"من الإدمان للمقاطعة" تجارب شبابية مع هجر العالم الافتراضى..حنان هربت من "عين الحسود" على فيسبوك ودينا:قفلت حسابى وفتحت بيزنس.. وسلمى:كرهت انتهاكه للخصوصية..و"على" اشترى راحة باله بتجنب كل وسائل التواصل الحديثة

الجمعة، 22 ديسمبر 2017 09:00 م
"من الإدمان للمقاطعة" تجارب شبابية مع هجر العالم الافتراضى..حنان هربت من "عين الحسود" على فيسبوك ودينا:قفلت حسابى وفتحت بيزنس.. وسلمى:كرهت انتهاكه للخصوصية..و"على" اشترى راحة باله بتجنب كل وسائل التواصل الحديثة "من الإدمان للمقاطعة" تجارب شبابية مع هجر العالم الافتراضى
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشوة خفية تشعر بها كلما يومض زر الإشعارات بالأحمر على حسابك بموقع فيسبوك، يقول باحثون فى جامعة أمريكية إن تأثيرها على الدماغ يشبه ذلك التأثير الذى يحدث عند تعاطى بعض أنواع المخدرات؛ بالتالى لا نبالغ أبدًا فى وصف التعلق بهذا العالم الافتراضى  بأنه "إدمان" يدفعك لقضاء ساعات طويلة تحدق فى فضائه حتى لو لم تتفاعل أبدًا.
 
ورغم تحذير دراسة أخرى أجراها باحثون بريطانيون من أن محاولة هجرة فيسبوك غالبًا ما ينتج عنها زيادة إدمانه والإقبال على تصفح الموقع بشغف أكبر ولوقت أطول، إلا أن هناك بعض التجارب الناجحة لأشخاص تمسكوا بقرارهم بالهجرة نهائيًا من "الكوكب الأزرق" ليعيشوا بشكل "طبيعى" على "كوكب الأرض" الواقعى لأسباب ودوافع مختلفة.
 

دينا 10 سنين إدمان فيسبوك ثم هجر فى شهر

على الرغم من أن إدمان "دينا سامى" للفيسبوك استمر نحو 10 سنوات إلا أن هجره لم يحتاج منها أكثر من شهر واحد وتقول "مكنتش بعمل حاجة فى حياتى تقريبًا غيره، وبدأ يسبب لى ضغط عصبى ويرهقني وأصبح عندى رعب من نزول الشارع من كثرة الطاقة السلبية وما ينشر عليه من أخبار عن تحرش وخطف ومشاكل، ولكن لاحظت أنه عندما أنزل الشارع لا يشبه الوضع ما يقال على فيسبوك، ليس بهذه الدرجة فقررت أن أعطل حسابى شهر واحد".
تضيف لـ"اليوم السابع": "خلال الشهر أنجزت ما لم أنجزه من قبل فى سنة كاملة، بدأت الدراسات العليا وبعدها بدأت مشروع خاص بى لأنى شعرت أنه مضيعة للوقت وللطاقة لذا أصبحت من سنة وعدة شهور بعيدة  عنه تمامًا".
دينا
دينا
تقول دينا: منذ أغلقت حسابى أصبحت أكثر هدوءًا واستمتاعًا بالحياة، أركز فى أشياء لها قيمة فى حياتى وحصلت على شهادة دراسية من جامعة بريطانية من خلال التعليم عن بعد وأصبح عندى مشروعى الخاص.
 
أما الأحداث الجارية والتى قد تفقدها بعيدًا عن عالم "فيسبوك" تقول عنها "دينا": "مش مركزة فى الأحداث اللى حواليا يمكن لأنها ما تهمنيش اصلاً.. أنا مركزة أشتغل على نفسى".
 

حنان هربت من "عين الحسود" على الموقع الأزرق

"عضة أسد ولا نظرة حسد" المثل الشعبى الذى أصبحت "حنان نصر" تؤمن به بشكل كامل بعد تجربتها مع فيسبوك، وهو أيضًا ما دفعها إلى الفرار بعيدًا عن عالم السوشيال ميديا وتقول لـ"اليوم السابع": "اشتركت فى فيسبوك فى آخر سنة بالكلية، وكنت أقضى وقتى كله تقريبًا عليه، وفى البداية لم أكن أنشر أى شيء شخصى عن تفاصيل حياتى لكن مع الوقت أصبحت أفعل هذا، ومع الوقت أصبحت التفاصيل التى أنشرها تسبب لى مشاكل، المشاكل كانت تافهة لكنها مزعجة، ومع الوقت وخاصة بعد زواجى أصبحت ألاحظ الارتباط بين المشاكل وبين نشر خبر سعيد عن حياتى على فيسبوك، ولاحظت أن أى شيء لا يتم إذا تحدثت عنه على "فيسبوك".
فيسبوك
فيسبوك
تضيف: "اتخذت قرارى النهائى بأن أغادر الموقع بعدما كدت أفقد حياتى أنا وزوجى فى حادث حين اشترينا سيارتنا الأولى، ورغم أننى لم أنشر صورتها ولم أكتب عنها إلا أن تعليق صديقة كشف أننا اشترينا سيارة وبعدها بساعات كدنا نفقد حياتنا فى حادث، لا أعرف لماذا ربطت بين الفكرتين، وقررت أن ألغى حسابى على الموقع وأمتنع عن دخوله نهائيًا ومن بعدها أصبحت حياتى أهدأ كثيرًا".
 

سلمى: لم أتحمل انتهاك الخصوصية على فيسبوك

أما "سلمى ابو الفتوح" فقد أدركت هذه المخاطر مبكرًا خاصة انتهاك الخصوصية على فيسبوك وقررت أن تنهى علاقتها بها بعد عام واحد فقط تقريبًا. وتقول لـ"اليوم السابع": "فتحت حسابى فى 2007 فى بداية انتشاره وكنت متابعاه جيدًا ونشيطة جدًا حتى اتخذت قرارى فى نهايات عام 2008 وتركته للأبد".
 
سلمى
سلمى
توضح سلمى أسباب قرارها: "رغم أن إعدادات الخصوصية كانت عالية جدًا عندى لكن هذا لم يمنع من تعرضى لمضايقات كشفت أنه لا وجود للخصوصية على فيسبوك، وشعرت أن كل حركاتى وتطورات حياتى ستكون تحت الأنظار فتركته. أما فكرة أن تمتنع عن وضع صورتها الشخصية الحقيقية واستخدام اسم غير اسمها الحقيقى فرفضتها "سلمى" تمامًا وقالت "ما بحبش أكون غيرنفسى. يا إما أنا يا إما مش موجودة".
 
على الرغم من عمل "سلمى" فى الإعلام إلا إنها لا تجد نفسها مضطرة أبدًا لفتحه من أجل عملها وتقول "لم يؤثر غيابى عن فيسبوك على عملى أبدًا فهناك مصادر أخرى لمعرفة أهم ما يشغل الجماهير".
 

"على" هرب من كل وسائل التواصل ليشترى راحة باله

على عكس كل من هجروا فيسبوك ولكنهم لم يهجروا تطبيقات المحادثة الإلكترونية الحديثة كان لـ"على عيد" رأى آخر: "كل الحاجات دى بترفع الضغط أنا مريح دماغى" قرار اتخذه بعد أن أصبحت صحته على الحافة ويقول "لاحظت إنى بقيت متوتر دايمًا وطول الوقت مستنى حاجة توصلنى، تعليق أو رسالة أو إيميل، مستنى أى حاجة من أى حد.. فقررت إنى مش هعمل كده فى نفسى تانى".
 
يرى "على" بعدًا اجتماعيًا للقرار: عرفت الأصدقاء الحقيقيين، المستعدين فعلاً لبذل مجهود للحفاظ على تواصلنا ، وبالفعل دائرة أصدقائى الآن محدودة أكثر بكثير من السابق لكنها حقيقية على الأقل نتحدث فى التليفون ونلتقى من وقت لآخر ونقضى وقت مع بعضنا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة