حمدى زقزوق: الاختلاف بين البشر لا ينسينا أخوتنا فى الإنسانية

الأربعاء، 08 نوفمبر 2017 11:04 ص
حمدى زقزوق: الاختلاف بين البشر لا ينسينا أخوتنا فى الإنسانية الملتقى العالمى الثالث للشرق و الغرب
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد المشاركون فى فعاليات الملتقى العالمى الثالث "الشرق والغرب نحو حوار حضارى"، والمنعقدة فى العاصمة الإيطالية روما، على ضرورة دعم الحوار الحضارى الذى يدعو لنشر قيم المحبة والتسامح والتعايش المشترك، لصنع غد أفضل.

جاء ذلك خلال حلقة نقاشية بعنوان "الأديان والدولة الوطنية"، والتى عقدت بمقر المستشارية الرسولية بمدينة روما الإيطالية، بحضور عدد من أبرز القيادات الدينية والسياسية والفكرية من الشرق والغرب.

وأكد الدكتور محمود حمدى زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، خلال كلمته التى ألقاها فى افتتاح أعمال الملتقى، أن من ثمار الاتصالات التى قام بها الأزهر مع الفاتيكان والمجلس البابوى للحوار بين الأديان، الزيارة الناجحة التى قام بها شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين للفاتيكان فى العام الماضى وتركت صدى واسعًا ورد فعل فى مختلف أنحاء العالم، مضيفا أنه لا شك أن مثل هذه اللقاءات، ومنها لقاء اليوم، من شأنها أن تمهد للمزيد للتفاهم المشترك والتعاون البناء لخدمة السلام العالمي.

وأوضح زقزوق أنه عندما نتحدث عن الدولة الوطنية والأديان يجب أن ندرك أن الاختلاف بين البشر لا ينسينا أخوتنا فى الإنسانية فنحن ننحدر من أصل واحد، كما أن الأديان تنبع من مشكاة واحدة، مضيفا أن الإسلام أكد على وجود التنوع وقبول الآخر، فقد شكل رسول الله نموذجا مثاليا عن العلاقة بين الدولة الوطنية والأديان عندما آخى بين المهاجرين والأنصار، ووضع وثيقة لضمان حقوق غير المسلمين.

وأشار الدكتور زقزوق أن هذه الصورة المشرقة للتعايش بين الأديان قد أصابها قدر لا يستهان به من الفتور والضعف والانهيار، ليس فقط فى عالمنا الإسلامى وإنما فى العالم كله، وذلك نتيجة لما مر بعالمنا من نزاعات جسام وحروب نعانى منها حتى اليوم، ومهمتنا هنا ليست رصد الواقع، وإنما محاولة تغيير هذا الواقع عن طريق الفهم البناء والتعاون المشترك.

فيما أكد المشير سوار الذهب، عضو مجلس حكماء المسلمين ورئيس السودان الأسبق، أن الحروب أودت بالملايين من سكان الأرض بمختلف معتقداتهم وتوجهاتهم فى ظل غياب البوصلة التى تهدى الجميع إلى السلام والتعايش، مشيرًا إلى أن مثل هذه الفعاليات تعد وسيلة من الوسائل التى تسعى إلى إرساء قيم السلام والتعايش بين مكونات العالم الذى أصبح بمثابة قرية صغيرة تتوحد فيها الأحلام والآمال.

وأضاف سوار الذهب أن الحوار ضرورة فرضها الواقع العالمى وهذا يدفعنا إلى فهم الآخرين، ومن ثم السعى إلى التفاعل مع الآخر، والعمل على تقريب سبل التفاعل والحوار، مشددا على أن عقبات الحوار بين الغرب والشرق تؤدى إلى الغلو الدينى الذى يجب القضاء عليه فى كل الأديان.

من جانبه، قال الكاردينال جان-لويس توران، رئيس المجلس البابوى خلال كلمته التى ألقاها بالملتقى العالمى، إن السلام نبنيه معا ولا يمكن أن يعرض بطرق أحادية الجانب، موضحًا أن المسؤولين الدينيين لا يملكون حلولا يقترحونها وحدهم، ولكن تأتى الحلول بالتعاون والتقارب، مضيفا أن كل ديانات العالم عليها دور يجب أن تقوم به لبناء السلام.

وفى السياق ذاته، قال الشيخ على الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، إن الدولة هى مؤسسة يصنعها الإنسان وليست مؤسسة تصنعها الأديان، مبينًا أن تطور الدول يتوقف على قاعدة المواطنة والتعايش المشترك الذى تجاوز الامتيازات الدينية والمذهبية.

كان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور  أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشرى، قد ألقى خطابا مهما فى افتتاح الملتقى العالمى الثالث للشرق و الغرب، أكد خلالها أن الأديان الإلهيَّة لا يمكن أن تكون سببًا فى شقاء الإنسان وهى ما نزلت إلَّا لهداية البشر، موضحا أن الأزهر مع مجلس حكماء المسلمين على استعداد لتقديم كل ما يملك من خبرة لترويج فكرة السلام العالمى والتعايش المشترك.

كما عقد فضيلة الإمام الأكبر لقاء قمة مع حضرة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، بحثا خلالها سبل تنسيق الجهود لنشر ثقافة التعايش والسلام ونبذ العنف والكراهية والتعصب والإسلاموفوبيا ودعم الفقراء والضعفاء.

ومن المقرر أن يلتقى شيخ الأزهر اليوم رئيس الوزراء الإيطالى، باولو جينتيلونى، ووزير الخارجية ورئيس مجلس الشيوخ الإيطالى، إضافة إلى عدد من المسؤولين الإيطاليين، لبحث سبل التعاون المشترك لمواجهة التطرف والإرهاب ونشر ثقافة التعايش والسلام.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة