لماذا استقال سعد الحريرى من رئاسة الحكومة اللبنانية؟.. القرار هزيمة لمشروع إيران وحزب الله فى لبنان.. مخاوف من دخول بيروت فى دائرة الصراع الإقليمى.. وطهران تواصل التصعيد لإرباك المنطقة

الأربعاء، 08 نوفمبر 2017 12:55 م
لماذا استقال سعد الحريرى من رئاسة الحكومة اللبنانية؟.. القرار هزيمة لمشروع إيران وحزب الله فى لبنان.. مخاوف من دخول بيروت فى دائرة الصراع الإقليمى.. وطهران تواصل التصعيد لإرباك المنطقة ميشيل عون وسعد الحريرى وأمين عام حزب الله
كتبت - إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

غادر رئيس وزراء لبنان المستقيل سعد الحريرى إلى أبو ظبى،   الثلاثاء، بعد أن قدم استقالة مفاجئة من منابر العاصمة السعودية الرياض، تاركا وراء ظهره مشهد لبنانى مرتبك، يعيد بلاد الأرز -التى كانت على مدار سنوات وماتزال بؤرة لتنافس اللاعبين الإقليميين- إلى المربع الأول أى ما قبل الإعلان عن الصفقة السياسية التى سمحت بتشكيل الحكومة اللبنانية فى نهاية 2016، والتى تم بمقتضاها تولى ميشيل عون منصب الرئيس، والحريرى منصب رئيس الحكومة.

 

الاستقالة وضعت لبنان عند مفترق طرق، وفتحت النقاش أمام مراكز الأبحاث لوضع دوافع وسيناريوهات خطوة سعد الحريرى، وفى هذا الإطار أصدر المركز الاستشارى الاستراتيجى للدراسات الاقتصادية والمستقبلية فى أبوظبى  الثلاثاء، تقريرا حصل "اليوم السابع" على نسخة منه، قال فيه إن الاستقالة جاءت احتجاجا على تزايد التدخلات الإيرانية فى الشأن اللبنانى، وردا على ما كشفه من وجود مخطط يستهدف حياته الشخصية.

 

وقال المركز إن خطوة الحريرى تضع لبنان على أعتاب أزمة أمنية وسياسية جديدة، ليس فقط لأنها تمثل عمليا فشل الاتفاق (الصفقة) التى سمحت بتشكيل الحكومة اللبنانية فى نهاية 2016، وإنما لأنها ربما تعيد أجواء الاحتقان السياسى فى لبنان، وتعيد إلى الأذهان الأزمة التى شهدتها لبنان عام 2005، وكادت تتحول إلى حرب أهلية جديدة.

سعد الحريرى

استقالة سعد الحريرى، لا يمكن قراءتها بمعزل عن هذه التطورات الدولية والإقليمية المتسارعة، ما يعنى أنها قد تضع لبنان والمنطقة أمام العديد من سيناريوهات التصعيد الإقليمى والدولى، ووضع المركز سيناريوهات لما بعد الاستقالة فى لبنان والمنطقة جاء أبرزها:

 

1-  دخول لبنان إلى دائرة الاستقطاب - الصراع الإقليمى مرة أخرى

السيناريو الأول بعد استقالة الحريرى هو دخول لبنان إلى دائرة الاستقطاب - الصراع الإقليمى مرة أخرى، وخاصة بين إيران، من جهة، والإجماع العربى وتركيا والمجتمع الدولى، من جهة ثانية، حيث جاء الإعلان عن استقالة الحريرى من العاصمة السعودية الرياض ما قد يفاقم من حالة الاستقطاب، خاصة إذا ما تم الأخذ فى الاعتبار أن زيارة الحريرى إلى الرياض جاءت بعد ساعات من لقائه فى بيروت علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيرانى علي خامنئي، ولفت إلى أن كل مواقف وسياسات حزب الله خلال العام المنصرم كان واضحة، لكونها تستهدف إبعاد الحريرى عن محيطه العربى، ووضعه فى الصف الإيرانى.

 

 

2- تصعيد إيران لوتيرة الصراع الإقليمى بشكل أكثر من ذى قبل

وجاء السيناريو الثانى للحالة الإيرانية فى المنطقة، والتى ستصعد وتيرة الصراع الإقليمى بشكل أكثر من ذى قبل، نحو السعودية وحلفائها العرب، ومن المرجح تصعيده أكثر فأكثر فى الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، بعد استقالة الحريرى والتى أثارت غضب إيران وحزب الله ولهذا يتوقع كثيرون أن لا تقف إيران وحليفها حزب الله مكتوفة الأيدى أمام هذه الاستقالة التى تمثل بالنسبة لهما نوعا من الهزيمة السياسية أو بالأحرى لمشروعهما الذى يستهدف تحويل لبنان إلى المحور الإيرانى فى المنطقة.

 

 

3-  إيران قد تستعين بحزب الله فى اليمن

ورجح "المركز الإستشارى الاستراتيجى" أن تلجأ إيران إلى الاستعانة بجزء من قوات حزب الله اللبنانى فى الصراع الدائر باليمن حاليا، لدعم حلفائها الحوثيين الذين يواجهون مأزقا صعبا مع تقدم قوات الشرعية بنجاح يسابق الزمن، واقترابها من العاصمة صنعاء، ولهذا فأن الصاروخ الباليستى الذى أطلقه الحوثيون واستهدف مطار الملك خالد الدولى بالقرب من الرياض، وتم إسقاطه من قبل الدفاعات الجوية السعودية، لا شك أن إيران وراءه بعد تفحص هوية الصاروخ والمدى الذى يصل إليه، كأول رد فعل عملى على استقالة الحريرى من الرياض، وبهدف إيصال رسالة واضحة للسعودية ودول التحالف العربى فى اليمن بأن إيران قادرة على قلب معادلة التوازن العسكرى فى اليمن مرة أخرى.

 

قوات فيلق القدس
قوات فيلق القدس

 

 

4-  لجوء طهران إلى تحريك أذرعها وميليشياتها المسلحة

وأشار المركز إلى أن البيئة الإقليمية مرشحة الآن، والأيام المقبلة لتصعيد إيرانى غير مسبوق، ورجح أن يمتد الصراع بين إيران والإجماع العربى أيضا إلى العراق، وخاصة بعد أن نجحت الرياض فى إعادة العراق إلى محيطه الخليجى والعربى مرة أخرى، وبخاصة أن زيارة رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى فى شهر أكتوبر الماضى إلى المملكة وإعلانه عن تأسيس المجلس الأعلى للتنسيق المشترك بين الدولتين، ضربة قوية للنفوذ الإيرانى فى العراق، لهذا ليس من المستبعد أن تلجأ طهران خلال الأيام المقبلة إلى تحريك أذرعها وميليشياتها المسلحة، وخاصة الأحزاب الشيعية وميليشيات الحشد الشعبى إلى مساومة العبادى فى هذا الشأن، للحيلولة دون التمادى فى هذه السياسة التى تقلص من النفوذ الإيرانى فى العراق لصالح حاضنة الأخير العربية. الأمر الذى سيؤدى إلى تصاعد حدة ووتيرة الضغوط الدولية والإقليمية على إيران بشكل أكثر تأثيرا عليها فى المستقبل القريب لكى تلتزم بالقرارات الدولية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة