شاب يحمل مشروعه حول رقبته، صندوق كبير منمق يحمل فوقه حلوى كب كيك أنيقة مصنوعة بعناية وإتقان فائقين، تشعر للوهلة الأولى أنك أمام صانع حلوى فى شوارع باريس، أو على ناصية سويسرية، كل شىء نظيف إلى حد لا يصدق، الألوان مبهرة ومبهجة ومرصوصة بنظام يشعرك أنك أمام بوكيه ورود صنع فى عصر الأمراء، البائع مهتم بكل التفاصيل حتى بملابسه وأن يظهر هو بصورة مختلفة عن التى اعتدناها.
مصطفى
السر وراء هذا المشروع الصغير الذى يجوب به شاب الآن شوارع الإسكندرية هى قصة حب بـ"طعم الكب كيك"، وحلم بالزواج تفاصيله مختلفة عن تفاصيل قصص الزواج المصرية، بدأ مع الشاب مصطفى حمدان، واسراء عبدالعزيز حينما قررا خوض رحلة الزواج والخطوبة، ولم تتمحور حياتهما حول النيش والشبكة والمهر، ولكن حول كيف سنبنى حياتنا، وقرر الشاب والفتاة أن ينشئا مشروعا يتشاركا فيه ليجمعا أموال الزواج، وبالفعل تولت الفتاة صناعة الكب كيك بكل عناية ودقة و"حب"، وصنعا معا هذا المحل المتنقل الرقيق، وتولى الشاب عمليات البيع.
فريق عمل الكب كيك
بقوة وهمة بالغتين يجوب الشاب شوارع الإسكندرية دون كلل أو ملل، يقول أنه تخرج فى الأصل من كلية السياحة والفنادق، أما إسراء فهى طالبة آداب علم نفس، ولكن انتظار "وظيفة ميري" لم يكن ضمن قاموسهما على الإطلاق، والوقوف أمام المشاكل التقليدية وطلبات الأهل هو الآخر لم يكن ضمن قاموسهما ويقول الشاب "قررنا حل كل حاجة بالاعتماد على نفسنا، وتعاونا أن المشروع بتاعنا يبقى هو بداية لحياتنا اللي بنبنيها مع بعض".
مصنع الحلوى الخاص بالشاب والفتاة مصنع صغير للغاية، يبدأ فى حجرة إسراء، وينتهى فى فرن منزلها، كل شىء بسيط، ولكن مدروس بعناية، ومصنوع بحب وإتقان، تقول إسراء "صناعة الحلوى كانت أهم هواياتى، ولكن لم أكن أتوقع أن تتحول إلى مهنة فى يوم من الأيام".
"مصطفى حمدان هو من عرض الفكرة فى البداية"، هكذا تضيف إسراء وتتابع أنها ساندته على الفور، وطلب منها هو ان تصنع الكب كيك، حلوى صغيرة وبدأ الشباب يقبلون عليها، وبالفعل بدأت تجرب العديد من الأصناف وهو يتذوق ويختار الأفضل، حتى استقرا على "المنيو" النهائى الذى يحمله ويعرضه لجميع أهل الإسكندرية يوميا.
انواع الكب كيك
وتضيف إسراء "كل شىء صنعناه بأنفسنا.. حتى الصندوق الخشبى صنعناه، وصنعنا علب للكب كيك من البلاستيك المضاد للبكتيريا، ونبدأ العمل يوميا من الساعة الـ8 صباحا وحتى الـ5 مساء.. ثم نبدأ الإعداد لليوم التالى من الـ10 مساء وحتى 1 صباحا".
إسراء ومصطفى يؤكدان أن رحلة زواجهما أصبح لها طعم لن يشعر به بالتأكيد من يقضون الخطوبة كل ينظر إلى الآخر، وينتظر ما سيفعله من أجله، ومن سيكون المنتصر ومن سيخسر المعركة، يثبتان فى كل يوم أن الحب هو المعركة الوحيدة التى يدخلها اثنان ويخرجا منها منتصران دون هزيمة لأى طرف، يثبتان أن "خلف" كل شخص عظيم "حب" حتى لو كان بسيطا بـ"طعم الكب كيك".
الكب كيك
الكب كيك
صندوق بالكب كيك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة