"يخرج هذا الكتاب للنور فى فترة تعيش فيها بلاد اليمن السعيد شعبها كآبة الحرب، يسكنها الدمار، وتمزقها الرغبات والصراعات والأهواء" هكذا يقول الكاتب الدكتور حميد عمر فى مقدمة كتابه "اليمن فى الذاكرة الفرنسية" الصادر عن مكتبة الآداب.
ويستعرض الكتاب محطات من تاريخ اليمن فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ومطلع القرن العشرين، كما عايشها الفرنسيون ونقلوها وساهموا فى صنع بعض وقائعها، ويتعرض الكتاب بوجه الخصوص للحملتين الأولى والثانية، والعدوان الفرنسى على ميناء المخا، وقضية منطقة "الشيخ سعيد"، والفنارات البحرية العثمانية، وكذا لأهم الرحلات الاستكشافية الفرنسية إلى اليمن.
ويعتمد الكتاب على الوثائق الرسمية الفرنسية، ويوميات الرحالة والمستشرقين وعلماء النبات والآثار المتخصصين الذين زاروا اليمن فى فترات متعاقبة أو متباعدة.
ويتحدث الكتاب فى الباب الأول والثانى عن الحملتين الفرنسيتين الأول والثانية إلى اليمن ما بين عامى 1708 – 1713، ويرى الكاتب إن استخدم لفظ "حملة" لأن السفن الفرنسية التى وصلت إلى اليمن لم تكن سفن تجارية مسالمة، بل سفن حربية، مجهزة بمدافع وخاضت حروب قرصنة خاطفة عديدة وفى طريقها إلى مدينة المخا، كما إن الفرنسيون فرضوا شروط، وقاموا بعمل مناوشات استعراضا للقوة، وقد افضت هاتان الحملتان إلى العدوان التى تعرضت له ميناء المخا عام 1737.
ويتحدث الباب الرابع عن قضية منطقة الشيخ سعيد التى تعكس صورة كاملة للمدى الذى وصل إليه التسابق الدولى المحموم فى السيطرة على شواطئ البحر الأحمر ومنافذه، كما يتحدث الكتاب عن الفنارات البحرية العثمانية ويسلط الضوء على الدور السياسى الذى لعبته فى الحرب، كما ينقل الكاتب مشاهدات الرحالة والمستشرفين الفرنسين وعلماء النبات والآثار وانطباعتهم عن اليمن فى الفترة ما بين عامى 1836 و1887.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة