بمجرد أن تخطو داخل شارع الألفى تشعر أنك انتقلت فجأة إلى زمن آخر ويعيد بمقاعده الخشبية وزهوره إلى ذاكرتك شكل القاهرة الخيديوية التى كانت تنافس مدن أوروبا، هذا المشهد الذى تضاعف جماله فى الأيام الأخيرة، وحيث اعتدت أن ترى الناس جالسين ليتبادلوا أطراف الحديث أو يستريحوا من المشى ويتناولوا وجبة سريعة أو "آيس كريم" ابتاعوه من محل مجاور تفاجأ عينيك بمشهد يبدو غريبًا على الشارع المصرى للعديد من الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات على المقاعد الخشبية يتصفح كل منهم كتابًا وعلى بعد خطوات منهم وقف آخرون أمام مكتبة خشبية أنيقة يفكرون فى اختيار كتاب من بين العناوين المتنوعة التى تضمها المكتبة، وعلى رأس المكتبة حملت قطعة معدنية شعارها "ضع كتابًا وخذ كتابًا".
رجل يتصفح أحد الكتب بالقرب من المكتبة
وحين تقترب من المكتبة تجد أنها تضم عشرات الكتب المتنوعة لمختلف الأعمار وفى مختلف المجالات، وتضم عناوينًا للعديد من الكتاب بين الكبار والشباب، حين تلمس بابها الزجاجى ربما تلتفت حولك منتظرًا أن يظهر من تحت الأرض البائع المجهول صاحب هذه المكتبة الأنيقة إلا أنك تلمح فوقها عبارة تشير إلى أنها إهداء من الدكتور المهندس نادر رياض مع رقم هاتف "للاستفسار والشكاوى" حول المكتبة، وتكتشف أنها بالفعل حقيقة وليست حلمًا، مكتبة مفتوحة للجماهير دون تأمين ولا أقفال ودون أى مقابل.
رجل بسيط يشاهد المكتبة عن قرب
ويقول الدكتور المهندس نادر رياض، لـ"اليوم السابع"، إنه وضع المكتبة لإتاحة المجال لتداول الكتب التى انتهى أصحابها من قراءتها ولا يحتاجون إليها مرة أخرى، مع إمكانية مبادلتها بكتب أخرى بدلاً من أن تتراص على الأرفف فى البيوت والمخازن وتظل ساكنة لا تتحرك وتؤول فى النهاية إما إلى صناديق المهملات أو تجار الروبابيكيا لينتهى مآلها كقراطيس، ويرى "رياض" أن كلا المصيرين فيهما خسارة كبيرة للمجتمع لهذا فكر فى المكتبة للمساعدة على تنقل الأفكار والثقافات والمعارف الموجودة بالكتب بين البشر لتتسع دائرة الاستفادة منها.
الدكتور المهندس نادر رياض
ويضيف: "المشروع فى صورته المثلى يتمثل فى أن كل من يأخذ كتاباً سيترك كتاباً مقابله، وبذا فإن هذه الكتب لن تنفد من الكتب، وفى صورته العملية يتمثل فى أن المكتبات تحتاج كل فترة إلى التنقية من الكتب غير المفيدة واستعاضة العدد المتناقص منها بجديد سوف نوفره بحيث يظل رصيد كل مكتبة 160 كتاباً".
شاب يتأمل العناوين داخل المكتبة
فى المقابل تنوعت ردود الفعل على المكتبة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بين الإشادة بالفكرة الراقية والمخاوف من إساءة استخدامها أو إتلافها، فقال "كرم مختار": "الفكرة رائعة لكن أتمنى محدش يسرق المكتبة ويسيب الكتب"، أما "إيفيت لامى" فقالت "فكرة أنيقة ومحترمة تساعد على نشر الثقافة أتمنى الكل يساهم بتزويدها بالكتب وأتمنى أن نرى وسط البلد بشياكة ونظافة زمان"، أما "سامح" فوصفها بأنها "منحة راقية" وتساءل "هل تدوم؟"، أما "إيمان عبد الوهاب" فكانت أكثر تفاؤلاً وثقة فى الشارع المصرى وقالت "فكرة عظيمة ما أظنش أبدًا إن الشارع المصرى مش هيحافظ عليها".
شابان يتصفحان كتابًا من المكتبة
وردًا على هذه التخوفات أشار المهندس نادر رياض إلى أن المكتبة فى الشارع منذ 5 أيام ولم تنقص الكتب منها على العكس تزداد، وهناك أمانة فى التعامل معها حتى أن شخص اتصل برقم الهاتف المدون على المكتبة وقال إنه وجد فى المكتبة كتابين كان يبحث عنهما ولا يجدهما ويستأذن "هل ممكن آخدهم يومين وارجهم تانى" فقلنا له تفضلهم احتفظ بهم لكن لو لديك كتب لا تحتاجها ويمكن أن تتطوع بها نتمنى أن تفعل ذلك فرد "عندى شنطة كتب كاملة هجيبها".
المكتبة فى شارع الألفى
رجل منهمك فى قراءة الكتاب
المكتبة مفتوحة 24 ساعة
عامل بسيط يتأمل الكتب داخل المكتبة
شاب يتصفح أحد الكتب
شاب يتصفح كتاب ورجل ينتقى آخر
طفلتان إلى جوار المكتبة تنظران إلى الجزء الخلفى منها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة