يقول الخبر إن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حق النقض «فيتو» ضد مشروع قرار فى مجلس الأمن الدولى، تقدمت به مصر، بشأن القدس، وينص مشروع القرار على «عدم الاعتراف بأى تغيير على حدود الرابع من يونيو 1967»، فيما يدعو كل دول العالم «للامتناع عن إقامة بعثات دبلوماسية فى مدينة القدس، تطبيقا لقرار مجلس الأمن 478 لسنة 1980». وبررت مندوبة واشنطن فى مجلس الأمن نيكى هايلى يوم الاثنين الماضى، 18 ديسمبر، «اعتراض الولايات المتحدة الأمريكية على مشروع القرار المطروح، للدفاع عن دورها فى الشرق الأوسط»، زاعمة أن «القدس كانت عاصمة اليهود لآلاف السنين ولم يكن لهم عاصمة أخرى»، واستمرارا فى المزاعم ادعت السيدة «نيكـى» على أن «بعض الدول ترغب فى تشويه صورة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لأغراض خاصة»، متجاهلة أن 14 دولة من أصل 15 هى الدول الأعضاء فى مجلس الأمن أيدت مشروع القرار، ما يعنى أن زعمها بأن «بعض» الدول تريد تشويه الرئيس الأمريكى محض هراء.
ولا يتوقف الهراء عند هذا الحد، فقد امتلأت كلمة السيدة «نيكى» بالأكاذيب، فتقول كذبا إن القدس كانت منذ قديم الأزل عاصمة لليهود، وبصرف النظر عن أن هذا الأمر غير معترف به عالميا أو منطقيا، أو أن العالم لو طبق فكرة إعادة السكان الأصليين فى كل بقاعه إلى مكانهم فلن يمكث أحد فى مكانه وستتغير الخرائط والعواصم والبلدان وأولها أمريكا، فإن الكذب هنا يكاد يكون مبدئيا فالكانعانيون والقحطانيون العرب أسبق فى التوطن فى فلسطين والقدس، واليهود على مر التاريخ لم يكونوا سوى قبائل مترحلة، بدليل أنهم كانوا منتشرين فى العديد من البلدان قبل الإسلام، ومن ضمنها مدينة الرسول، كما أنهم ترحلوا فى العديد من العواصم والبدان، مثل مصر مثل والعراق والشام وغيرها، بينما الثابت الوحيد فى أرض فلسطين هو العرب ولا شىء غيرهم.
تحدت أمريكا التاريخ والجغرافيا والحاضر والماضى، ولا صوت يعلو فوق صوت البلطجة، وفى الحقيقية فقد آن الأوان ليعيد العالم النظر فى مسألة حق الفيتو الذى تستخدمه أمريكا برعونة وتبجح كبيرين، وعلى الأقل يجب أن يستخدم العالم ورقة «الانسحاب من مجلس الأمن» فى حال عدم تعديل هذه الضوابط التى تمنح أمريكا حق البلطجة عالميا، غير هذا يصبح الزعم بأننا نعيش فى عالم «حر» محض ادعاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة