"الإعاقة ليست فى الجسد" هذه هى الجملة التى يمكن أن نبدأ بها قصة هاجر محمد خالد، تلك الفتاة التى تنتمى لمحافظة أسوان، والتى استطاعت أن تتغلب على كل العقبات التى واجهتها فى حياتها، حيث ولدت بتشوه فى اليد اليمنى لا يذكر، وتباعد بين العينين، تلك الأشياء الذى دفعت البعض فى المجتمع للاعتقاد أنها يمكن أن تعيقها عن الحياة، ولكن على العكس تماماً استطاعت أن تثبت لهم أنه لا يوجد شيء يمكن أن يعيقها أبداً عن تحقيق ما تبصو إليه.
هاجر محمد
بصوت واثق من نفسه وإمكانياته ويعلم أن حياته بكل ما فيها هى هبة من عند الله يجب الرضا عنها والتكيف معها، بدأت هاجر حديثها مع اليوم السابع، والتى تخرجت فى كلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، كما تم تكريمها مع والدتها التى حصلت على لقب الأم المثالية على مستوى الجمهورية من الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالإضافة إلى حصولها على لقب سفيرة النوايا الحسنة من المجلس القومى لحقوق الإنسان، إلى جانب العديد من الجوائز فى مجال الشعر.
هاجر محمد
توفى والدها وهى مازالت فى سن صغيرة، وتولت الأم التى كانت تعمل إخصائية اجتماعية فى إحدى المدارس تربيتها مع أختيها، وكُن جميعاً يتعلمن معها فى نفس المدرسة التى تعمل بها، وبدأت فى غرس ثقافة الاعتماد على النفس والثقة بها لدى كافة بناتها، وبدأت فى تنمية مواهبهن، وكانت هاجر إحداهن حيث كانت تتمتع بقدرة غير عادية على إلقاء الشعر وإيصال إحساس كاتبه لكل من يستمع إليه، لذا بدأت الأم معها رحلة تنمية موهبة ابنتها، خاصة وأن الأم كانت تكتب الكلمات وتلقيها الابنة بجدارة.
هاجر محمد
"مافيش حد معاق..المجتمع هى اللى بيعيق وأبسط حقوقى إنى اشتغل حتى لو بنسبة الـ 5%" كانت تلك الجملة هى تعليق هاجر على ما عانت منه فى حياتها، واستكملت حديثها قائلة: "أنا بعمل كل حاجة لوحدى وبخرج لوحدى وعندى ثقة فى نفسى وإرادة إنى أحقق كل أحلامى وفخورة باللى أنا بحققه".
هاجر محمد
يتعامل المجتمع معها وكأن ينقصها شيء ما، رغم كونها إنسانة عادية استطاعت أن تحقق الكثير من أحلامها فى الحياة، تلك الأحلام التى دفعتها لترك أسوان والمجيء إلى القاهرة من أجل الالتحاق بدبلومة كلية التربية جامعة عين شمس، إلا أن الإدارة رفضت أن تقبل طلبها المقدم للالتحاق رغم نجاحها فى الاختبار الذى خضعت له، ليقوم عميد الجامعة بتحويلها للدكتور المسئول عن طلاب ذوى الاحتياجات الخاصة، والذى قال لها "أنتِ طبيعية ومافيش حاجة فيكى وتقدرى تدخلى الدبلومة"، ورغم اقتناعهما بأنها قادرة على النجاح، إلا أن أحداً منهما لم يمكن من قبولها فى الدبلومة، تلك القصة التى دفعتها للإصرار على أن تكمل حياتها وتتحدى الجميع.
واختتمت قالت هاجر حديثها معنا قائلة: "بحلم يكون فيه وزارة لذوى الاحتياجات الخاصة وأكون أنا الوزيرة، وهروح لكل الناس أشوف طلباتهم وأجيبلهم حقوقهم كلها".
هاجر محمد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة