فى أوقات متفرقة، مستغلين المزايا التى تمنحها لهم صفاتهم الوظيفية كأحد العاملين بشركة مصر للطيران فى الحصول على تذاكر مجانية لهم ولذويهم لا يدفع عنها سوى الضريبة المستحقة، ما يسهل لهم تحركات السفر والوصول، وتوفير مبالغ نقدية طائلة، ما يمثل جريمة التربح من المزايا التى توفرها لهم طبيعة عملهم وتخفض نفقات التكلفة فى عملية التهريب، وتوفر لهم كأعضاء فى التشكيل الاستفادة من أثمان حجز تلك التذاكر سواء فى السفر أو الوصول بأخذ المبالغ التى كان من المقرر دفعها فى التذاكر العادية للمواطنين.
وأقر المتهمون أثناء التحقيق معهم بأن "محسن.م.م" كاتب أول بشركة مصر للطيران، و"عبد النبى.إ.س" رئيس تشغيل عمال بشركة مصر للطيران، اتفقا مع شريكهم الثالث "أحمد.ف.ا" على الحصول على مبلغ نقدى قدره 30 ألف جنيه على سبيل الرشوة مقابل استغلال صفاتهم وموقعهم الوظيفى، للحصول على التذاكر المجانية للعاملين، وأن ذلك المبلغ دفع منه فعلياً مبلغ نقدى قدره 20 ألف جنيه تشمل تكاليف السفر والتأشيرة والإقامة لكل من الاثنين المتهمين وأخرى تدعى "ريم.م.م" ابنة المتهم الأول، والتى كانت برفقتهما أثناء تلك الرحلة، وشراء مستلزمات شخصية خاصة بهم أثناء السفر لهم ولأسرهم، وأن الـ10 آلاف جنيه المتبقية سوف تسلم لهم عقب عودتهم وتسليم المشغولات المهربة إلى المتهم الثالث "أحمد.ف.ا".
كما أقر المتهمون بأن المتهم الثالث سلم لهم 10 آلاف دولار أمريكى لتسليمهم عند وصولهم إلى "بانكوك" لأحد الأشخاص يدعى "محمود.ل" وهو شريك "أحمد.ف.ا" فى شراء البضائع المضبوطة، وأنه عقب تسليمه المبلغ سيقوم بتسليمهم "مشغولات فضية" لتهريبها إلى داخل البلاد للاتجار بها، وتم استدراك المتهم الثالث لضبطه عن طريق المتهمين المضبوطين، وتم ضبطه بالفعل.
وأكدت التحريات أن المتهم "محسن.م.م" استغل نفوذه لدى شركائه وتحديداً المتهم "أحمد.ف.ا" فى وجود علاقة بينه وبين أحد مـأمورى الجمارك، ما سيسهل معهم تهريب تلك البضائع إلى داخل البلاد بدون الخضوع لإجراءات التفتيش الجمركية المنصوص عليها، والتهرب من دفع المستحقات المالية الجمركية فى حال دخولها للبلاد بطريقة مشروعة، وأن أعضاء التشكيل يتربحون من استغلال مزايا التذاكر المجانية، وأنهم يتحصلون جميعاً على مبالغ مالية طائلة جراء عملية التهريب يقوموا باقتسامها بينهم حسب الاتفاق المسبق بينهم، نظراً للاستفادة من فارق الأسعار بين ثمن شراء تلك المشغولات من الخارج وبيعها داخل البلاد.
وأشارت التحريات إلى وجود محادثات صوتية مسجلة ورسائل مكتوبة على "واتس آب" تتعلق باتفاقهم على بعض تفاصيل ارتكاب الجريمة فيما بينهم، فيما أفادت التحريات أن "ريم.م.م" ابنة المتهم الأول لا علاقة لها بالواقعة، وأنها حسنة النية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة